الأحد 22 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل العاشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل العاشر
الحصان والبيدق
بك أحيا 2
ناهد خالد
بعد مرور اسبوع...
والسبعة ايام كانت كفيلة أن تحقق اماني البعض وأن تقرب منال البعض الآخر....
بسوهاج... 
اليوم هو يوم عرسها... 
عرس مع إيقاف التنفيذ فأي عرس هذا لا تمتلك فيه العروس تحقيق ابسط طقوسه.. فالفستان الأبيض الذي تتمناه أي فتاة وتحلم بأن ترتديه في يوم كهذا ليس لها حق في ارتداءه.. بعد أن أعرب زوجها المصون عن رغبته في ارتدائها أي لون آخر يندرج تحت قائمة الالوان ذات اللون الغامق وباختيار والدتها قرر أن ترتدي فستان بسيط من اللون البني الداكن ليس به تفاصيل تذكر سوى انه يضيق من منطقة الصدر لينزل باتساع لنهايته.. وحجاب من نفس اللون تتخلله بعض النقوش الوردية الحمراء البسيطة كان الأمر اشبه بكونها ذاهبة لحضور حفل زفاف جارتها مثلا! أو أقل صلة!

تجنبت رؤيته الايام السالفة ليس ڠضبا منها فهي اضعف من أن تنقم عليه او تتخذ موقف ضده ولكن لشعورها بالاختناق من كل شيء حولها شعورها وكأنها بهيمة تساق لطريق هي لا ترغب السير به أو تجبر على الحركة وهي لا تقدر رأت مشهدا من نافذة غرفتها اشعرها وكأنه ينطبق عليها تماما.. رأت فلاحا يجر بهيمته بحبل لف حول رقبتها كما هو المعتاد يجذبها بقوة غير آبها بحركتها التي يبدو أنها تعاني من مرض ما بقدمها فلقد كانت متورمة بشكل مفزع وظهر تأثر البهيمة بها في حركتها المتعرجة تخيلت وقتها لو ترك الفلاح الفرصة للبهيمة أن تأخذ حريتها.. بالطبع لكان أول شيء فعلته هو الجلوس ونيل الراحة التي تحتاجها.. ولكن هي مغلوبة على أمرها.. 
مثلها تماما! فهي لو اعطوها بعض الحرية لحددت ميعاد آخر للزفاف ولقررت استكمال دراستها ولعاشت حياتها بشكل ابهج! بحرية اكبر.. باستمتاع أكثر... ينقصها الكثير مما يتمتع به من هم في سنها.
ولكن حين تنظر للأمر من جانب آخر.. ترى من هم في سنها واتعس منها.. فلن تذهب بمثالها لبعيد ستقرنه بمن اهو اقرب اليها.. خديجة.. ابنة خالها حين خطرت ببالها شعرت انها اتعس منها بكثير.. توفى والديها وهي مازالت في العشرين.. بدء من والدتها التي تركتها باكرا تاركة حمل رعاية شقيقها ووالدها وامور المنزل فوق عاتقها ولم تكن قد تخطت الثالثة عشر بعد ووالدها الذي ترك لها كل المسؤوليه حين توفى وهي في عمر السابعة عشر لتصبح هي الأم والأب لشقيقها ولنفسها سنوات عاشتها في مرضها النفسي الذي يعلم الله وحده الي أي مدى ارهقها وانهك قواها.. وسنوات اخرى عاشتها تتنقل من بلدة لاخرى وتعرف اشخاص لتفارقهم في النهاية وتلك الفترة التي لم تصل اليهم اخبارها بعد ۏفاة ابيها.. لا احد يعلم كيف قضتها هي وشقيقها وكيف تحملت اعباء المعيشة وحين رزقها الله بزوج رآه الجميع انه العوض لها عن شقائها تكتشف انها خدعت شړ خداع واقترن اسمها بمن بغضته دوما وكان سببا في ۏفاة شقيقتها... لتتخبط مرة أخرى في دوامة الحياة التي لم ترحمها يوما..
_ اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته.
تلك الجملة التي رددتها بعد أن وصلت بتفكيرها لما سبق ومن حينها وهي راضية.. او مستسلمة! لكنها غير مستعدة للتعامل مع احد.. فاكتفت بالانفراد في غرفتها تتجنب الحديث مع والدتها بالأخص فهي لا تجني من حديثها معها سوى حړقة الډم كما تهمس بها دوما بعد كل حديث يجمعهما.
وعلى ذكر والدتها ها هي ټقتحم خلوتها وهي تصيح بنزق
_ ما تيلا يا عروسة ولا ناسية ان اللية دخلتك.
الټفت لها بعد أن

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات