الخميس 09 يناير 2025

رواية طوق النجاة الجزء الثالث من بك احيا الفصل الثاني بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الغار.
قطب طارق ما بين حاجبيه بعدم فهم يسأله
- وما مغزى القصص الثلاث
ابتسم له "حافظ" وقد نجح في إثارة فضوله, ليخبره
- المغزى, هو أن كل ما يفعل ابتغاء رضا الله مقبول ويجازيك الله عليه, فالرجل الأول لم يعطي اللبن لوالديه كل يوم ڠصبا أو من باب الواجب بل ليرضي الله حتى أنه لم يستغل فرصة نومهما في أخذ حصتهما من الطعام, بل فضلهما على أولاده, وخشى أن ينهي الأولاد الطعام وحين يستيقظا لا يجدان ما يسدا به جوعهما فانتظر, والثاني والثالث مغزاهما أن الله يقبل العمل الصالح حتى وإن سبقه طالح, فالثاني كانت نيته سوء وكان سيرتكب كبيرة من الكبائر لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ليرضي الله, وقبل الله عمله, والثالث لم يعطي الأجير حقه في أول الأمر, ولكن بعد ذلك أعطاه حقه مضاعف, وتقبل الله عمله... المغزى أن الانسان مهما اخطأ فيمكنه اصلاح خطأه وسيتقبل الله منه.
هز "طارق" رأسه مبتسما وقد فهم مغزى قصته.. فالإنسان مهما اخطأ يمكنه إصلاح خطأه, والله سيتقبل..
وليلا على العشاء وفي منزله..
تساءلت "هاجر" وهي تتناول طعامها معه
- صاحبك حكالك قصة النهادرة
اومأ مبتسما
- اكيد, حافظ مستحيل يعدي يوم من غير ما يحكي قصة, أو يتكلم في حاجة تخص الدين.
وبعد انتهاء الطعام...
أمام المدفأة الصغيرة الموجودة في صالة المنزل, جلسا على كرسيان متجاوران, بين أيديهم قدح من الشاي الساخن, وابتسمت وهي تقول
- احكيلي القصة.
وبحماس كان يبدأ
- بصي يا ستي, القصة عن تلاته كانوا ماشيين والسما مطرت عليهم....
وهي أصبحت شغوفة للاستماع لقصص "حافظ" وأحاديثه, فهي تثير بداخلها مشاعر جميلة وترسخ بها قيم ومعتقدات أجمل, والأمر بالمثل معه حتى أنهما أصبحا يؤديان صلاتهما حتى وإن كانت متقطعة لكنهما يجاهدان..
في منزل شقيقه "محمد" جلس "دياب" يتناول طعامه بعد أن أصر عليه شقيقه أن يأتي لتناول الغداء معهم لليوم الثاني على التوالي, قالت "رقية" زوجة "محمد" وهي ترى "دياب" يقلب في طعامه بشرود
- عرفت ليه يا محمد أخوك مبيحبش ييجي ياكل عندنا, عشان اكلي مبيعجبوش.
رفع "دياب" رأسه منتبها لحديثها, ليقول بنفي
- لا ابدا, تسلم ايدك الاكل حلو.
ابتسمت له بحنان وهي تقول
- ولو حلو مبتاكلش ليه عمال تقلب في الاكل من وقت ما قعدت.
ترك الملعقة ورجع بظهره مستندا على الكرسي يقول بارهاق
- انا قولت لمحمد إني مليش نفس وهو اللي أصر.
وهذه المرة قال "محمد" معترضا
- عشان كده مينفعش, أنت مش شايف بقيت عامل ازاي وشك مرهق ومصفر, وجسمك تعبان وتايه ومش مركز, أنت عاجبك حالك كده عاوز تقطع الاكل كمان
تدخلت "رقية" في الحديث تقول بعقلانية
- مهو لو الاكل اعتبرناه تبع حزننا ونفسيتنا وظروفنا يبقى هنقع من طولنا, الأكل ملوش علاقة بالحزن ولا بالظروف, لازم تضغط على نفسك وتاكل يا دياب عشان صحتك.
- أنا اكيد مش مانع الأكل, بس كل الحكاية مليش نفس.
عقب "محمد" متفهما
- عارف, وفاهمك, الواحد وهو مخڼوق او زعلان بيحس الأكل بېخنقه اكتر ومبيتبلعش, لكن مش لازم تستسلم للاحساس ده.
تنهدت "رقية" سائلة
- هو لسه مفيش جديد عن رنا
نفى برأسه مجيبا پاختناق
- اهو الدكاترة مستنينها تفوق في أي وقت.
- إن شاء الله هتفوق وهتبقى زي الفل.
أمن على دعائها وهو ينظر لصغيره المندمج وبشدة مع أولاد شقيقه, حتى أنه لم يعد يسأل عن والدته مثل الأول, فهو في سن صغير وسهل الهائه, واولاد شقيقه خير من فعل هذا..
نهض عن الطاولة قائلا
- تسلم ايدك يا رقية, أنا همشي أنا عشان عندي شغل في الشركة.
نهض "محمد"

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات