رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل العاشر بقلم ناهد خالد
اغلقت النافذة وخرجت من شرودها تجيبها بسخرية واضحة
_ يلا على ايه! هسوي ايه يا حسرة ده يدوب هييجي ياخدني من دار لدار.
عقبت بنفس السخرية
_ اومال انت رايدة ايه يا حزينة! مش كفاية انه كتر خيره الراجل جابلك فستان وخلاك تروحي تنجي العفش وتفرشي الاوضة على زوجك زوقك كمان رايده ايه تاني عشان ترضي وتبطلي فراغة عين.
_ فراغة عين! بجى عشان بتكلم في حجي تبجى عيني فارغة!.. لا لا ياما مش فراغة عين ده انا متنازلة عن حجوج كتير جوي عشان المركب تمشي يكش يكون الفستان والعفش الي نجيته هو ده الي ليا! طب والفرح والزفة والفستان الي بحج وحجيجي الي بتلبسه اي بت في يوم فرحها انا لا هعمل زفة ولا هلبس فستان كيف الخلج ولا عملت حنة ولا نزلت اشتريت جهازي زي باجي البنات وحتى العفش الي اختارته يا حسرة عفش اوضة.. اوضة في دار كاملة مليش اعدل فيها كرسي.. وتجوليلي فراغة عين! ده انا حتى عريسي يجيلي اسبوع مشفتوش ولا بيسأل عليا حتى بالتلفون..
_ مهوش جاعد على جد الحديت وياك جوزك الله يعينه على حاله بعد ما مسك كل حاجة بعد مۏت خالك عنده هم ما يتلم نجوم نعذره ولا ندجج وياه في كلام فارغ.. يحدتك ليه مانتوا من الليلة هتكون سوا وفي وش بعض ليل نهار.. ولا حكايات البنات واكلة عجلك ورايده تعملي كيفهم!
_ بجولك ايه ياما.. جفلي على الحديت الحديت ممنوش عازة.. جولي ريداني اسوي ايه واسويه.
اعتدلت في وقفتها وابتسمت لها باصفرار مرددة
_ اهو اكده الحديت.. ربنا يكملك بعجلك يلا جومي عشان تجهزي وتلبسي فستانك.. ابراهيم كلمني وجالي انه نص ساعة وجاي.
سألتها بسخرية خفية
_ وهو كان فين
قطبت مابين حاجبيها بعدم فهم تسألها
_ عشا ايه
ابتسمت باتساع وهي تتحدث كأنها تخبرها بأمر سيسعدها!
فكرك يعني يوم فرحكوا هيعدي اكده عادي! طب ده دابح خمس عجول بحالهم وجامع اهل البلد كلهم جدام بيت خالك وبيعشيهم.. لاجل مالناس كلها تعرف ان الليلة فرحكوا.
ابتسمت بالكاد وهي تعقب
_ كتر خيره.
وقامت بتكاسل اشبه بقيام مريض بعد عام كامل من ملازمته الفراش.. ما يحركنا هو الحماس والطاقة وهي تفتقد الاثنان.. وثالثهما الشغف! وسبحان من يبدل حال بحال فهي نفسها من كانت تنام وتستيقظ على حلم رؤيته او الحديث معه.. من لم تحلم يوما بأن ينظر لها بنظرة عادية بدلا من نظراته الساخرة والماقته التي لطالما حدقها بها اليوم تتزوج منه.. تنتقل للعيش في كنفه.. ولا تملك شغف لفعل هذا! تشعر وكأنها زهدته! فجأة! وتخشى أن يتزايد هذا الشعور بالوقت.. فتزايده سيجعل حياتها بائسه وهي تعلم رغم ان حبه لم يقل مثقال ذرة في قلبها ولكن الان فقط بدت تعي ان الحب وحده لا يكفي.. فالحب مقرون باشياء اخرى... كثيرة.
_ مساء الخير ياباشا.
قالها طارق بتوتر طفيف وهو يستقبل مراد الذي خرج من الشركة للتو يستقل سيارته للعودة للمنزل ليحدقه الآخر بنظرة من جانب عيناه وهو يستقل مقعده في السيارة كانت كفيلة لجعل