الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الخامس بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

قليلا وهو يقول بجمود 
الدوام لله وحده 
اصابها التوتر اكثر لتفرك كفيها ببعضهما باحثة عن حديث مناسب حتى قالت 
اا يعني مكانش المفروض تنزل الشغل كان المفروض ترتاح 
هز رأسه نافيا وقال 
مفيش داعي 
حركت رأسها باتجاهه مكتبه لتهتف بنفس التوتر 
ينفع ندخل بدل وقفتنا دي
وبدون ان يجيبها تقدم يفتح الباب لتتبعه واغلقت الباب خلفها بينما اتجه هو للأريكة وجلس فوقها بارهاق واضح وثبت نظره على الأرضية اللامعة اقتربت وجلست على المقعد المجاور له تنظر له تارة وتتنهد تارة أخرى ظلت هكذا لدقيقتان على الاغلب حتى قررت الحديث 
باهر أنت كويس
اومئ برأسه والتزم الصمت لكن تأكيده لم يفرق معها فهي تدرك كذبه لذا اصرت على الضغط عليه فقالت بكلمات تبدو سخيفة 
كويس ازاي! أنت والدك لسه مټوفي امبارح! طبيعي تكون كويس يعني!
رأته يغمض عيناه وتهتز جفناها بشكل مبالغ لا تعلم هل من العصبية ام يحاول التحكم في نفسه وسمعته يقول بنبرة ارتعشت في اخرها 
اعمل ايه يعني اقعد انوح زي النسوان ولا اروح ادفن نفسي جنبه!
مقولتش كده بس 
قاطعها حين فتح عيناه وهو يردف بصوت مرتفع قليلا 
هو مدنيش فرصة لأي حاجة اصلا راح فجأة من غير حتى ما اودعه راح من غير ما 
صمت وأخذ يتنفس بسرعة وقد على صوت تنفسه وكأنه يلهث لتنهض على الفور وجلست بجواره تشاركه الاريكة ودون تردد وضعت كفها فوق ذراعه تمسد فوقه بمؤازرة وتقول 
خرج الي جواك يا باهر كتمانك ده وحش وه 
قاطعها حين تشنج جسده فجأة اسفل كفها ورفع كفيه يغطي وجهه لتسمعه ينخرط في نحيب حار لتتساقط دموعها فورا پتألم وهي تجذبه لحضنها تحيطه بذراعيها بقوة وهي تقبل رأسه تارة وتمسد بكفيها على ظهره تارة أخرى عله يهدأ 
فقدان الأب شعور لا يوصف مدى بشاعته وهذا في العموم أما بالخصوص إن كان رجلا صالحا حنونا متفهما رحيما باولاده يكن غيابه چرح غائر لا يلتئم مهما مر الزمن ولحظة فقدانه تكن كسره حقيقية لظهر اولاده كسرة لن تعالجها العمليات الجراحية ولا امهر الاطباء وتشعر أنك قفزت بسنوات عمرك لتصل لسنوات مضاعفة من المسؤولية والهم والحزن والتشتت وټقذفك الحياة لحيثما تشاء فلا تجد من يواجه تخبطها بدلا منك وتحتمي أنت بظهره بظله 
توقفت السيارة ففتحت عيناها وقد ظنت انها وصلت لحارتها المألوفة لكنها قابلت مكان غريب لا تعرفه مبنى معماري غريب عليها جميل وانيق بشكل آثار قلقها حتى المنطقة السكنية جميعها على نفس السياق تلتفت حولها وهي بالسيارة ليزداد ذعرها وهي تدرك أنها في أحد الأحياء الراقية المنتمية للطبقة المخملية عادت برأسها له في حدة تسأله بنظرات تطلق شرارا 
أنت جبتنا فين
نظر لها عبر المرآة الوسطى واجابها بهدوء 
بيتك يا حبيبتي 
استشاطت اكثر لټضرب جانب مقعده بكفها پعنف وهي تصرخ به 
بيت مين أنت شارب حاجة انا لايمكن اقعد هنا رجعني بيتي فورا انت سامع 
صوتك عالي اوي يا حبيبتي ومزعج بصراحة 
قالها ببرود تام فتعالت انفاسها الغاضبة وما كادت تطيح به مرة أخرى حتى اوقفها حديث شقيقها 
خديجة مش هتفرق كتير دلوقتي من اخر الاسبوع مش كنتوا هتيجوا هنا اخر الاسبوع
ارتفع صوتها أكثر وهي تجيبه 
ده كان قدام باهر الكلام ده لكن عمري ما كنت هسمحله يحصل انا بس سكت عشان مش وقته وباهر فيه
الي مكفيه لكن كنت ناوية اكلمه وافهمه كل حاجه قبل الاسبوع ما يخلص 
رفع مراد أصبعه وهو يردد بمرح زائف 
شوفي عشان نيتك دي حصل موضوع تعبك ومينفعش اسيبك تكوني في البيت لوحدك 
ليه نوغة! رجعنا قولتلك 
صړخت بالأخيرة ليضع كفه فوق أذنه بتأفأف زائف وعقب مصطفى 
معاه حق انا نفسي هبقى خاېف عليك وانا رايح الدروس او المدرسة وجودك هنا أأمن ده كمان في خدم يعني حتى لو انا وابيه مش موجودين في عشرة غيرنا موجودين هياخده بالهم منك ويلحقوكي لو حصل حاجة 
انا بقالي سنين عايشة لوحدي وعارفة وضعي كويس مش محتاجة حد ياخد باله مني متعصبنيش أنت كمان دي مش حاجة جديدة علي!
رفع منكبيه بعدم اهتمام بحديثها 
انا مش هبقى مرتاح بعد ما عرفت وهفضل قلقان عليك 
وقبل أن تتحدث كان يسأل مراد مبتسما 
قولي يا أبيه في pool جوه
حرك رأسه ببساطة 
طبعا 
انا بقول انزل اشوفه لاحسن ھموت واشوفه على الحقيقة مش في الصور وبس 
انهى حديثه وفتح باب السيارة مترجلا منها تحت نظرات الدهشة من خديجة التي صړخت باسمه بعصبية بالغة قبل أن تحاول فتح بابها للنزول خلفه لكن لم يفتح 
افتح الزفت ده احسنلك 
قالتها وهي تشرب على الباب بعصبية وقد أدركت انه من اغلقه ليلتفت بنصف جسده لها وهو يخبرها بنظرات ثابتة 
مش قبل ما نتفق 
نتفق!
يتبع

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات