الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل السادس بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

البلد زي الاول بس مقدرتش.
حاولت تهوين الأمر عليه لتردف
_ أنت حكتلي قبل كده عن الموضوع ده وانا شايفه ان كان من حقك تزعل لانك كنت متعشم ان والدك هو الوحيد الي طبيعي يقف في صفك وينصفك فزعلك منه كان على قد المحبة والعشم بعدين أنت مخاصمتوش ولا حاجه يعني احمد ربنا انكوا كنتوا بتتكلموا وبتتواصلوا مع بعض فهو اكيد مش زعلان منك.
_ تفتكري
سألها بأعين دامعة كالغريق الذي يتعلق بأي أمل في النجاة لتبتسم له وهي تخبره بتأكيد
_ اكيد طبعا والدليل على كده انه كان دايما يقولك ارجع البلد لو كان زعلان منك مكانش طلب منك ده وبعدين عمرك حسيت وهو بيكلمك انه زعلان ولا شايل منك
نفى برأسه لتكمل براحة
_ شوفت يبقى متشيلش نفسك فوق طاقتك.
تنهيدة عميقة صدرت منه تلاها قوله
_ ليه المۏت بيخطف منا الناس فجأة تفتكري لو كنا على علم بانهم هيروحوا الوضع كان يبقى احسن
ضحكت ساخرة وهي تخبره بحزن
_ اومال لو مكنتش شايف معايا الي بيحصلي مفيش اسوء من انك تعرف بمۏت حد ومتقدرش تعمله حاجه ما بالك لو اقرب الناس ليك ربنا رحيم بينا يا باهر وكل حاجه في الدنيا دي ليها حكمة لو فكرنا فيها كويس هنوصلها ونحمد ربنا عليها.. الفراق بيوجع اه بس العجز بيوجع اكتر.
حديثها هدأ من نفسه قليلا بعث لروحه بعض الراحة جعل عقله يهدأ من افكاره المتضاربة ارجع رأسه للخلف يسترح على ظهر الاريكة ويغمض عيناه يستنجي بعض الصفاء..
نظرت له بشفقة تعلم ما يمر به جيدا ومن واجبها ان تظل بجانبه الآن ولكن هذا لا يمنع انها لم تصفى له لم تنسى حديثه السابق لها وقسوته فيه بقلبها غصة لا تزال متعلقة به منذ سمعها لحديثه يومها وما قاله وشعورها انها عبء ثقيل عليه رغم انها تقدر تعبه و مجهوده معها ووقف لجوارها ولكن لن يمحى هذا شعورها بالحزن منه. 
__________
انتبه لرنين هاتفه للمرة الثالثة دون انقطاع فاستفاق من غفوته التي لجأ لها بعد سهره طوال الليل في عمله التقطه يفتح عيناه نصف فتحه ليرى من المتصل فوجدها هي اجابها بصوت خامل
_ ايوه يا حبيبتي.
_ طارق الحقني.
انتفض جالسا حين اتاه صوتها الباكي وجملتها المستنجدة فهتف وهو ينتفض من فوق الفراش يركض لخزانته يخرج اول ثياب تقابله
_ في ايه يا هاجر ايه الي حصل حد عرف حاجة!
وبنفس نبرتها اجابته
_ لا بس.. مصېبة يا طارق.. مصېبة.
هتف بعصبية وهو يلتقط الثياب بين يده يشيح بها بعصبية
_ ما تنطقي يا هاجر سيبت اعصابي في ايه
_ انا... انا حامل.
تجمد محله وسقطت الثياب من يده وهو يردد پصدمة غير مستوعبا ما قالته
_ ايه
زادت في بكائها وهي تكرر جملتها بصوت عال وعصبية
_ بقولك حامل.. حامل.
انتابته موجة من العصبية هو الآخر لېصرخ بها وهو يضرب الفراش بقدمة
_ حامل ازاي يعني أنت بتستهبلي! مش المفروض متنيلة عاملة احتيطاتك!
اجابته بصوت متهدج
_ اتنيل! يعني ايه ازاي اهو الي حصل واه كنت متنيلة بس اعمل ايه يعني! بعدين أنت بتزعقلي ليه ومتكلمنيش كده.
_ اومال اكلمك ازاي! المفروض اقولك ايه يعني ازغرط وافرح بيه ولا اقولك بسيطة روحي نزليه!
صړخت به هي الأخرى وهي تخبره پغضب
_ متقولش.. ومتتكلمش معايا اصلا.
انهت جملتها واغلقت الخط دون ان تعطيه فرصة لأي رد منه القى بالهاتف فوق الفراش پغضب وهو يطوف ارجاء الغرفة بعصبية مشبعة بالحيرة والتخبط.
_________
وصلا امام بيته الجديد ليوقف سيارته ويلتفت لوالدته وقد قرر ان يوضح لها كيفية تعاملها مع زوجته كي لا تزيد الوضع سوء فبدأ في الحديث وهو يقول
_ ماما عاوز بس افهمك كام حاجة قبل ما ندخل جوه.
نظرت له بصمت تحثه على الحديث ليسألها اولا
_ قوليلي الأول أنت صدقتيني صدقت إني مكنتش قاصد اي حاجة من الي حصلت زمان
ابتسمت بمرارة وهي تخبره باستسلام
_ للأسف يا مراد الأم حتى لو شاكه في كلام ابنها بتقنع نفسها بيه وبتصدقه عشان تريح قلبها ومتدوقش مرار ان تعبها فيه راح على الأرض.
صمتت قليلا ترتب حديثها ثم اكملت وهي تضع كفها على كفه المسنود بجوارها
_ بس انا مصدقاك مش عشان اريح بالي لا عشان متأكدة ان تعبي فيك مراحش على الأرض ومقدرة انك كنت عيل واكيد مقصدتش ټقتلها.
ابتسامة صغيرة زينت ثغره وهو يبدأ في الحديث
_ طيب بصي يا ست الكل البت الي جوه دي دماغها انشف من الحجر الصوان ولابس في دماغها اني السبب في مۏت اختها ومحملاني الذنب بقالها سنتين مدوخاني وراها وقلبت قرد عشان بس اوصلها واضمنها في ايدي الاول عشان كده عرفتها علي اني شخص تاني وخفيت هويتي بس من وقت ما عرفت وهي مش طيقاني طبعا وطبيعي هي هتتعامل معاكي بصراحة معرفش هتتعامل ازاي بس الاكيد مش هسمحلها تعاملك بطريقة متعجبنيش..
قاطعته وهي تعقب بهدوء
_ اعذرها يا مراد الي هي فيه مش سهل عارف البت دي يمكن لو كانت الحاډثة حصلت وهي كبيرة شوية مكانتش سببتلها الأزمة دي ويمكن كانت اتفهمت الموضوع شوية لكن عشان حصل في وقت كانت صغيرة اوي فيه فهي لحد دلوقتي شايفه الموضوع بعين البنت الصغيرة الي يدوب مكملتش تسع سنين.
اومئ برأسه متفهما حديثها وقد اقتنع به تماما ومن البداية هو يقدر وضعها وربما هذا ما يزيد من صبره
_ معاك حق طب بصي بقى انا معرفش ان كانت ممكن تحكيلك عن حاډثة اختها ولا لا بس عاوزك لو حكتلك...
قاطعته وهي تقول
_ هعمل نفسي معرفش حاجه.
_ لا طبعا غلط بالعكس هي لازم تعرف انك عارفه وتقنعيها بوجهة نظرك لو قولتيلها معرفش حاجه هتشوف ان الموضوع کاړثة عشان كده خبيت عليك لكن لما تلاقيك عارفه هتفهم ان الحكاية مش ذنب ارتكبته بداريه دي حاجة حصلت في حياتي عادي وحكيتهالك.. فهمتي قصدي
اومأت متفهمة وهي تقول
_ فهمت اه.
رفع حاجبه بحماس وهو يخبرها
_ حلو ندخل بقى على باقي التفاصيل.... 
____________
_ اتجوز أنت متأكد
استمع لرد الطرف الآخر ليبتسم بخبث وهو يقول
_ اخيرا اخيرا جه تحت ايدي بقالي سنتين مش عارف اخد حقي منه وجه الوقت الي بقاله فيه حاجه امسكه منها اسمع عاوزك تجبلي كل تفصيلة عن البت دي وتعرفلي كل الي بيحصل في يومها نوع الفطار الي بتفطره عاوز اعرفه فاهم
اغلق الهاتف وهو يتنهد بابتسامة ساخرة
_ بقى مراد وهدان يتجوز! لا وواحده عادية كده يبقى الحكاية فيها إن واكيد هتفدني.
صمت قليلا ينظر امامه بشرود قبل أن يقول
_ والله وجه الوقت الي اخد حقي فيه سنتين مش عارف اضربك في الشغل زي ما عملت معايا ومكانش ليك نقطة امسكك منها بس ادينا وصلنا للنقطة دي.. محتاج بقى اصبر واسوي الموضوع على ڼار هادية عشان يوم ما اضرب ميبقاش عارف الضړبة جياله منين.
_ شعر بنقرات فوق باب مكتبه المغلق ليقطب بين حاجبيه باستغراب متجها للباب وفتحه ليرفع حاجبيه بذهول وهو يبصر عمر يقف امام الباب وبيده قلم يخط به فوقه بعشوائية والذي توقف ما إن فتح الباب ليرفع دياب حاجبه وهو ينظر

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات