رواية عقاپ إبن البادية الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم ريناد يوسف
ان شرب قهوته إستأذن ودخل لعايده واخبرها بطريقة حاول ان تكون لطيفة وهينة.. بأن محمود حالته الصحية تستدعي السفر للضرورة وإن السفر غدا فقالت له والدموع تملأ عينيها
بص ياشيخ انا مؤمنه بقضاء ربنا وقدره انا عارفه إن الزعل او الاعتراض مش بيمنع قدر.. انا صابره ومحتسبه وأودعت حبايبي من زمان اوي في أيادي ربنا وربنا مش بتضيع عنده ودائع.. انا بس طالبه اني اشوفه اشوفه على اي وضع هو فيه اشوفه حتى لو شوفتي لحالته هتتعبني.. ومتخافوش عليا انا لو محمود سافر من غير ماأشوفه وجرتله حاجه وقتها التعب اللي هتعبه واللي قلبي هيعيشه مفيش حد يقدر يتصوره.
خرج يستشير الطبيب المعالج في الأمر واخبره بانها أمنية قد تكون الأخيرة قبل رحيل احدهم للأبد فرق قلب الطبيب وقرر أن يسمح لعايده برؤية زوجها للمرة الأخيرة قبل سفره
وأصبحت عايده امام محمود هي علي سريرها ممددة وهو على سريره جسد هامد لا حياة فيه.. فقط اجهزة موصولة به تصدر اصوات.
لم تتمالك نفسها فبكت بصوت مرتفع واخذت تنادي عليه ظانة انه فور ان يستمع لصوتها سيجيبها على الفور كما كان يفعل
وبمجرد ان فعلت هذا حتى اضطربت اصوات الألات وكأن نبضات قلبه وأنفاسه تجيبها بدلا عن لسانه
وما إن حدث ذلك حتى قام الطبيب بإخراجها على الفور خوفا علي حالتها وحالته.
وعادت عايده محملة پخوف جديد فمهما كان تخيلها لحالته لم تصل مخيلتها لأن يكون راقد بلا أدنى حركة فألم الواقع يفوق ألم التخيل بأضعاف.
أما عند عقاپ وقصير فقد وصلا للبادية بعد ان اشترى آدم لرجوه كل ما طلبته وأشارت عليه وأكثر رغم إعتراض ابيها على كل ذلك الدلال ولكن هذا امر سالم وهذه رجوه ولا احد يستطيع ثني آدم عن تلبية رغباتهم.. فهدر بها قصير وهي تبتعد بما لا تستطيع حمله بمفردها
فردت عليه بعند وعصبيه
والله لا هلال ولا ام هلال يدوقوه وليش تقول اعطي هادا وهادا وانت مو دافع فيه قرش بالاساس انت حتي كنت تعترض وقت يشتريلي عقاپ وجاي هنا تاخدهم مني والله اهون علي افتحهم ونوكلهم لخواتي المعيزوللا انكبهن علي الرمال ولا انا ولا حد ياكلهم.
فدلف مع آدم لغرفته وفور ان أوصل آدم التيار الكهربائي لجهازه سأله قصير
بتعرف تراسلهم من هاد الجهاز ولا ادذلك عالجهاز التاني من المبنى بالحضر
لا ياعمي انا نعرف انراسلهم من اي جهاز.
بس ياوليدي هم رادين هناك كيف فيك تشوف الرد هنا ولا راح تراسلهم. من أول وجديد
لا ياعمي انا مراسلهم من ايميل
والايميل نقدر نفتحه من أي جهاز وأي مكان.. وتو لحظه ونعرف ويش ردهم... هااا اهم رادين بالموافقه والاسعار ومواعيد التسليم ورقم حسابهم المصرفي وودهم تحويل القروش لحتى يأكدون الطلبيه.
هاه ياعمي ودي حساب يكون فيه المبلغ لنتمم عمليه التحويل منه لحسابهم من هنا منغير اي تعب.
صمت قصير قليلا يفكر واردف في النهايه
والله محتار ياعقاب.
خذ وقتك وفكر بس لا تتاخر ساعه او ساعتين عالاكثر الشركه هي اهم شي عندها الالتزام واحترام للمواعيد هي قدرت وردت والمفروض احنا نردو يابأي يا بلا بس الرد يكون سريع احترما لهم.
اتركني ادورها براسي مره كمان ياعقاب.
دورها ياعمي واني بإنتظارك
فخرج قصير وعاد بعد قليل وجلس بجانب آدم ولا زالت الحيرة بادية على ملامح وجهه
أكد آدم حجز الطلبية وحدد لهم ميعاد ارسال النقود وخرج بعدها قصير للخارج يتفقد احوال القبيلة وجلس بجوار الرجال يتجاذبون اطراف الحديث في امور البادية
وكان رابح من ضمن الحضور فمرت معزوزه من أمامه وكعادة عيناه تبعاها حتى غابت عن انظاره وفور إلتفاته مرة اخرى للمجلس وجد من كان يراقبه ولم يكن سوى إبن عم ابيه محراب والذي إنتظر أن يتوقف قصير عن الكلام ليلتقط انفاسه وتحدث على الفور منتهزا الفرصه
ياعمي قصير طالبك بشي وودي ماتخجلني.. وفور ان سمع رابح هذه الكلمات حتى وضع يده على جنبته وصړخ مستغيثا
ااااه غيثوني ياهووو شقتي راح ټموتني.. ففزع الجميع على هذا الذي كان من دقائق بكامل عافيته واخذوا يتسائلون ماذا حل به وكل شخص حالته بتشخيص مختلف ولما وجد أبيه ان حالته تزداد سوء نظر لقصير مترجيا
ياقصير خذه للطبيب مانعرف هالوليد ويش جاه اسرع ماتأخر بيه ليصيرله مكروه.. اما آدم فخرج من غرفته علي صوت رابح الذي ميزه على الفور ولما رأى حالته اسرع اليه وهو يسأله پخوف
خوي ايش فيك وايش جاك تو كنت زين
امال عليه رابح وهمس له بجانب أذنه
خدني لعند جدي فى التو والحال غزالتي صياد قانصها واذا ماعجلت راح يرمي سهامه.
ففهم آدم وقام بحمله على الفور واخبر الجميع بأنه سيأخذه للمشفى ورفض ان يصاحبهم احد من اهل القبيلة ولا حتى ابو رابح وفور ان إبتعدا عن الانظار إعتدل رابح في جلسته وقام بضړب السيارة بقبضته قائلا
يعرفني العوويل رايدها وبس لمح عيني تراعيها سبق يخطفها مني.
آدم
ويش حصل فهمني
محراب الكلب كان وده يخطب معزوزه اليوم بالمجلس وېحرق قلبي
غلطتك لانك رايدها ومارهنتها لغاية تو وتعرف زين ان الرهن من القماط يصير وكل ماتشتكيلي الشوق وانقولك خلي بوك يخطبهالك تقولي لسه ماآن الأوان ولسانا صغار كيف صغار وانت عديت العشرين وهي عدت التسعطاش واللي متلكم معاه وليد وتنين
والله ياعقاب هاد اللي صار وهي لما كلمتها قالت ارجى شوي حتى تكبر رجوه عارف هي امها واختها في نفس الوقتالله لا يكسبك ياعمتي مكاسب. وتو ياخوي قاعد انحاول نلحق روحي.
ويش راح تعمل تو
راح اطلبها من جدي الشيخ منصور وعملت هالتمثيليه حتى مااسمع طلب محراب ليد معزوزه وتركبني العيبه اذا طلبتها بعده هو يطلبها من ابوها وانا اطلبها من جدي ووقتها الخيره تكون ليها واللي تختاره هو اللي راح يتجوزها.
طلعت تعرف تفكر ياذيب.
اسكت بالله عليك انا ماذيب ولا شي انا حمار وانتظرت لحين انحط النصل ع رقبتي وبكلمه من قصير لمحراب انموت وتنقطع