رواية صرخات انثى الفصل الخامي بقلم ايه محمد رفعت
بعند
أنا آسف يا باشا مش هقدر.
وأخرج وهو يسحب زناده للاستعداد فجذبه آدهم ليقف قبالة شرارته متفوها بصرامة
ده أمر مباشر مني يا حضرة الظابط.
أدى تحيته العسكرية وهو يردد بوقار
الأمر نافذ.
وتركه وغادر وعينيه تلمع بالدمع استعطف قلب آدهم فجذبه وهمس له
متقلقش أنا هخلص البنت دي بدون ما ننكشف.
هانت وهنجيبه راكع تحت رجلينا.
وتركه وأسرع بالتواجه للداخل متعمدا الطرق أكثر من مرة على الباب حتى لا يطرق له فرصة افتعال أي شيء وبالفعل فتح راكان باب غرفته وبيده زجاجة الكحول رفع آدهم نظراته المتقززة ليصل لوجهه ورسم بصعوبة بسمة خاطفة وهو يردد
اللي حسبته لقيته عثمان الحقېر حطيلي قنبلة بعربيتي كان عايز يخلص مني عشان يوصلك.
!!
هز رأسه مؤكدا وتابع بقص التفاصيل إليه خاصة بما تخص شمس فأسرع متلهفا
طب وشمس جرالها حاجة
أجابه ويده مضمومة على الأخرى
اطمن يا باشا شمس هانم بأمان أنا مستحيل كنت هسيبها تتأذى.
راح على وجه راكان بسمة واسعة وهمس وهو يطرق على عضلات صدر آدهم
براڤو يا وحش ده المتوقع منك إنت متعرفش لو جرالها حاجة كنت هخسر إزاي.
البت دي من عيلة كبيرة أوي مركز ونسب يليق باسمي ويخلينيا نتابع شغلنا من غير ما نلفت النظر لينا وبالأخص كمان عمران أخوها شركاته وعلاقاته تقدر تفيدنا لو جرينا رجله معانا.
وعاد من أرض أحلامه يبتسم لمن يطعنه بثبات قاټل
أنا مش عارف أشكرك ازاي من يوم ما ظهرتلي وانت ملاكي الحارس اللي في دهري وقدام كل شړ أتعرضه.
أنا ملاك موتك اللي هقبض روحك وأرجعها لقفصها.
انتبه آدهم من شروده على كلمات راكان
أطلب مني اللي تحبه وفورا هلبيهولك.
اتسعت بسمة مكره فغامت عينيه على المقيدة على فراشه البارز من خلفه فضحك راكان وهو يلتفت لما يتطلع إليه وعاد يرتشف من الزجاجة ببسمة دنيئة فأشار له
وخرج من الغرفة وهو يغمز له
عارف إنها مش هتأخد معاك غلوة أكلم أنا واحدة من البنات إياهم.
راقبه آدهم بنظرة مستحقرة فما أن اختفى من الرواق حتى بصق خلفه مرددا
ثم ولج للداخل فصعق حينما وجدها طفلة لا تتعدى عمرها السابعة عشر مقيدة على الفراش بشكل ېمزق القلب وجهها متورم من فرط الكدمات التي تلقتها أبعد جاكيته ليجذب خنجره فأشارت بعينيها الباكية وهي تترجاه
أغلقت عينيها بقوة ظنا من إن نصل السکين سيصل لعنقها فصعقټ حينما وجدته يحرر الحبال المقيدة لها فعاونها على الوقوف وإتجه بها للباب الخلفي هامسا بشفقة
إركضي سريعا إن رغبتي بالنجاة.
فور إنتهاء كلماته هرعت وكأنها تهرب من شبح مۏتها بعدما حررها ذاك الملاك الذي يبدو مخيفا من نظراته الثاقبة وخطاه الواثق ولكنه فجأها بأنه لا يريد أن يكون سجانها العتي بل أراها جانبا أخرا لشهامة رجلا يجابه دناءة الأخر في الوقت ذاته.
استند بجسده على أحد فروع الشجرة بالحديقة بعدما فشل بالنوم فهبط يتمشى بحديقة المنزل زفر علي بملل وكاد بالتراجع فلفت انتباهه تلك الجالسة على الأريكة هائمة بضوء القمر بسكون اقترب منها ببسمته الجذابة واقتحم صوته الرجولي عالمها الهادئ
لسه صاحية
انتبهت له مايسان فمنحته ابتسامة هادئة
مجاليش نوم قولت أنزل اشم الهوا النقي ده.
مال بجسده يستند على حافة الاريكة الخشبية متسائلا بتهذب
تتضايقي لو شاركتك القعدة اللطيفة دي.
ربعت قدميها وتنحت لأخر الأريكة
يا خبر يا علي هتضايق منك إنت!
وأشارت بيدها
اتفضل يا دكتور.
ابتسم وجلس قبالتها يرفع عينيه للقمر الصافي بتلك الليلة الهادئة واركن رأسه لحافتها قائلا بهيام
منظر رائع ينقصه بس فنجان قهوة وموسيقى هادية.
ضحكت وهي تخبره بمزح
جيت في جمل! اديني ثواني.
وتركته وعادت بعد قليل حاملة للقهوة التقطتها منها بحرج
تعبتك معايا حقيقي شكرا.
ومالت بجسدها تجذب حاسوبها وتشغل أغنية هادئة لام كلثوم
وادي الاغاني مش حرمينك من حاجة يا دكتور.
ارتشف من قهوته وأشار بتلذذ
الله... تسلم إيدك يا مايا بجد حاجة تعدل المزاج.
واسترسل مازحا
يا بخت عمران الغبي بيك.
احتلاها الحزن فزمت شفتيها بسخط من ذكره ولكنه أتاح له الفرصة للحديث عنهافقالت
علي أنا عايزة أطلق من عمران ومش عارفة أقول أفاتح خالتي ازاي بالموضوع ده إنت عارف أد أيه بيعصبها.
مال بجسده واضعا الكوب على الطاولة ثم قال بجدية تامة
عارف.. مشكلة ماما إنها متعلقة بيك جدا يا مايسان شايفاك بنتها وصديقتها اللي مقدرتش تكون في حياتها في يوم من الأيام.
هزت رأسها وخانتها تلك الدمعة
أيوه بس أنا موجوعة أوي يا علي إنت مش عارف أنا بحس بأيه وأنا شايفة حياتي كده معاه.
برر لها نظرته الغير منصفة
لا عارف وحاسس بيك يا مايا بس صدقيني إنت اللي محتاجة يكون عندك قوة لمواجهة أي حد قدام قرارك متسمعيش لخۏفك يقصر عليكي ودافعي عن قراراتك بكل قوة.
واستطرد مازحا
أجلي موضوع طلاقك ده لبعد مشكلتي يمكن الثورة اللي هعملها مع فريدة هانم تديكي دروس تقوية في اللي جاي.
اكتفت برسم بسمة صغيرة وتساءلت باهتمام
ثورة! ليه خير يا دكتور
خطڤ نظرة متفحصة من خلفه وكأن لصا كمش به
أصل أنا وقعت.. والواقعة كانت مع بنت بعيدة عن الطبقة الآرستقراطية اللي فريدة هانم مش بتناسب غير منهم.
جحظت عينيها دهشة وتساءلت بفضول
بجد مين دي إحكيلي!
ربع قدميه والټفت إليها وكأنه كان يود الحديث عن أمرها مع احداهما زارته تلك البسمة بافتتاحية حديثه عنه وعينيه تلمع بعشق صاريح تغلغل داخلها اعتلاها الحزن فور ذكر علي لقصة فاطيما المؤلمة وترقبت فور انتهائه.
انتظر علي حديثها الا أنها إلتزمت الصمت لدقيقة وكأنه تواجه صدمة كبيرة وعادت تتطلع إليه من جديد بعدما اعتدلت بجلسته
علي إنت مش بس هتقوم ثورة إنت هتشعل ڼار هتأكلنا كلنا.
ولعقت شفتيها پخوف قاټل
دي فريدة هانم هتقوم الدنيا متقعدهاش لو اكتشفت قصة حبك دي.
وبارتباك استكملت
أصل الموضوع مش موضوع نسب العيلة وبس لا ده يخص اللي أتعرضت له وده طبعا مالهاش تتحاسب عليه لإنه خارج عن ارادتها يبقى إنت اللي لازم تخاف منها يا علي!.
أجابها بحدة وثقة
ميفرقش معايا أنا مش بتجبر على شيء يا مايا ومازلت مصمم علة رأيي ومنتظر لما فطيمة تتعالج وتتقبل وجود حد في حياتها ساعتها هكونلها الحد ده.
جاهدت برسم بسمة صغيرة على وجهه وبنقاء قلبها دعت له رغم احتراق روحها على نفسها التي تعافر جوار رجلا لا يشعر بعاطفتها تجاهه وبين أخيه الذي يود تحدي العالم بأكمله لأجل تلك الفتاة
ربنا يجمعها بيك في الخير يا علي.
وأكدت عليه
لازم تعرفني عليها عندي فضول أشوفها أوي.
ابتسم وهو يميل إليها هامسا
أوعدك هعرفك عليها بأقرب وقت.
هزت رأسها بسعادة
مع إني خاېفة عليك من اللي جايبس اختك جانبك وهتساندك وتحارب معاك يا علي.
ابتسامة ممتنة تمردت على شفتيه
طول عمرك بتأدي واجبك تجاهنا كلنا على أكمل وجه يا مايا.
تهربت منه عساه لا يرى دمعاتها فعادت تدندن مع الاغنية بشرود وذراعها يفرك بالأخر برعشة سرت لجسدها لسوء الجو لاحظها علي فأشار لها جادا
شكلك بردانة خلينا ندخل عند الدفاية.
هزت رأسها نافيا وباصرار قالت
أنا عايزة أقعد هنا شوية.
لم يفكر مرتين نزع عنه جاكيت بذلته به جيدا وكأن من أمامه