رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثامن عشر بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الفصل الثامن عشر كما هي!
اتجهت معه للمطبخ النائي قليلا عن صالة المطعم و المصمم على الطراز الأمريكي حيث تصنع المشروبات هناك عكس المطبخ المغلق المخصص لطهي الطعام وقفت تجاوره وهو يشير لها للمكان حوله بينما يشرح موضحا
_ شغلك كله هيبقى هنا أنت والبنت الي هتيجي كمان شوية هتعملوا المشروبات وانا هاخدها للزباين زي مانتي شايفة الي قاعد في الصالة برا مش هيكون شايفكوا واعتقد ده أفضل عشان تكونوا على راحتكوا
ابتسم ثغره بحنين وهو يراها ما زالت متمسكة بنفس خصالها القديمة مازالت كما هي لطالما أخبرته حين كانت طفلة أنها لاتحب أن تسلط الاضواء عليها ولهذا لم تحبذ تلك الفقرة التي تخرج فيها امام المدرسة باكملها تحت مسمى الإذاعة المدرسية ودوما أرادت الهرب منها لولاه هو من كان يدفعها لفعل هذا ويشجعها الليل بأكمله حتى تستطيع فعلها في صباح اليوم التالي ويبدو أنها رغم قربها من العشرين لم تتخلص من تلك العادة
الټفتا على صوت طارق الذي على ينادي على الأخير وبجواره وقفت فتاة في منتصف العشرينات تقريبا ذات شعر أسود وبشرة بيضاء وملامح جميلة لحد ما وثيابها المتكونة من تنورة تصل فوق ركبتيها تماما ذات لون بني فاتح وكنزة بنصف أكمام وفتحة عنق واسعة بلونها الأخضر المنعش مع حذائها ذو الكعب العالي التي أصدر صوتا مسموعا فوق الأرضية ورغم عدم حبها لما ترتديه إلا أنها شعرت براحة من ملامحها التي بدت بريئة وهادئة لحد ما وجدت طارق يشير لها وهو يعرفها قائلا
اومأت برأسها تفهما وهي تقول بهمس مسموع
_ اهلا بيك يا رنا
ابتسمت لها المدعوة رنا بهدوء وهي تجيب تحيتها بمرح طفيف
_ اهلا بيك أنت يا خديجة إن شاء الله نعمل شغل حلو سوا
ابتسمت لها خديجة وشعور الراحة يزيد داخلها
_ ان شاء الله
تركهم طارق بعدما انهى مهمته ولكن قبلها أشار ل مراد ليلحق به فاستأذن منهم وهو يقول
يالها من عينان لم تراها من قبل! هل هما خضرواتان أم زرقاوتان لا يبدو أنهما رماديتان! ام مزيج من كل هذا! تشعر وكأنه بطل سنيمائي خرج لها من أحد الأفلام الأجنبية التي تعشقها ابتسم ثغرها تلقائيا وهي تجيبه بوله
_ والله العظيم نورك يا زين
لم يشغله حديثها ولا نظراتها التي أوحت بانجذابها له فهو معتاد على ما هو أكثر من هذا بكثير لذا اكتفى بابتسامة مقتضبة لها قبل أن ينسحب من أمامها بهدوء وبالطبع لم ينسى إلقاء نظرة أخيرة على خديجة التي كانت تكبت ضحكتها بصعوبة على الجملة الحمقاء التي هتفت بها تلك الغريبة
اقتربت منها بعدما ذهب وهي تسير بظهرها ونظرها محل اختفاءه حتى أصحبت جوار خديجة فهتفت باندهاش وتلقائية جعلت ثغر