الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية في قبضة الاقدار الفصل الثاني والعشرون بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

.. مصايب ايه اللي العيال دي ماسكينها عليك. مش كفايه عيالك واللي عاملينه فيا
اغتاظ أدهم فهدر بحنق 
عاجبكوا كده يا ولاد يوسف الحسيني طب وربنا لهنفخكوا كلكوا
لم يكد ينهي جملته حتي تفاجئ من حديث يوسف المتوعد وهو يمر بجوارهم 
لو لقيت خدش واحد في اي حد فيهم هغيرلك ديكورات وشك بجد .
أنهى حديثه غامزا محبوبته التي هرولت نحوه قبل أن ترسل لادهم ابتسامة شامته جعلته يصيح بحنق
حسبي الله ونعم الوكيل في المفتري. ربنا عالظالم.
تعالت القهقهات من حوله و اتخذ كلا منهم مكانه حول المائده ينتظرون طعام الغذاء و توجهت النساء الي الغرف لتغيير ملابسهم. و ما أن جلس رائد حتي زفر بقوة قائلا بامتعاض
انا مش عارف اعمل ايه عشان اصالح الست هند هانم دانا لو بعبر خط بارليف مكنش الموضوع هيكون صعب كدا
أيده ادهم حديثه زمجر قائلا 
يا ابني النكد دا بيجري في دمهم يعني كرات ډم حمرا وكرات ډم بيضا و نكد. 
أضاف على بتعقل
بص يا رائد النكد جزء من شخصياتهم دا شئ مفروغ منه. بس بيبقي درجات علي حسب غلط و لا مغلطتش. 
لو غلطان هيتنكد علي أسلافك. لو مش غلطان هيتنكد علي أسلاف اسلافك بردو عشان هما مبيغلطوش. فروح أعتذر من سكات احسنلك.
ضيق رائد عينيه بملل قبل أن يضيف بنفاذ صبر 
انا اصلا معملتش فيها حاجه. ليه و ليه عشان طلبت منها تأجل معاد الدكتور ساعتين الي هي أجلته خمستاشر مرة من غير اي اسباب مقنعه مرة مكسله مرة راحت عليها نومه مرة معاد مسلسلها المفضل. لكن ازاي اطلب منها تأجله عشان عندي شغل مهم. و المفروض معاد متابعتها يبقي كل شهر مش كل اسبوع. انا مش فاهم اومال لو مش معاها تلت قرود.. دي كأنها أول مرة تحمل.
رمقه مازن شامتا قبل أن يقول 
ياه شوف ياخي ربنا مبيسبش . فاكر لما قعدت تقنع كارما عشان تتخصص نفسي و تقويها عليا و قال ايه شغلي اوبشن الزن لو لسه معترض يبقي عليك و علي النكد علي طول فضلت منكده عليا اسبوعين لحد ما اتنيلت وافقت. 
استفهم ادهم قائلا 
طب وانت مكنتش موافق ليه. دا تخصص سهل و مريح احسن ما تبقي باطنه ولا نسا و توليد دول المړضي بيصحوهم من عز نومهم و في نص الليل عشان في حالات طارئة .
مازن بانفعال 
كل دا اهون من أن حضرتها تقعد قدام المړضي و يرغوا بالساعات. افرض جالها مريض راجل تقعد تسمعله و يحكيلها و يا سلام لو طلع ابن تيت و عاكسها ! اتجلط انا بقي. 
أيده على قائلا 
انا عن نفسي موافقك جدا. و لو روفان مكانها كان زماني اتشليت .
هدر مازن بانفعال وهو يشير إلي رائد
قوله. عشان البغل دا قعد يقوي في دماغها. بس لا انا بردو مسكتش. انا موصي البواب بتاع العيادة اي راجل ييجي يسأل عن دكتورة الامړاض النفسيه الي هنا يطيره. و لو رخم وغلس و طلع العيادة الممرضة بردو متفق معاها تطيره 
تدخل رائد متهكما 
و افرض أصر و رخم مع الممرضه يا خفيف .
اجابه مازن بوعيد 
وقتها بقي هاجي انا اطيره من الدنيا بحالها.
ما أن انهي جملته حتي صدر خلفهم صوتا نسائيا محملا بقدر كبير من الڠضب 
ماااازن..
عشقا جارفا يتملكني نحوك فلا أنا بقادر على تجاهله أو حتى الثبات أمامه..
كل ما يسعني حياله هو أن انجرف معه إلى حيث يأخذني طوفانه..
فإما الإحتراق بين أحضان عشقك
أو الهلاك شوقا بنيران بعدك. 
ف يا فاتنة احتلت القلب و أسرته. 
رفقا بفؤاد ما ذاق يوما الهوى و لا عرف لوعته. 
فليسعد قلبي معك و لتهنئ روحي إلى جوارك.
و ليسلم قدرا أهداك لي قسرا رغما عن عنادي وعنادك..
فما كان العشق يوما أمرا يمكن تجاوزه وليست قلوبنا رهن قراري أو قرارك..
نورهان العشري 
انتهت من وضع اللمسات الأخيرة علي مظهرها فقد اخبرها بأنهم علي موعد عشاء عمل في فندقه الجديد والذي أسماه علي اسمها فندق الكاميليا مع أحد عملائه و بالرغم من ذلك الضيق الذي تمر به إلا أنها لم تريد أن تحزنه فوافقت و هاهي تجهزت بالفعل.
ما أن توجهت لترتدي حذائها حتي وجدته يطل عليها كالبدر في سماء حياتها المضطربة حاليا فانتشت العين برؤيته و الغوص في بحور عينيه الصافيه لتتوجه إليه بخطوات متمهلة تخطو بدلال علي اوتار قلبه الذي احتواها بضمھ قويه كانت بحاجة ماسة إليها ثم رفع رأسه ليزين جبينها بقبله دافئة تسللت الي قلبها الذي اهتدي للحصان فوق ساحة صدره وهي تشدد من تمسكها به لتمرر إليه مقدار احتياجها الهائل إليه فاحتواها أكثر وأخذ ينثر عشقه فوق خصلاتها الذهبيه قائلا بغزل
كل طله ليك قادرة ټخطف قلبي خطڤ. مش هنبطل نحلو بقي 
نثر الخجل وروده فوق خديها من غزله الباهر و قالت هامسة
عيونك اللي حلوين اوي عشان كدا شايفني دايما حلوة.
أدارها إليه وذراعيه مازالت تحتويها جسدا و روحا لينغمس أكثر في ببحور العسل الذائب بمقلتيها فتحشرجت نبرته حين قال
أنت مش بس حلوة . انت اللي وجودك بيحلي الدنيا 
استنشقت اكبر قدر كاف من رائحته التي يتغذي عليها قلبها قبل أن بخفوت
احساسك بيا متغيرش بعد كل السنين دي
أجابها بلهجة تحمل عشقا فاض به القلب
السنين مرت ثواني جنبك . 
همس قلبها عاشقا 
بحبك يا يوسف.
اقترب منها بأنفاس لاهثة تنتشي بقربها واحتوي وجهها بكفوف صنعت من حب تجلي في نبرته حين قال 
و يوسف بيعشقك..
تأبطت ذراعه بكل فخر و سارت بجانبه إلي أن وصلوا لإحدى القاعات الخاصة بالفندق و ما أن وصلوا لباب القاعة حتي تفاجأت به يضع شريط من الستان فوق عينيها و يده تلتف بنعومة حول خصرها بينما داعبتها انفاسه المحرورة حين قال بخشونة 
تعالي معايا .
أطاعته و كأنه كل شئ بها أقسم علي الانصياع له . ذلك الرجل الذي كان زورق نجاتها من براثن الحياة و برها الآمن من عواصف القدر ليصنع لها بداخل صدره جنة خلقت لها و من أجلها فقط.
خطت عدة خطوات إلى أن توقف بها ويده لم تفارق خصرها و باليد الأخرى فك الرباط عن عينيها فتفاجئت حين وجدت نفسها في قاعة كبيرة تخلو تماما من البشر يتوسطها مسرح كبير يقف عليه مطربها المفضل قيصر المشاعر و ملك العشق كاظم الساهر فشهقت واضعه يدها فوق ثغرها و التفتت تناظره بعدم تصديق و صدمة قوية سرعان ما تبددت و تحولت إلي سعادة غامرة حين صدحت كلمات تلك الأغنية الرائعه
أشهد أن امرأة أتقنت اللعبة إلا أنت . و احتملت حماقتي عشرة أعواما كما احتملت. واصطبرت علي چنوني مثلما صبرت وقلمت أظافري ورتبت دفاتري. وأدخلتني روضة الأطفال. إلا أنت
تناثر اللؤلؤ من عينيها على هيئه عبرات تابعه من قلب لم يعد يتسع تلك الفرحة التي يشعر بها الآن فامتدت يده الحانية تزيل عبراتها بحنو نبع من عينيه العاشقه و

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات