الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية الحصان والبيدق الجزء الثاني من بك احيا الفصل الخامس بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

بكام يا دكتور
رأى الطبيب الاصرار يلمع في حدقتيها فاضطر لاخبارها وقال 
الجهاز الواحد ب ٤٥٠ دولار لانه لسه حديث 
ابتعلت ريقها بتوتر وهي تسأله بأعين زائغة 
هو الدولار بكام دلوقتي
ابتسم لمظهرها وهو يجيبها 
ب ١٦ ج بصي الجهاز تكلفته ٧٢٠٠ج عشان كده بقول ان ال ١٠ اجهزه هيكون مبلغ يعني هيكون ٧٢ الف جنية فده الي كنت عاوز اوضحه 
بهتت وهي تستمع لتلك الارقام الخيالية يا للسخرية سعر الجهاز الواحد يكفي معيشتها لثلاثة اشهر كاملة! افتكروا اننا في عام ٢٠٢٠ ان حاولت التدبير لشرائه ستحتاج لستة اشهر ربما! وستدبرهم بعناء ابتلعت ريقها لتذهب تلك الغصة التي انتابتها وهي تقول 
شكرا يا دكتور متطلبش حاجة 
رفع الطبيب نظره ل مراد الذي اشار له بعينيه بألا يهتم لحديثها وهي فهمت ملامح الطبيب حين هز رأسه بلا معنى وذهب ليتأجج ڠضبها وتطيح به وهي تقول 
على فكره فهمت انك غمزتله 
قاطعها مشيرا لنفسه بذهول مرددا باستنكار انهاه بنبرة عبثية 
انا اغمز لده انا مغمزش لحد غيرك يا جميل 
شهقت بتفاجئ من جملته الأخيرة والتي اتبعها بغمزة حقا من عينه اليسرى! هل هذا وقته! وكيف يتعامل باريحية هكذا!
على فكره لو جبته مش هاخده فوفر فلوسك 
ابتسم ببساطة يخبرها بصدق واضح 
فلوس ايه بس هي دي فلوس! على فكره لو كان قالي الواحد بمليون كنت هجيب ١٠ برضو ومش ببالغ ولا بفتح صدري على الفاضي بس انا عموما مبهتمش للفلوس ولا بركز معاها هركز بقى وهي مصروفة في حاجة تخصك! المهم متخضنيش عليك تاني كده 
قال جملته الأخيرة وقد تغضن جبينه بالحزن كما ظهر التأثر جليا على وجهه لتشيح برأسها وهي ترى صدق شعوره وتوقن مصدقية حديثه 
يلا عشان نخرج ولا ايه
قالها مصطفى منهيا الحديث في ذلك الموضوع الشائك فليكفي قبل أن يتحول النقاش لشجار وتتعنت شقيقته أكثر 
اه يلا انا اتخنقت 
رددتها وهي تعتدل محاولة الاستناد على ذراعيها للنهوض بعد ان ازال الطبيب الابره من كفها واسرع شقيقها يساندها بينما وقف مراد مانعا ذاته بالكاد من الاقتراب فقط كي لا يخلق مشكله وهو يعلم رفضها ويعلم انها لن يتقبل الرفض صراحة هكذا 
استندت على ذراع شقيقها وسارت معه وأمامهما مراد حتى وصلا لسيارته فاستقلت المقعد بالخلف بصمت ولم يعقب أحد واستقل مصطفى المقعد المجاور لمراد 
ترجلت من سيارتها ودلفت للمستشفى على الفور اخذت تشق طريقها الذي تعلمه جيدا حتى تصل لمكتبه ولكن حين وصلت لم تجده ظلت تلتفت حولها حتى وجدت ممرضة تمر من جانبها فاوقفتها تسألها بعجالة 
لو سمحت دكتور باهر فين
الدكتور بيمر على مريض خمس دقايق وهتلاقيه هنا تقدري تنتظريه 
وانسحبت لتجلس جاسمين أمام باب غرفة مكتبه تنتظر مجيئة واحنت رأسها بارهاق جلي تشعر بالأرض تدور بها من فرط مجهودها ربما منذ ان علمت الخبر 
دقائق قليلة وكان يقف أمامها لتنتبه له فرفعت رأسها تواجهه ونهضت بعدها تقف أمامه طالت النظرات الصامتة بينهما وكلاهما يتفحص الآخر هو يبدو مرهقا شاحبا تائها! وهي تبدو متعبة حزينة يائسة الأعين خلت من العتاب من جهتها لكنها شعرت أن أعينه تعاتبها هي فعضت شفتها السفلى بتوتر وبعدها هتفت بارتعاش 
انا انا مكنتش اعرف لسه عارفه البقاء لله 
منذ رآها وادرك انها علمت بالخبر لا يهم من أين لكنها علمت وأتت لتواسيه هز رأسه

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات