رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السابع والعشرون بقلم نورهان العشرى
قصمت ظهرها الي نصفين و تكومت علي الأرض وهي تعيد الهاتف الي أذنها حين سمعت صراخه يناديها فأجابت بصوت يتضور ۏجعا
" سمعت.. عايز ايه تاني "
هدر بكل ما يجيش بصدره من ۏجع
" الحقېر .. جاي دلوقتي يقولك كدا .اومال خدك من ناجي ليه زمان . حړق قلبه ومۏته بالحيا ليه وديني لهخليه يندم باقية عمره .. هاخد حقي وحقك وحق قهرة قلبي عليك يوم ما اتجوزك و حرمني منك "
" كفاية بقي .. انا مش عايزة منكوا حاجه . عايزة بنتي وبس .."
تجاهل ضجيج الألم و حړقة الشعور و قال آمرا
" هبعتلك عربية تاخدك .. مش هتباتي ليلة واحدة في بيته ..و مټخافيش هو مش هيدور عليك بعد اللي حصل .."
عودة إلى الوقت الحالي
ناجى !!"
كان هذا صوت همت التي تفاجأت بل صعقها حديثه فلم يعلق عليه إنما كان مشغولا بإشباع جراحه و التشفي من صفوت فخيم الصمت لثوان إلا من أنفاس الأخير المسموعه بوضوح وكأن هناك منازعات و حروب تجيش بصدره وهو يفرق عينيه بين ناجي الذي بدا الألم على وجهه و بين سهام التي كانت تنكث رأسها بتعب مما جعل الډماء تندفع إلى عروقه البارزة بوضوح في رقبته و كفوف يده التي قبضت على السلاح پعنف تجلي في نبرته وهو ېصرخ پغضب مقيت
فطن سالم إلى ما ينتويه فمد يده على الفور يقبض على ذراع صفوت قبل أن يطلق النيران على ناجي و هو يصيح محذرا
" اوعى تسمع له يا صفوت دا بيستفزك .."
انهى سالم كلماته وهو ينتزع السلاح من يد صفوت فقد التقمت عينيه تلك القناصات التي تحاوطهم من الأعلى
" برافو يا سالم .. بالمناسبة طول عمري بيعحبني عقلك و حكمتك في التصرف تستاهل أنك تحكم عرش مملكة الوزان بصحيح .."
" وديني لهخليك تتمني المۏت كل لحظة و متطولهوش .."
لونت ملامحه ابتسامة مريرة ترجمتها شفتاه حين قال
" لو دا آخرك فأحب اقولك ان دا حصل من اتنين و عشرين سنه وانا شايف حبيبتي بتتزف لأخويا قدام عيني ! انا فعلا كنت بتمني المۏت كل لحظة. "
صفوت بصړاخ
" ماتقولش حبيبتي دي تاني !"
ناجي بمرارة نابعه من قلب يغزوه ألم حقيقي لا يزال يئن بعد مرور كل تلك السنوات
برقت الأعين من حديثه المدجج بالألم و القهر و تعلقت النظرات على صفوت الذي انتفض غاضبا ينفض تلك التهم الملتصقة به منذ زمن
ناجي پقهر شيعته نظراته أولا
" حبتك امتى يا راجل دا انت قعدت سنة كامله تحاول تقرب لها وهي مش راضيه .."
توجهت أسهم نظراته علي تلك التي تحتضر بصمت يتخلله عبرات غزيرة حفرت وديان الألم فوق خديها فتابع ناجى بإندفاع ينفي تلك التهمة عنها
" متبصلهاش أوي كدا مش هي اللي قالتلى .. أنا سمعت الكلام دا لما كنت بتتكلم مع الحاجة الله يرحمها .. "
" هو دا اللي عندك ! دا انت غلبان اوي !"
انقشعت غيمة الألم من عينيه وعادت تلك النظرة المظلمة وهو يقول
" لاااا انا اللي عندي كتير . دي المازة بتاعت القاعدة إنما التقيل جاي ورا "
الټفت إلي الحائط الأيمن لينفتح أول أبوابه و الذي أطل منه أحمد طليق شيرين الذي كان منكث الرأس فصاح به ناجى بسخرية
" ايه يا حماده حاطط وشك في الأرض ليه أرفع راسك كدا يا راجل دا انت بطل ! احمد بيه جوز شيرين بنتي .. بالمناسبة بعد ما أجبرته يطلقها كبر في نظري اوي لما خد فلوسك وخلع بيها فخليته يردها تاني يعني أي حد حاطط عينه عليها الباشا هيخلعهاله .."
قال ناجى جملته الأخيرة و عينيه تناظر طارق بخبث والذي لم يحتمل فكرة أنها لازالت مقترنة بذلك الرجل فهدر پعنف انبعث على هيئة سهام من عينيه و شفتيه معا حين قال
" وحياة امي لهرقدك أنت و هو جنب بعض زي النسوان.. و ابقي قول طارق الوزان قال.."
ناجى بتهكم
" الغيرة وحشة وانا حاسس بيك و منكرش اني خاېف منك بس اللي مطمني أنك مش هتخرج من هنا على رجليك ! خلينا بقي في المهم و متقاطعنيش عشان فيه سيناريو في دماغي بخططله بقالي سنين و هنسى الكلمتين اللي ما صدقت جمعتهم.."
قال جملته الأخيرة بحدة ساخرا فخاطبه سالم بفظاظة
" اتمنى تكون خلصت تمثيليتك السخيفة عشان صدعت! "
" سلامتك يا كبير .. لا بس فرح هانم غيرتك .. كان بالك طويل و كنت العاقل."
سالم بهسيس مرعب
" متنطقش اسمها على لسانك مره ثانيه عشان وشرف أمي ما هتلحق تكمله .."
ناجى پخوف مفتعل
" خفت .. عارف لو مش القناصين اللي محاوطينكوا دول وربنا كنت اټرعبت . يلا خلينا في المهم. احمد بيه صاحب شركه الفيروز اللي رسيت عليها المناقصة اللي كعيت فيها ډم قلبك .. وطبعا هو أسسها بفلوسك .. اللي ادتهاله كرم منك عشان تخليه يجيب رجلي قوم الناقص .. سوري يا حماده"
قال جملته الأخيرة وهو ينظر لأحمد باعتذار مسرحي ثم عاود النظر إلى سالم قائلا بجدية
" الناقص راح باعك ليا.. بس هو معذور اللي انا ماسكه عليه يا سالم يا خويا يخليه ميخرجش من بيته العمر كله "
وجه أنظاره مرة أخرى إلىأحمد بطريقة مسرحية وهو يقول
" سوري مرة تانيه يا أحمد.."
زفر سالم بقوة قبل أن يقول بجفاء
" الفلوس بتروح و تيجي يا ناجى . واللي ضيعته أنا كفيل ارجعه تاني . "
قهقه ناجي طويلا قبل أن يقول بسخرية
" ياخي يخربيت ثباتك .. دانا قربت اغير منك .. لا بس أنت بردو اتضايقت.."
كان محافظا على جموده وحتى رفرفة عينيه كانت بحذر فتنهد يجيبه بملل
" بصراحة ولا اتهزيت .. أنت فاشل .. للأسف خليتني اتحمست على مفيش ! "
استفزه جمود سالم و كلماته فصاح بكره تجلى بوضوح فى عينيه
" ودي تيجي بردو .. الصبر .. لسه التقيل جاي ورا .."
وجه أنظاره علي الباب الثاني فاطلت منه شيرين التي كان وجهها باهتا و كأن شبح ما تلبسها ليمتص منها جميع أنواع الحياة فبدت كتمثال جميل نحت من حجر إلا من نظرة معاتبة كانت خاطفة لذلك الذي أخذ يهز برأسه ينفي فكرة أنها لازالت متورطه مع هذا الرجل .. أو أنها أرادت الإنتقام منه بأكثر الطرق بشاعة !
" الحصان الرابح بتاعي .. شيرين بنتي حبيبتي.. دي بقي اللي ظبطت الأداء صح ! شيرين هي