رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الثاني والعشرون بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
كمان عضمي مفشفش.
ضحكت بصدق وهي تعقب
_ اومال عامل فيها جامد وناكل الأول وبتاع!
_ عشانك.. أنا اصلا مبيفرقش معايا الأكل.
مد ذراعه يجذبها برفق لتنام فوقه ورأسها قريب من صدره بينما استند برأسه على رأسها ليسمعها تناغشه
_ ليه بتخزن الأكل زي الجمل!
ابتسم بخفة يجيبها
_ بتقولي فيها على فكرة انا عندي بنيان قوي ولما فضل فترة مباكلش جسمي بياخد طاقته من مخزون العضلات لكن أنت مش هتلاقي عندك مخزون عضلات أصلا.
_____________
اليوم التالي....
العاشرة صباحا..
استيقظ منذ ساعتين تسلل من جوارها بهدوء كي لا يزعجها وأخذ حمامه وغير ثيابه لثياب رياضية أكثر ونزل لاسفل قابل ليلى ليلقي عليها تحية الصباح وسألته بقلق عن أحداث أمس ليطمئنها بكلمات مقتضبه فهمت منها أنه لن يخوض في تفاصيل جلس معها قليلا ليجد مصطفى ينزل ومعه حقيبته فقد كان موعد مدرسته تحدث معه قليلا ثم سمح له بالانصراف وبعدها ذهب للركض حول فناء الفيلا الواسع يخرج شحنة غضبه الكامنة فيه منذ أمس ولم يستطع إخراجها..
_ غسان...
أتاه الرد على الجهة الأخرى من شخص ذو نبرة خشنة وجادة لحد كبير
_ أؤمر يا بوص...
زفر مراد حانقا
_ قولتلك مية مرة بلاش بوص دي! بتحسسني إني زعيم عصابة ولا قتال قتلة!
_ متقولش كده يا باشا احنا وش ذلك برضو!
ضړب سور الشرفة بقبضته عدة مرات في وتيرة منتظمة يحاول الهدوء فغسان دوما يثير اعصابة لكن لن ينكر انه أفضل رجاله حتى أفضل من طارق حربي لكن عيبه الوحيد انه متهور والتهور في عملهم لا يفلح دائما...
_ أنت طبعا كنت مسؤول طول السنين اللي فاتت بانك تدور على مراتي.
_ حلو عاوزك بقى ترجع تعيد من الأول..
قاطعه يسأله باستغراب
_ هي تاهت تاني ولا إيه
هدر به معنفا
_ ده انا اللي هتوهك في الدنيا لو مخرستش وسمعت للآخر...
_ تمام يا باشا معاك.
اسودت عيناه وهو يوضح له
_ عاوزك ترجع تدور في نفس الموضوع بس المره دي مش هتدور عليها... هتدور على حاجتين.. اولا عاوزك تعرفلي لو كان ابويا له أي علاقة او عنده أي معلومة عن مكانها قبل ما نوصلها.. لو في يوم اتكلم عنها او ذكر اسمها بالغلط حتى عاوز اعرف.. فاهمني يا غسان
_ ايوه بس... ودي هعرفها ازاي يا باشا ده حسن بيه حويط وكل اللي حواليه زيه.
التوى فمه بابتسامة ماكرة يجيبه بكلمتين فقط
_ متولي مثلا!
متولي الرجل الأقرب ل حسن والذي ينفذ له جميع اعماله همهم غسان على الجهة الأخرى ليكمل مراد
_ متولي بيقلق منك عشان عارفك غشيم لو اضطريت تستعمل معاه عڼف يا اهلا عرفت تخلع بالمعلومات بهدوء يا سهلا...
_ تم يا باشا اعتبر لسان متولي تحت جزمة سعادتك والسبب الثاني.
تنهيدة قوية خرجت منه قبل أن يخبره
_ عاوز اعرف أصل مراتي ايه وعشان تبقى عارف بتنبش على ايه هي مش من العيلة دي.. عاوز اعرف محمود ومراته وصلولها ازاي ومنين وامتى... فاهمني
_ تمام يا باشا فهمتك.
اغلق المكالمة ونظر أمامه بشرود ولم
يشعر بها خلفه..
