رواية في قبضة الاقدار الفصل الثاني والعشرون بقلم نورهان العشري
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
القبضة الثانية و العشرون
أشياء لا تعرفها عني انا شخص متعب للغاية مثقل بأحمال لا يتسع كتفي لحملها. عاندت قدري يوما فأقسم على عقابى دهرا و اڼهارت احلامي دفعة واحدة للحد الذي احتارت عيني أيهما تبكي اولا. ولكني صنعت من حطامها جدارا بقدر صلابته يخفي انهيارات عظيمة و خسارات هائلة لا ينقصها أبدا وجودك. فمن بين أنقاض الۏجع و غياهب الألم هناك شئ بأعماق قلبي تمنى لو تكون أنت أول انتصاراته..
يابوي انت اكده بتظلمني و بتاجي علي و علي بناتي.
هكذا تحدث محمود مع والده بصوت محشو بالڠضب فنهره والده قائلا بصرامه
عتخالف أوامرى يا محمود و لا اي المال مالي و الكلمة كلمتي و انت خلفتك بنات. و مهينفعش أرضنا تروح للغريب واصل.
محمود بحنق
بس ربنا مجالش أكده. في شرع بنمشو عليه.
و انا مجولتش حاچه عايز بناتك ياخدوا حجهم يبجي نخطب فرح لياسين وچنة لراضي.
يرضي مين دا بس يا عالم أخطب بنات لسه ميعرفوش السما من العمى.
عمران بانفعال
وإني مجولتش يتخطبوا دلوق . الكلام دا يبجي لما يتموا السن الجانوني..
لم يجد بقلب والده مثقال ذرة من الرحمه و قد هاله الإصرار و التصميم الذي يغلف ملامحه فهب واقفا في مكانه و هو يقول بصرامه
وانى مش موافج يابوي. و إن كان عالمال و الارض ميلزمونيش. بناتي اغلي من كنوز الدنيا كلاتها.
يظهر أن جعدتك في البندر نستك عاداتنا و تجاليدنا. بس اني هفكرك بيهم. و خليك فاكر انك لو خرچت عن طوعي يبجي ملكش حاجه عندينا لانتا ولا بناتك. و هحرمك من كل حاچه.
كانت قساوة والده شئ ليس بالجديد ولكن تلك المرة نال من اغلى شئ عنده لذا قال بتصميم
هنا تدخل وفيق الذي كان يرمق أخيه بنظرات ساخطه لعصيانه الدائم لهم
ايه الحديت الماسخ دا يا محمود هتعصي ابوك و لا اي
محمود بخيبة أمل
كفاية انت بتطيعه يا وفيج! اني ههملكوا البلد كلاتها و ارحل انا و مرتي و بناتى. مبجاش لينا حاچه اهنه.
تلاته بالله العظيم يا محمود لو ما رچعت عن الي في دماغك ده ما هتردد ثانية انفذ الي جولته. و هتلاجي نفسك محلتكش حاچة. فكر زين يا ولدى و خد جرارك.
لم يلتفت محمود ولكنه تفاجئ بيد صغيره لطفله جميلة لم تتجاوز الثلاثة عشر عاما تمسك بيده قائلة بجزع مما يحدث
نظر إلي فرح بحزن تبدد في لحظه و تحول لڠضب حارق حسن قال مشددا علي كلماته
يالا يا فرح عشان نجهز قدامنا طريق سفر طويل.
فرح ببراءة
احنا مسافرين فين يا بابا
الټفت محمود ينظر بتحدي يشوبه خيبة أمل كبيرة
راجعين بيتنا. معدش لينا مكان و لا أهل هنا
استفاقت فرح من شرودها في تلك الذكرى البعيدة فوجدت نفسها علي رأس مثلث النظرات المتبادلة بينها و بين كلا من ياسين و سالم الذي قال بصوته الفظ
مواعيدك مظبوطه يا دكتور ياسين. اتفضل
ياسين بتحفظ
أشكرك يا سالم بيه.
القي ياسين عليها ابتسامه دافئه تذكرتها بعد كل تلك الأعوام الطويله بالرغم من تحول ملامحه تحول جذري فقد تغير من مراهق خجول الي رجل جذاب بكل ما تعني الكلمه و لكن تبقي ابتسامته مطمئنه مثلما كانت.
حياها بلطف قبل أن يتوجه مع سالم الي الداخل و الذي كان هو الآخر يقاتل بضراوة ألم قاټل بنكهة غاضبة ضړب أنحاء صدره پعنف و هو يرى تلك النظرات المتبادلة بين الثنائي فمنذ أن عرفها لم يرى تلك النظرات بعينيها كانت تبدو ضائعه متأثرة لا يعلم بالضبط ولكنه غاضب حد الألم. و كعادته بدا صارما متجهم الملامح ثابت الخطى. يتجاهل ألمه ببراعة مثلما تجاهلها فلم تظفر بلمحه من عينيه و هو يتوجه مع ياسين للداخل تاركا إمرأة محطمة لم يكن ينقصها سوي أصفاد الماضي الڼارية حتي تجهز علي ما تبقي منها..
في الداخل كانت تجلس بخجل كبير منعها حتي من الإلتفات اليه حتي و إن كان هناك شوق كبير يجبرها علي اختلاس النظرات منه منذ أن اجلسها سليم إلي جانب والدتهم التي لا تعلم عدد المرات التي شكرته بها علي إنقاذ حياة طفلتها
اي حد مكاني كان هيعمل كدا. انا معملتش في واجبي .
امينه بوقار
انت راجل محترم و من اصل طيب يا ابني ربنا يوقفلك ولاد الحلال
تدخل سالم مقاطعا حمله الامتنان التي شنتها والدته منذ أن دخل منزلها قائلا بفظاظه
انت اساسا من اسماعيله يعني عيلتك و اهلك من هنا
كان يشعر بنفور متبادل بينهم فتحدث بلهجه صلفة
اهلى و عيلتي من المنيا. و أرضنا و كل حاجه هناك .
لم تعجبه نبرته و لكنه تابع بفظاظته المعهودة
و ايه اي جابكوا هنا
تجاهل ياسين عجرفته وقال بعجرفه
نصيبنا.
تدخل سليم لتهدئه الاجواء التي تلبدت حولهم فجأة قائلا
انت نورتنا النهاردة يا دكتور ياسين. و شرف لينا أننا اتعرفنا علي انسان محترم زيك .
ياسين بود
الشرف ليا يا سليم بيه.
مرت الزيارة بهدوء بعد أن اعتمد سالم الصمت تاركا المجال للجميع بالحديث الذي اقتصر علي تعارف و بعض مزحات مروان و لطف أمينه التي لم تفتها نظرات ابنتها التي تحمل طابعا خاص لذلك المعيد الذي انشرح له صدرها.
انتهت الزيارة سريعا بوعد من ياسين الذي وعد بأن يعوض إلي حلا ما فاتها من محاضرات فلم يعد يتبقي علي موعد الامتحانات الا القليل.
قوليلي يا بت يا حلا ايه الي انا شيفاه دا
كان هذا حديث سما التي لاحظت نظرات حلا و ذلك المعيد فاجتاح ملامحها خجل كبير واجابتها بمراوغة
ايه .شايفه ايه
شايفه نظرات و همسات من تحت لتحت. و واد قمر طول بعرض و يهبل .
اجتاحها ضيق مفاجئ من تغزلها به فقالت بإنفعال طفيف
ايه يا بت أنت ما تلمي لسانك . أنت هتعاكسيه قدامي
ابتسامه خبيثه ظهرت علي ملامح سما التي قالت
اه يا جزمه بقي في حوارات بتحصل من ورايا. طب انت زعلانه منك
حلا بلهفه
والله أبدا محصلش اي حاجه دا مجرد اعجاب. اقولك. هحكيلك و انتي قولي دا يبقي ايه
سما بحماس
قشطه
شرعت حلا بقص الأمر من بدايته علي سما التي كانت منتبه كليا و ما أن انتهت حتي قالت بحيرة
معرفش بقي الي جوايا دي يبقي ايه
سما بحماس
يبقي طبيتي يا جميل.
هي مين دي الي طبت يا بنات
كان هذا صوت امينه التي كانت تقف علي باب غرفة الجلوس تناظرهم باستفهام و بجانبها