الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل السادس بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

للباب الذي اصبح به خطوط سوداء اللون واضحة ونظر للصغير يسأله
_ بتعمل ايه يا عمر
اجابه ببرائة وملامح تجمع بها كل اللطف
_ برسم.
_ بترسم ايه يا حبيبي ملقتش غير الباب وترسم عليه بعدين مانا جايبلك اسكتشات رسم كتير فوق مبترسمش فيها ليه
حرك منكبيه بجهل
_ كده.
هز دياب رأسه يائسا وهو يعقب
_ هي مرازية يعني! طب ايه رأيك نلعب كوره في الجنينة.
قلب شفتيه بتفكير قبل أن يخبره
_ ماشي.. بس بشرط.
_ قول يا باشا.
_ عاوز ايس كريم.
_بس كده بعد ما نلعب هخليهم يجبولك يلا اجري هات الكورة..
ركض الصغير ذو الأربع سنوات ليجلب الكورة حتى يلعب مع والده وخرج دياب يسبقه للحديقة ليجدها جالسة هناك في البرجولة الموضوعة على جانب الحديقة وقف أمام الباب الذي خرج منه ينظر له وهي شاردة ناظرة في اتجاه آخر يعلم جيدا الصراع الناشب بداخلها الآن ف المهلة التي أعطاها لها ستنتهي بعد يومين واليوم الثالث يجب أن تخبره بقرارها والذي ينتظره على أحر من الجمر.
جاء الصغير من الداخل وهو يصيح بسعادة وحماس
_ يلا يابابا اقف جون ..
قالها وهو يلقي الكرة في وسط المسطح الأخضر ويركض ناحيتها متخطيا دياب الذي صاح باستنكار ووصل صوته لها بعد ان انتبهت على صياح صغيرها
_ جون بقى دي اخرتها!
اتجه له يبدأن في اللعب والصغير تعلو ضحكاته لتصدح في الارجاء بسعادة وهو يركض هنا وهناك تارة خلف ابيه الذي يستحوذ على الكرة وتارة يتركها له ليركض هو خلفه مراعيا خطواته المتعثرة.
تابعتهم بنظراتها واعينها الدامعة وقد زادت حيرتها لن تنكر ابنها يلقى حظ وفير من السعادة والرفاهية هنا ستحرمه من اشياء كثيرة إن قررت البعد به وستحرم منه إن قررت البعد هي بدونه فقط لو تستطيع ان ترجع دياب عن الطريق الذي سار فيه لكانت هناك فرصة كبيرة في النجاة بأسرتهما الصغيرة تنهدت بحيرة وعقلها لا يتوقف عن التفكير في فرصته الأخيرة لها منذ أن أخبرها ولم تتوقف عن التفكير في حل وسط لكنها تعجز عن ايجاده وفي خضم تفكيرها تذكرت شخص ليته موجود الان لكانت اخذت رأيه ليتها تستطيع الايصال له...
_ خديجة!
______________
دلفا للمنزل يدفع كرسي والدته امامه ليجد مصطفى يجلس امام التلفاز والذي هب واقفا يصيح
_ أنت فين يا أبيه انا زهقت من القاعدة لوحدي ومش عارف حاجة في البيت ده حتى التلاجة مش عارف افتحها.. انتوا قافلينها بالقفل ولا ايه هي بتتسرق!
ضحكت ليلى على طريقته في الحديث وأردفت متسائلة
_ ده اخوها الصغير
_ ايوه هو.
_ كان صغير اوي لما مشي بس نسيت اسمه.
_ مصطفى.
اومأت متذكرة وهي تنظر له مبتسمة
_ ازيك يا مصطفى
اجابها بارتباك.
_ الحمد لله ازيك أنت يا حجة
ضحكت بصوت مسموع وابتسم مراد ابتسامة صغيرة بينما قالت هي
_ مش ممكن.. حجة! لا انا مش كبيرة للدرجادي تقدر تقولي يا طنط هتكون احسن.
ابتسم بحرج وقد شعر بسخريتهما منه
_ اه.. معلش مقصدش.
_لا عادي ولا يهمك.
قالتها بلطف بعدما شعرت بحرجه ليسأله مراد وعيناه تجوب في الارجاء
_ قاعد لوحدك ليه اومال خديجة فين
_ فوق من وقت ما طلعت وأنت هنا منزلتش.
_ وأنت مطلعتش لها ليه
رفع ذراعيه باستسلام
_ لا مطلعش عشان هي مش طايقة نفسها دلوقتي ففي الحالات دي تجنبها احسن او اسلم.
هز مراد رأسه وهو يخبر والدته
_ هطلع اشوفها ونازلك.
_ ماشي يا حبيبي.
اتجه ناحية الدرج ليتوقف على نداء مصطفى له
_ خير يا مصطفى.
_ انا كنت عاوز اسألك لآخر مرة.
_اسأل!
بدى التوتر على وجهه وهو يسأله
_أنت بتحبها بجد يا أبيه مراد
تنهد بملل وهو يجيبه باجابة مختصرة لكنها تعني الكثير
_ كأنك بتسألني أنت بتتنفس!
اراحته الإجابة قليلا لكنه أصر على توصيل المعلومة له وهو يقول
_ انا لو في يوم حسيت اني اذيتها لما وقفت في صفك هيبقى المۏت اهونلي مش عاوز ييجي يوم تعايرها فيه بفرق المستوى الي انا شايفه زي الفرق بين السما والأرض او تكون الحكاية مجرد وقت وتبدأ تزهق منها بعد شوية وترميها انا مش عاوز اختي تعاني تاني هي عانت بما فيه الكفاية.. الكلام سهل.. لكن الفعل هو الي بيفرق.
ابتسم له وهو يربط على كتفه واردف
_ يبقى سيب الفعل يبين الي الكلام ماقنعكش بيه.
التف صاعدا درجات السلم لينتبه مصطفى لصوت ليلى تقول
_ تحب اوريك التلاجة بتفتح ازاي
التف لها يبتسم بحماس
_ اه وحياة ولادك يا طنط لاحسن عصافير بطني ماټت.
ضحكت وهي تهز رأسها وتقول
_ ماشي يلا قدامي على المطبخ قالتها وهي تدير كرسيها وتستعد لدلوف المطبخ معه..
______________
فتح باب الغرف واحدة تلو الأخرى حتى وجدها أخيرا نائمة فوق الفراش على جانبها ومغمضة عيناها بسلام ولكن ما إن تحرك خطوة واحده حتى استفاقت ونهضت على الفور واقفة أمامه تنظر لعيناه بتحدي وهي تردف باصرار
_ مش هتجبرني ابقى معاك مفيش حاجة بالعافية اقصر الشړ وسبني امشي انا واخويا.
رفع كفيه باستسلام مردفا
_ اعتقد أنت شوفتي ان اخوكي قاعد بكيفه واعتقد برضو انك سكتي لما شوفتي قد ايه هو فرحان بحياته الجديدة.
وضعت كفها في خصرها وهي تهتف بحدة
_ كانت لحظة عمى زي ما قولت اتاخدت من فرحة اخويا ومحبتش اكسر بخاطره بس لما فكرت لاقيت اني هدمر حياتي وحياته عشان شوية مظاهر كدابه اخويا لا عمره داق العز ولا عاش فيه والفرحة الي شافها دلوقتي سهل ينساها لما نمشي من هنا لكن مش هستنى لحد ما يدوق طعم العز واجي احرمه منه عشان كده بقولك سبنا نمشي يابن الناس وطلقني بالذوق.
عقب ساخرا
_ طب اسمعي يابنت الناس لا هتمشي ولا هطلق واحسنلك تتأقلمي على الوضع ده وعشيلك يومين أنت واخوك ولا متبتة في المرمطة والپهدلة والشقا!
انزلت كفها وهي تقول بضيق
_ ملكش فيه اه انا متبتة في الفقر ومستموته انت مالك! بعدين ايش تعمل الفلوس في عيشة فاشلة من اولها هتعملي ايه الفلوس وانا عايشه مع حد مش طيقاه ولا طايقه افضل على ذمته دقيقة كمان! غنى ايه وزفت ايه ده انا عيشتي مع الشحات هتكون احسن من عيشتي معاك حتى لو هقعد في عشة.
استفزه حديثها فكور قبضته يبتلعه بصعوبة كي لا يسوء الوضع بينهما وسألها بنبرة هادئة
_ عاوزه ايه يا خديجة وتلمي الدور
نظرت له باشمئزاز واجابت
_ مش عاوزه منك حاجه ابعد عني بس وانا هرتاح.
اخبرها باصرار
المستحيل اقربلك من الي بتطلبيه.
هاجت وصړخت به بأعين جاحظه من الڠضب
_ وانا مستحيل اكمل مع الي قتل اختي ولو على مۏتي..
_اعملك ايه تاني عشان ترضي انا عملت كل حاجة ممكن تتعمل واتحملت حاجات كتير في العادي مكانش ممكن اتحملها ولا اعملها عشان حد مطلوب مني ايه تاني اعمله ومعملتوش
صړخ بها بعدما ضاق ذرعه صړخ بها قلبه قبل أن ينطقها لسانه والألم لون حدقتيه بوضوح حتى معالمه الصلبة باتت هشة وقد قاربت على الاڼهيار وردها لم يتوقعه حين نظرت لعيناه بجمود وأردفت بنبرة باردة كالصقيع هادئة كالنسيم
_ مطلبتش منك تعمل اولاني انا رفضي ليك عمره ما هيتغير حتى لو عملت ايه هفضل مش قابلاك في حياتي.. إلا بقى لو رجعت اختي

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات