الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل السادس والثلاثون بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

يا ابني
قبل أن ينطق نضال كان چواد ناطقا وكأنه اتخذ قراره واستمد شجاعته ليخرج عن صمته ناظرا لتوفيق قائلا بنبرة مستجدية عمي انا بطلب ايد ميار واتمنى متردنيش المرة دي مكسور الخاطر
فوجئ توفيق بطلب چواد ليلتفت إليه جاحظ العينين لم يستطيع النطق وكأن المفاجأة ألجمت لسانه 
فلم يستطيع التفوه بينما محمد الذي كان يقف استعدادا لإبلاغ ماجدة بطلب نضال ثبتت أقدامه وبرغم سعادته لهذا الطلب الا انه فوجئ بتوقيته  
وقف محمد لا يعلم ماذا يفعل تاره يبتسم وتاره يتعجب ثم نظر لوالده الصامت يريد أن يحثه على اتخاذ القرار الصائب ولو مرة واحدة 
لينظر له توفيق ويرى الابتسامة على وجه ابنه ليعي معناها فابتسم ليطمئنه ثم الټفت بنفس الابتسامة لجواد وكأنه يريد اصلاح ما فات قائلا احنا يسعدنا ويشرفنا انضمامك لينا يا ابني
وان شاء الله تخلص عدتها بس
واللي فيه الخير يقدمه ربنا 
ثم الټفت لمحمد الذي ابتسم واومأ برأسه وكأنه يشكره ثم توجه مسرعا لغرفة اخوته فلم يجد أحدا بها ليسمع صوتهم قادم من المطبخ ليذهب مسرعا وفور وصوله وقف صامتا يوزع نظراته بينهم مبتسما فتعجبت ماجدة من ابتسامته وصمته لتسأله مالك يا محمد في ايه
بينما ميار بحكم انها الأقرب لمحمد قرأت بعيونه خطب ما ولكنها حاولت أن تكذب احساسها
ظلوا ينظرون لبعضهم فأراد محمد أن يؤكد احساسها فاقترب منها واحتضانها لتشدد ميار من احتضانه ثم أخرجها من أحضانه تسأله بعيونها 
لم تستطيع أن تنطق بسؤالها ليطمئنها محمد ويؤمأ برأسه مؤكدا احساسها لترتمي باحضانه وتجهش بالبكاء بينما ماجدة بعد لحظات أدركت سبب نظراتهم تلك لتقترب منهم وتسحب ميار لاحضانها قائلة مبروووك مبروووك يا ميرو مبروك يا حبيبتي
مسحت الام دموعها لتقترب خاجلة من ابنتها تقول بخجل مبروك يا بنتي ربنا يهنيكي يا رب
تأوهت ماجدة فور سقوط صڤعة بخلف رأسها لتلتفت لمحمد پغضب وقبل أن تتفوه قال محمد نسيت اقولك يا قردة أن نضال كمان طلب ايدك
ليتفاجأ الجمع فتتبدل الأدوار وتبدأ التهاني والقبلات لماجدة التي حاولت مداراة خجلها فقالت انا لسه موافقتش يا جماعة بتباركولي على ايه بس
لينظر لها محمد مضيقا عيونه ثم قال بخبث وهو يدعي الخروج من المطبخ شايفك مش مبسوطة لو مش عايزاه اطلع أبلغه رفضك عادي جدا
لا مش قصدي
نطقت بها ماجدة بسرعة للحاق بمحمد ثم تحمحمت قائلة بتصحيح انا قصدي متبلغوش حاجه  
لسه هصلي استخارة يعني
نظر محمد لها بطرف عيونه وابتسم ساخرا ثم قال طب ياختي مټخافيش مش هنطفشه دلوقتي
واعملي قهوة
معدن فضة لولي سامي 
ثم الټفت تجاه ميار مردفا بابتسامة بس ميار تقدمها
ثم غمز لماجدة قائلا وبعد كدة هتقعدي مع الاستاذ نضال يا هانم ربنا يستر وميرجعش في كلامه بعد كدة
ثم قال موضحا لكن ميار مش هينفع تقعد مع جواد لحد ما العدة تخلص أن شاء الله
تقدمت ميار حاملة صينية بها قداحين من القهوة وكأنها المرة الأولى لها
تتبعها ماجدة وكأنها تشد من ازرها
تشعر بارتعاش أناملها وتخبط مفاصلها وازدياد نبضات قلبها عن المعتاد  
تشعر وكأنها بحلم تخشى الاستيقاظ منه  
ويا له من حلم رائع تتمنى أن لا ينتهي
وصلت أمامه تقدم قدح القهوة بايديها وكأنها تقدم قلبها هامسة بكلمة واحدة اتفضل
ليستمع لها چواد رغم انخفاض نبرة صوتها والتي تكاد تصل للهمس الا انه سمعها أو بالأحرى شعر بها 
ليرد بسعادة بالغة تكاد تقفز من عيونه وهو ينظر لها ويتمنى لو يحتضنها بين ضلوعه قائلا يقبرني قلبك وعيونك
بعد فترة وجيزة جلس چواد مع توفيق ومحمد بينما ميار جلست

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات