رواية طوق النجاة الجزء الثالث من بك احيا الفصل الثاني بقلم ناهد خالد
يجهله عن دينه...
وفي ساعة الراحة لهم, كانا يتناولان الغداء سويا, ليباشر "حافظ" بقول
- لقد نمت أمس متأخرا, وجئت اليوم نائما أثناء سيري.
ضحك "طارق" بخفة يسأله بعبث
- ولم النوم متأخر هل كانت ليلة رومانسية
ضحك "حافظ" هو الآخر يجيبه
- للأسف لم تصب هذه المرة, لم يكن للأمر علاقة, لقد كنت أقرأ كتاب أكثر من رائع, وقرأت عن قصة من ضمن القصص التي ذكرها الكتاب أثارت فضولي ومشاعري فلم استطع النوم دون أن انهيها.
ابتسم "حافظ" وكأنه وصل لمبتغاه
- وأنا يثيرني الشغف لأسردها..
وكما توقع "طارق" تماما كانت القصة بها لمحة دينية, بل محورها الأساسي عن الدين..
- سأسرد عليك القصة باختصار قدر المستطاع حتى لا يصيبك الملل..
وقد كان "حافظ" يحرص دوما على ألا يمل "أدريان" من سمع أحاديثه وقصصه كي يكون متشوق كل مرة للاستماع جيدا..
فدعا الأول ربه وتوسل إليه بأنه كان لديه والدان كبيران ولديه زوجة وأولاد صغار ويعمل في رعي الغنم وكان حين يعود بالغنم إلى مكان مبيتها يحلبها ويأتي بالحليب لأهله وأولاده فيبدأ بسقي والديه قبل أطفاله ولكنه تأخر ذات مرة بالعودة فلما جاء بإناء الحليب وجد والديه قد ناما وظل أولاده مستيقظين ينتظرون أن يسقيهم ولكنه كره أن يوقظ والديه ويزعجهما من نومهما ولم يرغب أيضا بأن يسقي أولاده قبل أهله, فظل على هذه الحال حتى طلع الفجر والأطفال يصيحون من الجوع ويطلبون الحليب حتى استيقظ والديه وبعد ذكره لعمله هذا دعا الله تعالى أن يفرج عنهم فرجة يرون منها السماء إن كان يعلم أن عمله هذا كان ابتغاء لوجهه فاستجاب الله تعالى دعاءه وانزاحت الصخرة قليلا ورأوا السماء, ومعنى هذا أن عمله كان صالحا وتقبله الله منه..