الخميس 09 يناير 2025

رواية طوق النجاة الجزء الثالث من بك احيا الفصل الثاني بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يجهله عن دينه...
وفي ساعة الراحة لهم, كانا يتناولان الغداء سويا, ليباشر "حافظ" بقول
- لقد نمت أمس متأخرا, وجئت اليوم نائما أثناء سيري.
ضحك "طارق" بخفة يسأله بعبث
- ولم النوم متأخر هل كانت ليلة رومانسية
ضحك "حافظ" هو الآخر يجيبه
- للأسف لم تصب هذه المرة, لم يكن للأمر علاقة, لقد كنت أقرأ كتاب أكثر من رائع, وقرأت عن قصة من ضمن القصص التي ذكرها الكتاب أثارت فضولي ومشاعري فلم استطع النوم دون أن انهيها.
- أثارني الفضول لأسمعها.
ابتسم "حافظ" وكأنه وصل لمبتغاه
- وأنا يثيرني الشغف لأسردها..
وكما توقع "طارق" تماما كانت القصة بها لمحة دينية, بل محورها الأساسي عن الدين..
- سأسرد عليك القصة باختصار قدر المستطاع حتى لا يصيبك الملل..
وقد كان "حافظ" يحرص دوما على ألا يمل "أدريان" من سمع أحاديثه وقصصه كي يكون متشوق كل مرة للاستماع جيدا..
- القصة عن ثلاثة أشخاص كانوا يمشون فأمطرت عليهم السماء فاضطروا للجوء إلى غار وبعد دخولهم إليه تدحرجت صخرة وسدت فم الغار وحبستهم داخله فراحوا يفكرون بحل يمكنهم من الخروج فأشار بعضهم إلى بعض بالتوسل إلى الله تعالى ببعض أعمالهم الصالحة التي فعلوها لعله يفرج عنهم بسبب هذه الأعمال...
فدعا الأول ربه وتوسل إليه بأنه كان لديه والدان كبيران ولديه زوجة وأولاد صغار ويعمل في رعي الغنم وكان حين يعود بالغنم إلى مكان مبيتها يحلبها ويأتي بالحليب لأهله وأولاده فيبدأ بسقي والديه قبل أطفاله ولكنه تأخر ذات مرة بالعودة فلما جاء بإناء الحليب وجد والديه قد ناما وظل أولاده مستيقظين ينتظرون أن يسقيهم ولكنه كره أن يوقظ والديه ويزعجهما من نومهما ولم يرغب أيضا بأن يسقي أولاده قبل أهله, فظل على هذه الحال حتى طلع الفجر والأطفال يصيحون من الجوع ويطلبون الحليب حتى استيقظ والديه وبعد ذكره لعمله هذا دعا الله تعالى أن يفرج عنهم فرجة يرون منها السماء إن كان يعلم أن عمله هذا كان ابتغاء لوجهه فاستجاب الله تعالى دعاءه وانزاحت الصخرة قليلا ورأوا السماء, ومعنى هذا أن عمله كان صالحا وتقبله الله منه..
ذكر الآخر عملا صالحا قام به وهو أنه كانت لديه ابنة عم وكان يحبها كثيرا ويرغب بها وقد طلب منها أن يعاشرها بغير زواج فأبت ذلك حتى يعطيها مئة دينار فجمع المال بجهد وتعب وأتاها به فلما أقبل للفعل قالت له "يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه" والخاتم كناية عن البكارة أي لا تفعل هذا بژنا وإنما بزواج فقام عنها وبعد أن ذكر عمله هذا توسل إلى ربه بأنه لو كان فعل ذلك ابتغاء لوجه الله الكريم فليفرج عنهم فانزاحت الصخرة أكثر وتوسعت الفتحة, لأنه اتقى الله ولم يفعل ما يغضبه حتى وإن تراجع في اللحظة الأخيرة, فقد تقبل الله منه....
قال الثالث إنه استأجر عاملا وكان الأجر كمية معينة من الأرز فلما أتم الأجير العمل طلب الأجر وعندما دفعه إليه صاحب العمل لم يعجبه وتركه وذهب فقام الرجل بزراعة ذاك الأرز وأنتج خيرا كثيرا وجمع منه بقرا ورعاها ثم عاد العامل وطلب أجره وناشده بتقوى الله وعدم الظلم فقال له اذهب إلى تلك البقر وخذها فإنها لك فظن العامل أنه يقول ذلك استهزاء به فأكد له أن هذا هو الصدق وأن البقر له فأخذها ومضى وتوسل الرجل إلى ربه بعمله الصالح هذا أن يفرج عنهم ما بقي فاستجيب له وهذا من رحمة الله بعباده وأزيحت الصخرة بالكامل وخرجوا من

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات