الأحد 22 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل العاشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الأول يشعر بتوتر أكثر فيبدو أن الأمر ليس على ما يرام بالدرجة التي ظنها..
اغلق باب السيارة خلفه واستقل هو الآخر مقعده في الامام جوار السائق وطال الصمت طوال طريق العودة حتى وصلوا لمنزله الجديد فترجل طارق سريعا يقوم بمهمته وفتح له باب السيارة متنحيا جانبا باحترام.. ترجل مراد بهيبته المعتادة وظهره المفرود بحدة تليق به ووقف محله دون أن يتحرك ينظر لطارق بجانب عيناه قبل أن تنطق شفتاه القاسيتان
_ تجبلي اوراقها كلها بكره وقولها تتعامل عادي اليومين دول لحد ما ابلغك.
رفع نظره متفاجئا من حديثه ولمعت عيناه بالأمل وهو يسأله بلهفة
_ يعني ياباشا وافقت تساعدنا
حرك رقبته بكبر وهو يغمغم
_ مش عشانكوا.. عشان متستاهلوش.. بس عشان الطفل الي جاي ملوش ذنب في كل الي هيحصل لو متدخلتش.
ابتسم ابتسامة واسعة بعدم تصديق واخيرا رأى مخرجا لم هو فيه! يعلم أن مراد مادام سيساعده سينتهي كل شيء كما يرغب.. بسلام.
_ باشا انا مش عارف اشكرك ازاي والله انا كنت واثق ان حضرتك مش هتتخلى عني.
جعد انفه المستقيمة باشمئزاز وهو يقول
_ ايه تتخلى عني دي! هو انت مراتي! اظبط يا طارق وبلاش هلفتة كلام متخلنيش ارجع في كلامي.
رفع كفيه باستسلام ومازال ثغره يبتسم بسعادة
_ اسف ياباشا هسكت اهو.
تحرك من أمامه وعقله يعيد مشهد الأمس...
بعد أن عاد من الخارج وقد انتهى هو وخديجة من شراء ما يلزمها وما يفيض عن حاجتها ايضا كان على اتصال ب طارق الذي ما إن وصل للمنزل رآه ينتظره أمام بابه..
توقف بسيارته وهي بجواره تلتقط انفاسها بعد ثلاث ساعات من الشراء.. رغم ان جميع ما اشترته كان من مكان واحد ولكن ما ارهقها انه اراد رؤية كل قطعة عليها قبل أن يوافق على شرائها فجعلها ترتدي جميع الملابس التي اشترتها ليقيمها وكأنها بعرض ازياء! وكم كان الأمر محرجا لها.. لكنه لم يهتم وبالأخير كانت جميع المشتريات مطابقة لم اراد.
_ اتمنى تكوني انبسطي.
انتبهت لجملته التي قالها للتو لتنظر له بجانب عيناها وهي تجيبه
_ لا المهم تكون أنت انبسط.
التواء طفيف ظهر في جانب فمه يشبه الابتسام وهو يسألها
_ هو انا مخرجك عشان انبسط انا
_ قول لنفسك.
داعب مقدمة انفه بسبابته وهو يردف
_ واضح ان الأمور ممشيتش زي ماخطتلها.
تنهدت بهدوء قبل أن تعقب
_ مش فكرة كده بس يعني أنت اشتريت كل حاجة على مزاجك تقريبا.
سألها بجدية
_ كان في حاجة نفسك تشتريها ومجبتيهاش
نفت برأسها موضحة
_ مقولتش كده بس أنت كل حاجة علقت عليها وكل حاجة اختارها لازم اقيسها الأول... فالموضوع مرهق.
_ مش لازم نتأكد ان اللبس مناسب! مش يمكن يكون ضيق شوية ولا مش مظبوط عليك.
عقبت بعدم اقتناع
_ ماده لو هشتري طقمين ولا تلاته لكن.. أنت تقريبا شاريلي فوق العشرين طقم.. ومش عارفة ليه كل ده مانا عندي هدومي مش محتاجة لكل ده!
حاول انتقاء كلماته بعناية وهو يجيبها بحذر
خديجة.. لبسك مش مظبوط عليك ومن اول ما اتخطبنا اصلا وأنا كنت دايما بلفت نظرك لده وكنت من وقت للتاني باصر اجبلك فستان ولا طقم هدية عشان شايف ان فيه كتير عندك مش مناسب فاعتقد مبقاش في داعي دلوقتي لأي حاجة منهم.
هي تعلم.. ثيابها لم تعد تناسبها البتة وهذا ليس بجديد فهي لا تناسبها منذ مدة فجسدها قد تغير نضجت اكثر وامتلئت بعض المناطق والتي لم تكن على هذا النحو من قبل وثيابها لم تتغير فبالتالي باتت ضيقة.. قصيرة قليلا.. ناهيك عن رثاء بعضها وشحوب البعض

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات