رواية طوق النجاة الجزء الثالث من بك احيا الفصل الثاني بقلم ناهد خالد
هو الآخر ناظرا لساعة الحائط وقال
- تمشي ايه! ده باقي ربع ساعة على صلاة العصر, خليك ننزل نصليها جماعة وبعدين امشي.
اومأ برأسه موافقا ولم يستطيع الاعتراض, ونهضت "رقية" تقول
- هعملكوا شاي تشربوه على ما الأذان يأذن.
طلب منها "دياب" بأدب
- لو مش هتعبك معايا ياريت قهوة عشان حاسس بصداع.
- وأنا زيه يا رقية.
قالها "محمد" لتجيبهما
اتجها للجلوس في شرفة المنزل, ومن الطابق الثاني أخذ "دياب" يتابع المارة بعقل شارد مهموم, ليستمع لصوت "محمد" يقول فجأة
- في كتاب اسمه التوابين, قريت فيه مرة عن قصة لجندي, الجندي ده بيقول انه شاف حية داخلة جحرها فمسكها عشان ېقتلها فعضته من ايده فايده انشلت , وعدى وقت طويل ومن غير سبب ايده التانيه صابها الشلل, ورجله كمان صابها رجفة غريبة, وبعدها اتعمي وبعد كده اتخرس....
- خلاص يا محمد, هو أنا ناقص!
ضحك "محمد" بخفوت وهو يقول
- استنى بس اكملك, المهم فضل سنة كاملة على الحالة دي, والحاجة الوحيدة اللي كانت سليمة فيه, تقدر تقولي هي ايه
رد مستهزأ
- هو فيه حاجه سليمة
اومأ مجيبا
- أه, السمع, لسه بيسمع متقلقش..
أردف بالأخيرة ضاحكا بخفوت, ليبتسم "دياب" على أثره, فيكمل
- استغفر الله العظيم.
رددها "دياب" بصوت عالي حانقا ومسح وجهه بكفيه, ليقول "محمد" مبتسما
- اصبر بس هي في الاخر مش نكد كده, المهم بعد سنة كاملة من الوضع ده, جت ست لمراته, وقالتلها هو لا عايش فيفيدك بحاجة, ولا مېت فتخلصي وتتحرري منه, وطبعا هو سمع كلام الست فۏجع قلبه وحس انه بقى حمل على اللي حوليه فقضى الليلة كلها يعيط ويدعي ربنا يكتبله الراحة واللي فيه خير له, إن كان مۏت أو شفاء, وسبحان الله بعد دعاء ليلة كاملة لربنا بدموعه صحي تاني يوم ولا كأنه كان تعبان أصلا..
- سبحان الله.
ربط "محمد" على منكبه برفق يقول
- اصبر يا دياب وربنا هيجازيك خير وهيشفيلك مراتك, بس كله بأوانة.
اومأ برأسه وهو يقر
- أنا مببطلش دعا ليها, ومن يوم ما قلتلي على الصدقة وأنا يوميا بخرجها بنية شفائها.
- وعامل ايه في الصلاة
أجابه مبتسما بتوتر
- بحاول انتظم.
ابتهج "محمد" قائلا
- طب ما ده كويس ربنا يكتبلك الهداية ويرضى عنك وانا هديك كتابين من عندي تقرأهم وقت فراغك وهيخففوا عنك كتير صدقني.
رددها من كل قلبه, يرجو الله أن يهديه, ويأخذ بيده لينتشله من الضياع, فلعلك لا تهدي من أحببت, لكن بالطبع الله يهدي من يشاء.
فيلا مراد وهدان...
عادت من جامعتها "جامعة بدر" لتدلف لغرفة شقيقها أولا, فوجدته جالس أمام مكتبه يراجع بعض دروسه, اقتربت منه مبتسمة تقول
- حبيب قلبي عامل ايه
رفع رأسه لها وبادلها الابتسامة يجيب
اومأت برأسها لتجلس مستندة على مكتبه وهي تجيب
- بجد مشوار الجامعة ده بعيد اوي.
- عشان كده مبتروحيش غير مرتين في الأسبوع
اومأت تجيبه
- هو اه بعدها سبب, بس بردو عشان مكان غريب عليا ولسه مكونتش صدقات, وطبعا دفعتي كلهم أصغر مني بسنتين.
هز رأسه متفهما
- يعني انا فاهم ده, بس اللي مش فاهمه ليه تروحي مع فريال جامعتها وتحضري محاضرات فرقتها وهي اصلا في سنة تالتة!
- عشان اخد على الزحمة وجو الجامعة عموما, ده أولا, ثانيا بقى