تقف هنا منذ بدأ مكالمته لكنها لم تحب أن تتحدث خوفا من أن يكون شيء يخص العمل لتتفاجئ أنه يخصها ابتسمت ولمعت عيناها وهي تسمع ما طلبه لم يمرر فعلت حسن كما ظنت أمس فتقريبا قرر أن يجمع كل اخطائه ليكن الحساب دفعة واحدة وكما وعدها بدأ البحث فيما يخص نسبها...
اقتربت بخطواتها دالفة للشرفة ليشعر بها فالټفت ينظر لها ليبتسم فورا بحنو وقبل أن ينطق اقتربت تندس في حضنه برفق ولفت ذراعيها حوله وهي تقول بصوت مسموع دافئ
_ صباح الخير يا... مراد.
_ صبا....
كان قد لف ذراعيه حولها فورا وابتسم براحة وسعادة لقربها المرغوب من جهتها ليتجمد جسده واسمه يضرب في أذنيه أبعدها فورا ينظر لها بعدم تصديق هل نطقت اسمه هل تخلت عن زين وباتت تناديه بكنيته الحقيقية!
_ أنت... أنت قولتي ايه
ابتسمت عيناها قبل شفتيها وهي تهمس له بصوتها
_ صباح الخير يا مراد...
في عيادة الطبيب....
طالعها بأسف وهو يخبرها
_ للأسف شكي في محله حضرتك حامل.
تسمرت وصدمت بحقيقة حملها وبنفس الوقت جملته غريبة لتسأله
_ هو... هو ليه للأسف!
هو كل الأسف لها هي لكن للطبيب لم!
اجابها بعملية
_ الحمل ده في خطړ على حياتك.
أسرعت تقول بلهفة
_ خلاص انزله.
هي بالأساس لا تريده لا تريد حملا أتى بالإجبار وبغير رضاها ولا تريد رابط جديد بينهما.
_ مهو للأسف برضو مش هينفع تنزليه.
قطبت ما بين حاجبيها جاهلة وسألته باستنكار
_ يعني ايه خطړ ومش هينفع انزله!
_ يعني الحمل ده في خطړ على حياتك سواء نزلتيه او كملتيه..
وهل يخبرها أنها في كلا الحالتين هالكة!!!
وعلى طاولة الفطار...
باهر و رباح و فريال بينما جاسمين مازالت نائمة... او هكذا يظن!!!
_ باهر.
نظر لها بانتباه
_ نعم يا فريال.
_ مش كان واجب نصحي جاسمين تفطر ويانا...
_ وهي نايمة مبتحبش حد يصحيها غير انها مبتفطرش أول ما تصحى.
هزت رأسها بعدم اهتمام لينظر لها متفحصا قبل أن يقول
_ في حاجة تانية عاوزه تقوليها قولي سامعك.
نظرت له بأعين دامعة لثواني بصمت قبل أن تقول بتعب
_ ممكن... ممكن تحدت ابراهيم.
تصلبت ملامحه وهكذا رباح قبل أن يسألها بجمود
_ خير
نظرت لهما مرتبكة متوترة وقالت أخيرا
_ جوله... جوله يردني.. وأنا موافجة اتنازله عن ورثي... بس انا مجدراش اعيش أكده.
جحظت عيناهما الأول ڠضبا والأخرى ذهولا قبل أن يهتف بحدة مستنكرة
_ أنت مفيش فايدة فيك!!!!
_ ھتموت..
نظر لتلك الدخيلة وكأنها مچنونة وابتعد عن طريقها لتركض خلفه وهي تصر
_ صدقني ھتموت لو ركبت العربية دي ھتنفجر اول ما تركبها اسمعني ارجوك... بلاش تركبها... اسمعني وصدقني.
كان شخصية مهمة نائب وزير المالية عرفته منذ رأته في حلمها وعلمت موقعه من الحلم والمبنى المميز الذي ظهر به..
لم يستمع لها ووقف حراسه يمنعوها بقوة من المرور ومواصلة السير خلفه... وهي تصرخ وتتملص على شفا الجنون وهي تراه يفتح باب السيارة وسائقة يبدأ في تشغيلها.....!!!
........ انتهى الفصل....