رواية معدن فضة الفصل السادس والثلاثون بقلم لولي سامي
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
بغرفتها تحاول تهدأة حالها برغم شعورها بالتوتر الزائد ظلت تقف أمام المرآه تعدل من حالها وتصفف شعرها وهي مبتسمة وتتذكر كل الذكريات الجميلة السابقة ثم اتجهت لخزانتها لتخرج السلسة وارتدتها لتشرد بذكرياتها فيما سبق والإبتسامة تزين قلبها قبل ثغرها
بينما ماجدة جلست بالمقعد المقابل لنضال تفرك يدها وتنظر للأرض وكأنها تبحث عن شيء ما
قضبت ماجدة حاجبيها ورفعت نظرها إليه شاعرة أنها سمعت لهمس ما قائلة معلش مسمعتش انت قولت حاجه
هب نضال فجأة من مقعده ليجلس بالمقعد المجاور لها قائلا بنفس الهمس ما اكيد مش هتسمعيني وانتي بعيدة كدة
انتي ليه قولتي لاخوكي انك رقصتي
وكانه أراد أن يستفزها حتى تخرج من حالة التوتر تلك وبالفعل رفعت وجهها له قائلة بتحدي انا مبخبيش حاجه عن اهلي
ابتسم نضال وقرب وجهه منها غامزا لها قائلا بصوته الرخيم عقبالي
ابتسم نضال وقال بكل ثقة هتوافقي
يا سلام وايه سبب الثقة ده كلها
نطقت بها ماجدة كاعتراض على إجابته ليرفع كتفيه بلامبالاه قائلا بابتسامة احساسي
ثم اقترب منها هامسا وانا احساسي مبيكدبش
اين شخصيتها العڼيفة
اين حدتها بالحديث
كيف استطاع أن يسيطر عليها هكذا
وكانه يستمع لافكارها فوكزها قائلا بغرض اكمال جملته السابقة ظابط بقى
والحاسة السادسة عندي عالية
بعد أن انتهت المقابلة طلب توفيق بتجمع عائلته جميعا ليقول بخجل من حاله انا مجمعكوا دلوقتي علشان اعتذرلكم عن غلطتي اللي عارف ان مهما اعتذرت مش كفاية
ليسكتها توفيق مشيرا لها بيده ويستطرد مكملا مش عايز حد يقاطعني
الاعتذار مش عيب ولا حرام
بالعكس ده اقل حاجه بقدمها يمكن تسامحوني
ثم الټفت لميار قائلا والدمع يتغلغل في حدقتيه عزائي الوحيد أن نيتي كانت مصلحتك يا بنتي
وربنا العالم
ممكن اكون اسأت التصرف
بس الهدف هو مصلحتك
واللي أن شاء الله هحاول بكل جهدي اعوضك عن اللي فات
والشفقة على احساس والدها بالذنب وهي تراه يعتذر لها بدأت الدموع تنساب من حدقتيها محاولة التخفيف عنه قائلة متعتذرش يا بابا
كل الي حصلي ده نصيب وانا راضية بيه
وربنا ارضاني الحمد لله
مكنتش متخيلة اخلص من حسن اصلا
احتضن والدها وجهها بين يداه ليزيل دموعها من على وجنتها ثم قبلها بجبينها لتنطق ماجدة بنبرة ساخرة محاولة تغيير أحوال الجلسة قائلة يا سلام يعني ميار جالها عريس تقوم تتباس وتتحضن وانا ايه يعني شفافة مفيش حتى كلمة بالشفاء
لينطق الجميع ضاحكين ليعلق محمد قائلا لا لو بالشفا ده نقولها لنضال مش ليكي الصراحة
ليضحك الجميع بينما تقفز ماجدة مهرولة خلفه كمحاولة لامساك محمد
انطلق نضال وچواد بالسيارة للعودة لمنزلهم ليظل نضال يتحدث كثيرا كيف يشعر بتبدل حاله في صحبتها
كيف يرى عيوب شخصيتها كما يقولون مميزات في نظره كيف يراها مميزة عن كل من قبلهم عارف يا جواد حدتها اللي ممكن متعجبش حد ده عجباني جدا
وخاصة لما تكون حادة وهي يتناقش
لا ومقنعة بنت الايه وبتحاول
تقنع اللي قدامها مهما كان
والأهم من كل ده أنها مبتصطنعش
مش زي البنات اللي بيمثلوا وبيكون باين عليهم التمثيل جدا علشان يلفتوا نظري
دي بقى العكس بحسها بتحاول تبعد نظري عنها وبالرغم من كدة بتشدني بكل ما فيها
ظل يعيد ويزيد في صفاتها آلتي تجذبه إليها وهو يقود السيارة بينما چواد كان يجلس بجانبه شاردا صامتا يسبح بدنيا الخيال ويمني نفسه بما هو قادم
يرى نفسه على مشارف السعادة ليدعو قائلا يارب قرب البعيد
ليس الحب بأن ترى الجمال فيمن تحب
بل ان ترى القبح به جمالا