رواية طوق النجاة الجزء الثالث من بك احيا الفصل الثاني بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الناجي الثاني " في طريق الهداية"
بك أحيا
الجزء التكميلي
ناهد خالد
" لنكن نجوما لبعضنا كلا منا يضئ عتمة الآخر"
" الهداية من الله, لكن في بعض الأحيان يصيغها لنا في صورة أشخاص, أشخاص يدفعون بك للصالح, يقومون خلقك, ويعيدون اتزانك النفسي, فالمختل ليس بالضرورة أن يكن مختل عقليا, فهناك من هو مختل نفسيا, وليس من الضرورة أن يكن مرض, إن عزمت على أذية نفسك ومن حولك, وتعنت متمسكا بطريق تدرك أن أخره هلاك, فمرحبا بك عزيزي في قائمة المختلين, وهل من إنسان طبيعي يساق خلف ما يودي به للهلاك! لنفسك عليك حق, فأين حقها إن فعلت كل ما بوسعك لتدميرها
إلا لو كان مختلا!"
فمن من أبطال روايتنا سيثبت اختلاله بجدارة
هنا حيث الدولة المستقلة بذاتها, التي تحيطها الجمهورية الفرنسية من ثلاث جهات, وتبعد قليلا عن الجمهورية الإيطالية, وعدد سكانها المهول والذي أغلبهم على الديانة المسيحية وبعدها تأتي الديانة اليهودية وأقلهم المسلمين والتي تشكل فئة محدودة من فئات سكانها, ورغم كثرة سكنها إلا أن نسبة البطالة بها تكاد تكون معډومة فقط اثنان بالمائة من اجمالي نسبة السكان...
وفرصة لرغد العيش...
وفرصة ممتازة للاختفاء...!
فالدولة مستقلة وبعيدة عن ضجيج الدول الأخرى.
وبالقرب من ميناء هرقل يقع بيتهم الصغير...
الذي اختاره "مراد" أو ربما رجاله, لا يعلم لكنه أحسن الاختيار على كلا..
- ترجع بالسلامة يا حبيبي.
قالتها وهي ترفع نفسها قليلا مراعية بروز بطنها وقد بدأت في شهرها السادس لتقبله برقة وحب, فبادلها نفس المشاعر, والابتسامة تزين ثغره قائلا
"بارباجوان" الطبق الأشهر في الدولة, والتي أحبته بكثرة منذ جربته لأول مرة, والخليط بين العجين والسلق السويسري وجبن الريكوتا يبهرها, ابتسمت بشهية تقول
- أنا تقريبا مبقتش اعرف اعدي يومي من غيره.
- مانا ملاحظ.
قالها وهو يتجه للباب لتودعه بضحكة, وهمسة, وانها بانتظار عودته..
- السلام عليكم يا حافظ.
وأجابه المدعو "حافظ" الجالس على مكتب يجاور مكتبه, يفصل بينهما القليل من السنتيمترات
- وعليكم السلام أخي أدريان, كيف حالك
وعن تحدثه للعربية, فأوراقه الرسمية تحمل الچنسية المغربية, وهذا أكثر اقناعا, فالمغرب دولة تتحدث بالعربية, ولكن لغتها الأجنبية الأولى والتي يتقنها أهلها بامتياز هي الفرنسية وهذا من أثر الاحتلال الفرنسي سابقا والذي دام ل أربعة وأربعين عاما.
"حافظ" رجل مسلم الديانة باكستاني الچنسية, يتحدث باللغة العربية الفصيحة, هادئ, ودود, ومحب لدينه بشكل واضح, حتى أنه ومنذ عمل معه وهو وبشكل غير مباشر يحاول أن يحببه في الإسلام, على أساس أنه "أدريان" المسيحي, فلا ينفك في كل موقف أن يربطه بالدين, وكأن الأمر غير مقصود! و"طارق" أحب, فهو بالفعل يستفيد منه الكثير مما