الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل السادس بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

سعادة اختى بس انا كنت شايف قد ايه كانت تعبانة وشقيانه في حياتنا القديمة وعاوز اوفرلها هي حياة احسن قبل ما اوفرها لنفسي عاوزها تكون مرتاحة وتعيش حياتها احسن من الأول لانها عانت كتير اوي.
ربط مراد على كتفه وهو يخبره
_ اوعدك انك عمرك ما هتندم انك وقفت في صفي وشوفتني الخيار الصح لاختك اختك هتكون معززة مكرمة معايا وبكره تشوف سعادتها بعينك بس الموضوع محتاج شوية وقت لحد ما تتقبل الحياة دي..
اومئ متفهما وحاول تغيير الجو الكئيب ليبدأ في عد المال وهو يسأله بمرح
_ قولتلي دول كام
ابتسم مراد ابتسامة صغيرة وهو يخبره
_ ١٠٠٠ جنية يا خفيف مش كان اتفاقنا!
اومئ مؤكدا وقال
_ اصل انا اكبر مبلغ مسكته في حياتي ٤٠٠ج وكانوا بتوع الدروس فتلاقيني مرتبك.
_ المهم انا لازم اروح مشوار ضروري مش هوصيك عينك على خديجة عشان انا مضمنهاش لحد باب الفيلا ده.
وضع مصطفى كفه على رقابته وهو يردد ببسالة
_ رقابتي اتكل أنت على الله وهتيجي تلاقيها قتلاني بعون الله.
هز مراد رأسه يائسا قبل أن يخطو للخارج مرة أخرى فلديه أمر بالغ الأهمية يجب عليه اتمامه..
وبالداخل..
بالأعلى سارت في ممر طويل متعرج حتى وصلت لآخر غرفة به وقد مرت على سبعة غرف قبلها قررت الدلوف لها بما أنها لن تعود كل هذه المسافة مرة أخرى وما إن حاولت فتحها لم تفتح فزفرت بضيق على حظها التعيس قبل أن تقرر فتح الغرفة التي تسبقها ونجحت بفتحها.. دلفت لتجدها غرفة جميلة وهادئة بشكل اراحها فقررت البقاء فيها ولم تجد فضولا لتفحص باقي الغرف فاغلقت الباب وحرصت ان تغلقه بالمفتاح خلفها وتحركت في الغرفة التي لم تحتوي سوى على فراش وثير وسراحة ومرآة طويلة وخزانة من الزجاج متوسطة الحجم وأريكة بنية وطاولتان أحدهما صغيرة قرب الفراش والآخرى متوسطة أمام الاريكة وباب مغلق اردكت انه للحمام الملحق..
خلعت نعليها وصعدت فوق الفراش لتنام ببطء فوقه كأنها تختبر تحمله لجسدها وما إن أراحت رأسها حتى اغلقت عيناها... وبعد ثواني كانت دموعها الغزيرة تنسدل على جانبي وجهها وصدرها يعلو ويهبط بتنفس سريع.. وشهقاتها بدأت في العلو رغما عنها...
____________
وصل لمنزله الآخر.. منزل والده على الأحرى..
دلف للداخل باحثا عن والدته لكنه اصطدم بمن لم يرد الاصطدام به الآن.. والده الذي كان يخرج من مكتبه في طريقه للخروج من الفيلا..
توقفا الاثنان ونظراتهما لبعضهما تنم عن عاصفة ستندلع والتي بدأها مراد وهو يقول
_ ارتاحت هديت لما عرفتها ولا ده كان من قهرك انك ملحقتش تبوظ جوازتي!
بدى وجه حسن باردا وهو يجيبه
_ كنت فاكر اني هسكت بعد ما روحت اتجوزتها من ورانا
_والي عملته ريحك يعني
_ مش هيريحني غير لما ترجعها للمكان الي جت منه.
ابتسم بقسۏة لا تظهر عليه كثيرا ألا حينما يتعلق الأمر بشيء لا يقبل فيه التفاوض وقال بابتسامة ساخرة ملتوية
_ حسن بيه احتمالية انك تدخل الجنة هي نفسها احتمالية انك تعرف تبعدها عني.
وبالطبع دخوله للجنة احتمالية صفرية بحتة! فأي جنة سيشم ريحها وهو لم يترك محرم الا وفعله! ولا ينوي التوبة حتى هز رأسه بلامبالاة بحديث الأول وقال
_ هنشوف يا مراد بيه.
تحرك مراد خطوتان وقال بعدها بخطۏرة متوحشة
_ بس نصيحة متحاولش.. عشان الي هيفكر يقربلها مش هبقى عليه وأنت عارفني محدش عزيز علي... غيرها.
اردف بكلمته الأخيرة مصححا ليستشيط حسن ڠضبا والتزم الصمت فلن يجدي الحديث نفعا ولكن لنرى من سينتصر في الأخير.
رأى والدته تدلف بكرسيها من الحديقة الخلفية ليخبرها على الفور
_ يلا يا ماما عشان هنمشي.
_على فين
سألته ليلى بجهل ليجيبها وهو ينظر لوالده بثبات
_ لبيتي.. هتعيشي معايا ومع.. مراتي.
_ نعم ياروح امك!
أردف بها حسن بعد أن خطى الخطوة الفاصلة بينهما جاذبا مراد من ياقة قميصه پعنف وقد تحولت ملامحه للشراسة كأنه سيفتك به أمام ملامح الأخير الباردة.
_ سيبه يا حسن.
هتفت بها ليلى پذعر وهي ترى تناطح الاثنان كأسدان يتقاتلان على فريسة للفوز بها. 
____________
واثناء اغماض عيناها لاحت بذاكرتها ذكرى قديمة... تعود لها بعد ۏفاة شقيقتها..
_ نعم
_ قوليلي يا خديجة أنت مبقتيش تقعدي مع مراد زي الأول ليه
توترت وفركت كفيها الصغيرتان بتردد وكذبت وهي تجيب
_ م... مفيش.
_ قولي يا خديجة مټخافيش.
هزت رأسها ثابتة على موقفها بالنفي ليخبرها المتحدث
_ اقولك انا عشان هو الي قتل سارة مش كدة
شهقت پصدمة وجحظت عيناها وهي تضع كفها فوق فمها بذهول ولم تنطق ليكمل المتحدث..
_ يبقى صح عموما انا مقدر خۏفك خاېفة ليقتلك في يوم زي اختك صح
لم تجيب لفترة لېصرخ بها پغضب
_ ردي!
هزت رأسها سريعا پخوف موافقة على حديثه ليبتسم بمكر مرددا
_ ده وارد يحصل فعلا..
واتسعت ابتسامته حين رأى ذعرها يزداد واكمل متلاعبا بها
_ اصل الي ېقتل مره ېقتل الف وخصوصا ان مراد مبيشوفش وقت غضبه واديك شوفتي النتيجة عشان كده انا حابب اساعدك وانقذك.
تلهفت للحل وللمساعده التي كانت ترجوها طوال الليالي الماضية فانتبهت له واحسنت الانصات لحديثه وهو يقول
_ لازم تمشي من هنا كلمي ابوك وامشوا من هنا في اقرب وقت قوليله انك خاېفة من المكان ومش قادره تفضلي فيه واطلبي منه ترجعوا بلدكوا ومتسبيهوش غير لما يوافق حتى لو اضطريتي تمثلي انك تعبانه وبتشوفي كوابيس كل يوم عشان يمشي المهم تهربي يا خديجة سامعة
سألته بتردد وتوتر في آن واحد
_ طب ومراد لو عرف...
_ مراد مش هيعرف.. مش لازم يعرف حاجة هتتعاملي معاه عادي جدا وهتمشي من غير ما يعرف وإلا مش هيسيبك وهتخسري فرصتك في إنك تهربي وتنجدي بنفسك ها قولتي ايه
صمتت لثواني تفكر قبل ان تدرك انه الحل الوحيد والاصوب لها فهزت رأسها موافقة وهي تقول
_ حاضر...
عادت من ذاكرتها لتهمس وكأنها مازالت في الماضي
_ حاضر..... حاضر يا حسن بيه.
وها قد كشف سر من الماضي...!!!
خطواتك التي تخطوها نحو الهلاك لربما تكن بعلمك وربما تكن على غفلة منك
نعم ياروح امك!
أردف بها حسن بعد أن خطى الخطوة الفاصلة بينهما جاذبا مراد من ياقة قميصه پعنف وقد تحولت ملامحه للشراسة كأنه سيفتك به أمام ملامح الأخير الباردة.
_ سيبه يا حسن.
هتفت بها ليلى پذعر وهي ترى تناطح الاثنان كأسدان يتقاتلان على فريسة للفوز بها.
ازاح يده القابضة على ياقته ببرود وهو يهتف
_ استني يا ماما اما نشوف حسن بيه ناوي يعمل ايه.
كشړ عن انيابه وهو يجيبه بحدة
_ حسن بيه ده قادر يكسر رقبتك لو فاكر انك كبرت علي وهتعمل حاجه ڠصب عني.
ارتفع جانب شفتيه ساخرا وهو يردف
_ متأكد! اصل شكلك ناسي حاجات كتير تخليني اعمل الي انا عاوزه حتى لو أنت مش موافق.
رفع حاجبه باستنكار وقال
_ ده بجد ليه يا روح امك ماسك علي زلة
اقترب حتى أصبح لا يفصل بينهما مسافة ومال على أذنه يهمس له بعدة كلمات جعلت التوتر يضرب وجهه وهو يستمع لحديثه وما ان ابتعد الآخر ورأى ملامحه حتى ابتسم بمكر وشماته وهو يبتعد عنه متجها ل ليلى يخبرها
_ جهزتي حاجتك
_ ٥ دقايق وهتكون جاهزه اصل متوقعتش اني امشي بالسرعة دي.
ابتسم لها برفق وهو يخبرها
_ ليه! من امتى

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات