الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثالث والعشرون بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث والعشرون تسلل مشاعر
الحقيقة أن المشاعر لا تأتينا دفعة واحدة بل تتسلل إلينا رويدا رويدا دون شعور منا ولا نشعر بها إلا بعد أن تتمكن منا تماما ويصبح الهرب منها مستحيلا
تأفأف بنزق وهو يراها تتجنبه منذ أخبرها عن رأيه في فستانها أليست هي من سألته عن رأيه لم تعقب فقط شهقة غير مصدقة خرجت من فاهها قبل أن تحدقه بنظرة ڼارية وتنسحب ومن وقتها ونظراتها الحانقة لا تتركه كلما نظر إليها يجدها تنظر له بغيظ وحنق واضحان وفي مرة منهما انفلتت ضحكة من فاهه أثر نظرتها التي بدت طفولية حانقة وكأنه أخذ منها الحلوى! استغل انفرادها أخيرا بعد نصف ساعة تتجول من هنا لهناك واتجه لها حين رآها تقف أمام طاولة المشروبات لترتشف قليلا من العصير فاتجه لها ووقف خلفها يقول

_ هتفضلي ترميني بالنظرات كده كتير!
لم تلتفت له وهي تجيبه بنبرة فاترة
_ نظرات ايه أنا جيت جنبك.
رفع حاجبه باستنكار وهو يردد كلمتها بتقليد
_ أنا جيت جنبك! نظراتك باينة على فكرة واضح إنك اتضايقتي من رأيي بس أنت الي سألتيني.
الټفت له وقد تملكها الغيظ وهي تهتف بنبرة نزق
_ طلبت رأيك عشان فكرت إنك هتقول رأي كويس لكن لو كنت اعرف رأيك ده عمري ما كنت هطلبه ثم في زوق في ابداء الرأي في طريقة لطيفة توصلي بيها رأيك مش بالطريقة السخيفة الي قولتها دي.
شعر بأنه قد أخطأ في طريقة ابداءه لرأيه لها ربما تجاوز قليلا وليس له حق في أن يبدي رأيا سخيفا هكذا فما كان عليه سوى أن يقول كلمة جيدة حتى وإن كان نفاقا فما ډخله هو إن كان الفستان صغيرا أو واسعا ومهرتلا! وهذا ما جعله يقول بهدوء
_ معاك حق سوري مقصدتش اضايقك كده وعموما مادام لبستي الفستان يبقى عاجبك مش مهم رأي الناس فيه.
رفعت رأسها بكبر وهي تقول بأنفة
_ عاجبني طبعا ومش مهتمة برأي حد.
ابتسم بهدوء وهو يخبرها
_ كويس ده الصح.
نظرت حولها بمتابعة زائفة لأحداث الحفل قبل أن تعود له بنظراتها وهي تسأله بصوت خاڤت
_ هو.. هو بجد وحش
نظر لها وهو يتصنع الغباء وسألها
_ هو مين
زفرت بضيق موضحة
_ الفستان.. أصل يعني عمر ما حد قالي على حاجة لبساها وحشة دايما بينبهروا بلبسي.
قلب شفتيه بدون اهتمام وهو يعقب
_ مقولتش انه كفستان وحش هو زوقيا لطيف لكن اخلاقيا مش قد كده.
_ على فكرة أنت بتعك!
رددتها بتنبيه وأعين متسعة فكلما شعرت بقوله شيئا جيدا يفاجئها بحديث اكثر انعداما للذوق ابتسم لها ببرود مصرا على رأيه
_ مقولتش حاجة غلط انا بس بوضحلك يعني أنت مش شايفة انه أوفر! يعني قصير زيادة عن اللزومهو مداري ايه أصلا.
لالا لايمكنها الصمت عن تبجحه هذا اكثر ڼهرته للمرة التي لا تعلم عددها وهي ترمقه بنظرات حاړقة مقرنة بقول حاد
_ Watch your language please ثم أنا مش هسمحلك تتكلم بالطريقة دي عني.
_ لا إله إلا الله مش أنت الي مصره تعرفي رأيي!
جعدت ملامحها باشمئزاز وهي تقول
_ لأ بجد مش عاوزه اعرف تعرف تسكت بقى.
رفع منكبيه بلامبالاة وقال
_ سهلة اديني سكت.
واستمر الصمت لعدة دقائق بالفعل حتى قطعته هي للمرة الثالثة وهي تسأله بضيق
_ يعني لو عملتله extension توصيل هيكون حلو
كبت ضحكته بصعوبة وهو يجيبها بجدية
_ هيكون برفيكتو.
رفعت حاجبيها المنمقان وهي تردد
_ برفيكتو دي الي هي perfect ممتاز
اومئ مبتسما وبنظرة سريعة على فستانها اخبرها
_ ومتنسيش تعملي كتف تاني عشان شكلهم نسيوا يعملوه.
وانهى جملته وذهب من أمامها منسحبا

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات