رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل السادس بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل السادس نحو الهلاك
الحصان والبيدق
بك أحيا 2
ناهد خالد
بعض الخبايا تظل سرا لسنوات حتى يأتي الوقت الذي تكشف فيه وبعضها يظل سرا أمد العمر كالاسرار تماما فبعضها يكشف وبعضها يدفن مع صاحبه
_ نتفق على ايه مفيش اتفاق ممكن يجمعنا.
قالتها بعدائية واضحة ليرفع حاجبيه مع زفرة قوية منه يبدو أن الطريق سيكون اطول مما توقعه معها ولكن هو نفسه اطول تحدث بنبرة هادئة قدر المستطاع
صړخت به وهي تنهره على ما تلفظ به
_ متقولش حبيبتي دي انا...
قاطعها وهو يقول باستفزاز
_ ماشي يا عمري المهم خلينا في موضوعنا تعرفي ان مصطفى بنفسه الي طلب مني نييجي هنا النهاردة يعني الحقيقة الموضوع كان في بالي بس هو سبقني وطلب مني ده وأنت شوفت اهو سبقنا لجوه فياترى هترجعي البيت لوحدك
_ انا استحالة اسيب اخويا معاك.
_ افتح الزفت ده.
ضغط على زر فتح الباب وهو يخبرها بابتسامة ساحرة
_ حسني ملافظك يا ضي عيب كده.
قطبت ما بين حاجبيها بتعجب وهي تسمع هذا الاسم منه ولم تستطع كبح فضولها وهي تسأله
غمز لها بعينيه اليسرى وهو يخبرها
_ هتفهمي بعدين يلا انزلي خليني افرجك على البيت.
ضغط على اسنانها وهي تردف بغيظ
_ ده انا الي هفرج الناس عليك لو مبطلتش استفزاز.
ضحك بخفوت وهو يردف قبل أن يترجل من السيارة
_ اول مره اكتشف ان لسانك طويل.
ترجلت هي الأخرى واستدارت حول السيارة لتقول ما إن وصلت له
_ عشان زين مكانش يستاهل اوريه طولة اللسان دي لكن انت حتى طولة الأيد تستاهلها.
أردف بها وسبقها للداخل تطأ قدماه فوق البساط الاخضر الممتد بمسافة كبيرة قبل أن يصل لدرجات قليلة تصل به لباب الفيلا الأبيض.
كانت تتفحص معالم المكان وهي تسير خلفه مساحة خضراء لا بأس بها مريحة للعين والنفس والفيلا بأكملها طليت باللون الأبيض لونها المفضل في المنازل تشعر أنه يبعث سلاما من نوع خاص بدى كالقصر رغم صغر حجمه صعدت الدرجات القليلة وتخطت بابها لتنبهر بالتصميم الداخلي كل شيء راقي بشكل لا يوصف بعيد عن أي بهرجة او مظاهر مستفزة للترف مجرد ردهة صغيرة على الحائط الأيمن بها ثلاث طاولات متجاورات بعد الباب وفوقهم فازات بها ورود جميلة والحائط المقابل مرأة بطول الشخص وعلى الحائط الأيمن أيضا فتحة مدخل توقعت انه للمطبخ ربما والردهة تنتهي لردهة أخرى أكبر واسعة وبها صالون فخم وشاشة عرض ضخمة وبمنتصفها درج عالي يصل للأعلى بينما تحاط بزجاج يعكس الرؤية للخارج ومنه استطاعت رؤية مصطفى وهو يقف على حافة المسبح الكبير والذي يحاط بخضرة وكراسي طويلة وشمسية وبجواره حوض ملئ بالزهور وقفت في منتصف الردهة تنظر للذي التف لها وهو يخبرها بينما يشير خلفها
اشار على باب آخر لم تكن منتبهها له يقبع على يمينها..
_ ناديلي مصطفى.
أردفت بها وهي تهز ساقها بعصبية واضحة وبدى أنها لم تهتم بأيا مما قاله رضخ لرغبتها ونادى على شقيقها الذي أتى فورا وهو يهتف بسعادة وابتسامة واسعة لم تراها على وجهه من قبل
_ خديجة شوفت الفيلا حلوه ازاي دي فيها كل حاجة وال pool يجنن ولا الورد الي بره ريحته تحفة ومالية المكان تعالي شوفيه مش أنت بتحبي الورد.
تلجمت في الحديث وهي ترى حماسة شقيقها وسعادته حاولت أن تتحدث اكثر من مرة لكنها اخفقت وهي ترى الفرحة تشع من عينيه والجمها اكثر حين اكمل
_ بقولك ايه احنا اصلا مش محتاجين نروح الشقة ولا نجيب منها حاجة احنا ممكن نجيب بس الورق المهم والحاجات دي لكن حتى اللبس مش محتاجينه ابيه مراد قالي انه هياخدنا بليل وننزل المولات هنا نجيب كل اللبس الي عاوزينه... خديجة ده فيه هنا بلاستشين.. وفيه نادي كمان هقدر العب فيه كرة السلة الي كنت ھموت واتعلمها.
كيف لها أن ټحطم آماله كيف لها أن تحرمه من السعادة بعد أن حرم منها طوال عمره مصطفى لم يعش طفولته ولا صباه دوما أراد اشياء لم يحصل على القليل منها حتى دوما كان لديه طموحات كان موقنا أنها مستحيلة النيل حتى ابسط حقوقه في الطعام أو الملبس لم يحصل عليه كما أراد وترددت في أذنيها القليل من شكواه سابقا حين كان يفيض به الكيل..
نفسي اكل ايه ده على اساس اني لو قولتلك عاوز اكل لحمة هتعرفي تجبيها! دي مبنشوفهاش غير كل عيد احنا اخر الشهر يا خديجة ومعروف اننا في الوقت ده مبناكلش غير الجبنه فبتسأليني في ايه!
ايوه يعني اروح العب كورة مع صحابي بالشبشب! ولا اخد الكوتشي الجديد عشان ينقطع وميبقاش عندي غير الشبشب برضو!
عشان من حقي اعيش زي صحابي ده انا حتى الكتب بيطلع عيني على ما بجيبها وبتمرمط اني اروح لده وده انقل منه الواجب على ما تعرفي تجبيلي الكتب
مش هينفع اروح اتمرن كرة سلة في النادي الي جنبنا هم طالبين في الشهر ١٥٠ج اشتراك هتدفعيهم ازاي ده أنت بتجيبي معظم طلباتنا بالقسط والاكل بتدبري فلوسه بالعافية
خديجة انا مش بلومك والله بس انا نفسي اعيش حياة احسن من دي لكن أنت كتر الف خيرك بتعملي كل الي تقدري عليه بس الحياة صعبة يا خديجة خصوصا لما تكون الي متحملة المسؤولية بنت صغيرة زيك وانا مش عارف اساعدك
_ خديجة مبترديش ليه
هتف بها مصطفى لتستفيق من شرودها وابتسمت له بالكاد بينما قد اخذت قرارها ستضحي.. ستضحي للمرة التي لا تعلم عددها من اجل شقيقها أمانة والدها لها فوجهت نظرها ل مراد تقول بجمود
_ هطلع اتفرج فوق..
واستدارت صاعدة الدرجات بخطوات كارهة وما ان غابت عن انظارهما حتى شقت البسمة وجه مراد الذي تنهد براحة لم يظن انه سيدركها ثم نظر ل مصطفى ورفع ذراعه يحيطه به بحميمية بينما يثني على فعلته
_ جدع عملت المطلوب منك واحسن كمان.
_ عجبتك انا عملت زي ما قولتلي بالضبط وبينتلها قد ايه فرحان ومتمسك بحياتنا الجديدة.
انزل ذراعه من عليه واخرج محفظته ملتقطا بعض العملات الورقية بينما يقول
_ عجبتني جدا وادي مكافئتك زي ما وعدتك.
التقطهم منه وقال بجدية وصدق
_ ابيه أنت اكيد عارف اني لو مش متأكد إنك هتحافظ على اختي وبتحبها عمري ما كنت هوافق اتفق معاك ولا اقف في صفك انا كل ده ميسواش حاجه قصاد