رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل العاشر بقلم ناهد خالد
الآخر.. لذا لم تفهم معنى حديثه خطئ بل بالعكس.. فهمت المعنى المقصود من حديثه تماما.
هزت رأسها واكتفت بالصمت لتتوقف عيناها على الواقف بجوار درج الفيلا الخارجي قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم وهي تسأل
_ هو مش ده استاذ طارق ايه الي جابه هنا
ولم تنتظر ردا بل ترجلت من السيارة وتبعها مراد في صمت اقترب طارق منهما وهو يردد بتحية
_ مساء النور.
اجابا بها لتسبق هي في الحديث متسائلة بفضول لا تستطع كبحه
_ استاذ طارق هو حضرتك بتعمل ايه هنا وعرفت مكان البيت ازاي
تنحنح طارق بخفة بعد أن أدرك انها لم تعلم الحقيقة كاملة... او بالأصح لم تعلم تفاصيلها.. ليهتف وهو ينظر لمراد
_ انا جاي لمراد باشا يا خديجة هانم.
قطبت حاحبيها مرة أخرى باستغراب جلي ورمشت باهدابها غير مستوعبة صفته للتو فضلا عن الارتباك الذي انتابها لدعوها ب الهانم!
تبادلا النظرات بينهما لثواني قبل أن يتطوع مراد بالحديث وهو يقول معرفا بالأخير
طارق حربي.. دراعي اليمين واكتر حد بعتمد عليه في شغلي.
_ دراعك اليمين!
رددتها مستنكره وهي تنظر لهما بعدم تصديق ثم قالت
_ يعني ايه كل الي حوليا كان كدبه! مفيش مطعم! مفيش مدير!
تولى طارق توضيح الأمر وهو يقول
رمقه مراد بنظرة غاضبة جعلته يبتلع باقي حديثه ويشيح بنظره بعيدا رآها تنظر له بنظرة لائمة قبل ان تنسحب متجهه للداخل....
_ كان لازم تنسحب من لسانك وتجود!
حاول التبرير وهو يقول
_ باشا والله....
_ اخرص بقى استناني في الجنينة على ماصلح الي هببته.
قالها بنزق قبل أن يتبعها للداخل محاولا اصلاح ما يمكن اصلاحه.. فللتو اصبحت الأمور في طريقها للسير على ما يرام!
توقفت قبل أن تخطو قدماها باب غرفتها والټفت له تطالعه بحدة وإنفة كأنها تخبره بالصمت انها لا تريد الحديث معه.
وقف امامها يقول بهدوء بعد ان التقط انفاسه من صعود الدرج ركضا
_ حاسس انك زعلتي وشكلك اتغير!
حركت رأسها ساخرة وهي تقول
_ حاسس! لا ابدا هزعل ليه يعني.
قلب شفتيه بحركة رتيبة وهو يقول
_ تمام.. مش حاسس.. اكيد زعلتي بس ليه يعني! اصل انت عرفتي الحقيقة!
_ عرفت الحقيقة اه لكن ماشاء الله كل مدى بكتشف حقيقة جديدة يعني مكنتش اعرف اني مغفلة وكل الي حوليا كانوا بيشتغلوني.
اوضح لها الأمر
_ على فكرة محدش كان فاهم حاجه غيري... طارق اشترى المطعم بناء على رغبتي وقولتله هتعمل كذا وكذا.. عمل من غير ما يسأل ومكانش فاهم بعمل كل ده ليه اصلا...
_وطبعا الناس الي اشتغلوا معانا كانوا تبعك!
_ لا خالص.. كانوا ناس عادية لا يعرفونا ولا نعرفهم.
_ ورنا!
رفع منكبيه بلامبالاة
_ ولا نعرفها.
_ عموما انا تعبانة وعاوزه ادخل ارتاح شوية.
انهت حديثها والټفت متجهة لداخل الغرفة لتتوقف حين امسك برسغها وهو يقول
_ ومين قالك ان دي اوضتك!
توقفت ملتفة له وطالعته بجهل ليكمل
_ يعني قررتي ان دي اوضتك بناء على ايه
قلبت شفتيها بلامبالاة
_ اهي الي جت في وشي مش هتفرق يعني.
جذبها من رسغها الممسك به لتسير خلفه وهو يتحرك بها في ممر الغرف الطويل لحد ما بينما يقول
_ لا يا حبيبتي هتفرق كتير اوي.... اومال انا عامل اوضتنا لمين عشان اقعد فيها لوحدي!
تسمرت قدميها على باب الغرفة التي توقف امامها وحاولت جذب رسغها منه وهي تقول
_ استنى بس.. اصل...اصل مش هينفع.
كبح ضحكته بصعوبة بالغة وهو يرى ذعرها وكأنه يقنع طفل بأن يجرب لعبة