السبت 30 نوفمبر 2024

رواية عقاپ إبن البادية الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم ريناد يوسف

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

غلاب
وعارف ياوليدي انك تو غير تلميت علي اهلك
ولا انت تريد تسيبهم ولا وهم ماصدقو طالوك وانا والله ماكان ودي اخدك منهم لكن انت بتعرف ان ورانا ياما اشغال مااتحمل تأجيل ومن غيرك مارح يتم شي
واكيد اصحاب مصلحتنا اللي راسلناهم دذو الرد ونريدو نعرفو ايش صار فيه 
عايدة قبضت على يد ابنها ونظرت اليه راجية إياه بألا يفارقها.. وهو إيضا تشبث بيدها ونظر لقصير وقال له
السموح منك ياعمي انا مانقدر انسيب امي وبوي ونعدي لاي مكان حاول اتدبر حالك من غيري.
الشيخه عوالي 
ويش هالحكي ياعقاب 
انا رفيقه مينتك ليومين كون هاني البال والخاطر ياوليدي
اتريد امك اتقول عليك رقيق عزم ولا ايش من يوم اصبيت وانت سباق بكل شي! 
ووجهت كلامها لعايدة التي كانت تنظر اليه بحزن وهي تراهم يرغمونه على الرحيل
قولي لوليدك يروح يشوف حاله واشغاله ياأم عقاپ وطمنيه عليكي واطمني عليه
هاد عقابنا اللي قبيلتنا وكل القبايل ايتمنو عويلتهم يكونو كيف وليدك فارس مغوار ويوم الغار ماتنطفيله ڼار قايد ماكيفه قايد عليه انقول غير الله واحد
شدي ضهرك وارفعي راسك وقولي انا ام لعقاپ وخلى لعقاپ يحلق بسماه. 
تبسمت عايده ونظرت لآدم وهزت له رأسها بموافقتها على رحيله وهمست له بتعب
روح ياآدم واطمن عليا انا بخير.. روح خلص اللي وراك وتعالا وانا مستنياك ياحبيبي بس متغيبش عليا يابني. 
إقترب منها وقبل جبينها ووجنتيها وهمس لها
انا من ساعة اللي ذقت حضنك وحسيت الدفوا اللي محروم منا عبا روحي وانا ماعاد نقدر نغيب عنك.. بس اخلص اشغالي بعاودلك على جناح الشوق يايمه. 
تنهدت وهي تراه يبتعد عنها آخذا قلبها وروحها معه وحين اختفى عن ناظريها نظرت لعوالي وسألتها بفضول وإشتياق ولهفة أم
احكيلي ياشيخه كل حاجه عن آدم.. بيحب ايه بيكره إيه بيحب اكل إيه بيقضى وقته ازاي بينام فين ومع مين كل دي حاجات كنت ھموت واعرفها وطول الوقت اجاوب عليها من خيالي.. احكيلي عن إبني وعرفيني عليه. 
وهنا بدأت عوالي تحكى لعايدة كل شيء بخصوص آدم اعادت عليها كل شريط حياته من بداية الحوي والتدريبات وبكاءه عليها هي وأبيه وحتى اليوم. 
اما عند يحيي.. 
فقد عاد الى الشركة.. ولاول مرة يجلس على كرسي الإدارة ويشعر بإنه ملكه بأن الشركة أصبحت تحت سيطرته وفى قبضته ولن ياتي من ينهض له من فوق الكرسي ليجلس.
الآن فقط تحقق حلمه الذي طالما حلم به فى صحوه ونومه.. الآن فقط استراح قلبه حتى وإن لم يجد إبن اخيه بعد فهاهو يخطوا اخر خطواته فى الألف ميل الذي عاش عمره كله يقطعهم.
جلس يفكر من أين يبدأ في تصفية الشركة واخذ كل ماتطاله يده فلاحت له فكرة شرع في تنفيذها على الفور.. فأمسك بالهاتف وطلب رقما وبمجرد أن جاءه الرد قال
الووو.. ايوه يامختار.. فلوس الشحنه اللي معاك متوديهاش البنك هاتها وتعالا بيها عالشركة.. لما تيجي هفهمك على كل حاجه.
اغلق الخط وعاود الإتصال برقم آخر
ايوه يافهمي بيه.. انا كنت عايز منك خدمه.. عايز اشتري مصنع يكون بيتصفى او محجوز عليه.. عايز المبنى من غير ألات.. انا عندي الألات.
عارف انها خطوة متأخره جدا لكن كل شيئ بأوان واديني سمعت كلامك ياسيدي اخيرا وهبتدي اعمل شغلى الخاص ومصنعي وشركتي الخاصة.
وانهى مكالمته وبدأ فى الترتيب لآخذ مايمكن أخذه من سيولة فقرر أولا وقبل كل شيئ إبلاغ الجميع بسفر محمود الى الخارج وترك الشركة له ثانيا تغيير كل طاقم العمل القديم.. ثالثا أن يرهن الأراضي الزراعية للفلاحين.. ويحاول التحايل ورهن العزبة وهذا سيدر له مبلغا لا بأس به من السيولة.. وأيضا البضائع الموجودة فى المصانع سيأخذ هو كل ثمنها.. ومن هنا سينشيئ مصنعه الخاص وشركته التى ستقوم كلها على الطلبيات الواردة لشركة محمود وتنفذها هي
وكذلك الالات مصنع محمود سينقلها جمعا لمصنعه وبهذا سيترك المصنع لآدم حوائط خاوية لا الات فيها ولا حياة فليأتى ويبحث عن أملاكه إذا ويرى على ماذا سيحصل.
أما الأرض فلن يهنأ له بال إلا أذا وجد لها حلا وباعها.. حتى وإن اضطر لبيعها بنصف الثمن للمختصين فى وضع اليد على الاراضي والإمتلاك بالإقتدار فهذا افضل من لا شيئ وليتنازع معهم آدم عليها.. هذا إن تركه حيا لكل هذا ولم يتخلص منه قبل أن تصل الأمور لهذا الحد.. ولكن للإحتياط سيفعل هذا ويفترض الأسواء.
يتتتبع
عقاپ ابن الباديه الفصل العشرون
هم آدم بمغادرة المشفى مع قصير وسالم قرر البقاء مع الشيخ منصور ليكون مكان عقاپ إن حدث شيئ ما.
قصير
هيا يارجوه قومي راجعين للديار.
رجوه
لا مانريد الروحة من هنا اتركوني مع سالم وروحو انتو
منصور
الله في سماه اذا ماقمتي تو ياقليلة الحيا لننزل علي راسك اليابس بعصاتي انطرطشها ونفتكو منك فزي غوري الله لا يربحك ولا يربح بوك اللي جابك. 
رجوه
جدتي عوالي اللي جابتني موش بوي وبعدين ودي نفهم ليش كلكم تكرهوني وشايط رزكم مني ايش فيها يعني لما نقعد مع سالم 
سالم
رجوه خلاص عاودي مع بوكي وعقاپ وانا ماراح انطول ومعاود الباديه وهنجيبلك معي كل اللي تحبيه وزايد وانت ياعقاب بالله عليك وانت معاود جيب لرجوه كل الحلوى اللي انجيبهالها كل مره وانت تكون معاي وعارفهم وكتر جيب الطاق ثلاثه حتي يكفيها لحين رجوعي. 
رجوه بفرحه
والله والله احلا سالم ابو الشجاعة والكروم والجود ولو بيدي انخليك انت شيخ قبيلتنا والله توكل اهلها الحلو كله.. تعرف ياسالم المشيخه انخلقت الا لأمثالك مو لناس ماتعرف غير دبح التيوس والكباش وهما غير على كروشها. 
رفع قصير حاجبيه پصدمة وهو ينظر للشيخ منصور الذي مال يستند بجبينه على عصاه واردف لقصير
قصير خذ هالبلوه وفارقوني بهي اللحظه والا ماراح يصير خير..
قصير
كلي اسف وندم ياشيخي والسماح منك والله لاعيدلك تربيتها من اول وجديد وانقصلك... وهنا صاحت رجوه
والله مافي شي ينقص واذا حدا قرب يمي
لنقول واااك وياقومي والقوم اللي جار قومي ونلم عليكم جميع الناس مافي غير رجوه كله عايز يقصقص فيها كنكم وكني  
ضړب الشيخ منصور بعصاته الارض فنظر سالم لآدم وقال له پخوف علي رجوه
فيش ترجى اسرع وخدها وامشي مستني ېموتوها.. فامسك آدم ذراعها وتحرك بها مبتعدا وهي لازالت تتوعد بصوتها العالي لكل من تسول له نفسه بالإقتراب نحوها وقص شيئ منها. 
أما منصور ففور مغادرتها المشفى امر سالم بأن يسرع نحو الصيدلية وياتي له بحبوب للصداع وكوبا عملاقا من القهوة قبل ان ينفجر رأسه. 
فذهب سالم علي الفور وهو يتعجب على موقف الجميع من رجوه ولم يرونها مزعجة إلى هذا الحد وهو الوحيد الذي يري احاديثها شيقة وجميلة وكلامها مضحك ومجالستها الطف مافي الكون وحتى أسئلتها الكثيرة لا تمثل له إزعاج من اي نوع!
عاد لجده بالقهوة والحبوب واعطاهم له وذهب ليرى جدته عوالي إن كانت تحتاج لشيئ هي أو أم آدم وبعد ان اجاباه بانهم لا يريدون شيئ اخذ يتنقل طوال الوقت بين غرفتهم وغرفة ابو آدم يطمئن عليه وعلى أن حالته مستقرة ويعود يتفقد عايدة تماما مثلما كان عقاپ يفعل.
أما منصور فبعد

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات