رواية عقاپ إبن البادية الفصل التاسع عشر والعشرون بقلم ريناد يوسف
شيء بسرعة ودفعة واحدة حتى أن سالم لا يجد الفرصة للرد!
اما قصير فإقترب من عمه وقال له
كيف صارت صحتهم اليوم وكيفا عقاپ
اجابه منصور
والله احوالهم تصعب عالكفار ياوليدي الحرمة متحطم اعضامها والراجل ربنا ايتولاه وعقاپ الله يصبر قليبه.. طمني ويش سويت انت بلاوراق
جبت صورة محمود وتو هنعدي لراجلنا انخليه يسويله جواز بساعتين ويجيبله ويجيبلك تأشيره بعد.
تم ياشيخ.
انهى حديثه وخرج من المشفى وانطلق بالسيارة ليتمم اوراق محمود ويقوم بالحجز له هو وللشيخ منصور فى اسرع وقت.
وترك عوالي مع الشيخ منصور اخرجت له الطعام ليأكل هو وسالم ثم أخذت نصيب عقاپ من الطعام وذهبت للغرفة التي بها أمه والتي دلها عليها سالم.. طرقت الباب بهدوء ودخلت.. وآدم فور رؤيته لها وقف وذهب اليها مرحبا بصوت منخفض حتى لا يزعج امه التى غفت للتوا
فإلتمست لحاله العذر فما يمر به ليس بقليل.
اجلسته وبدأت تكشف امامه الطعام وتطعمه بيدها وهي تخفف عنه وتطمئنه بأن والديه سيكونان بخير وفي هذة الاثناء فتحت عايده عينيها على صوت عوالي وهي تهمس لآدم فوجدتها تطعمه بيدها وتنظر اليه بحنان أم وعلى قدر ارتياحها لآن إبنها لم يحرم من الحنان كليا على قدر غيرتها فقد كانت تود ألا تطعمه إمرأة سواها ولا يإخذ دورها احد.
أمضت معهم مايقارب الساعة ثم استأذنتهم فى الذهاب لشراء بعض الاغراض للقبيلة وسالت آدم وأمه لو يحتاجان لشيئ وكان الردلا وشكرها آدم على المجيئ والطعام وكل شيئ
أما خارج الغرفة نظرت عوالي حول منصور تبحث عن رجوه وسالم فلم تجدهما وبدأت تلفتت حولها عليهم وقبل ان تسأله عن رجوه وجدتها تظهر من اخر الرواق وهي جالسة القرفصاء ويسحبها سالم من ذراعيها فتتزلج على بلاط ارضية المشفى وتحدث أصواتا وكأنها سيارة إسعاف تمر وتطلب من الجميع إخلاء الطريق!
نظرت عوالي لمنصور الذى قال لها
تاخذينها من هون بنت مكاسب ولا انخلي الطبيب يعطيها ابره سم وېموتها ويريحنا والله من ساعة اللي جات جابتلي وجابت لكل المشفى وجيج الراس لا وتقول للأطبا ليش لابسين لجامات حديد وصرايم حول رقابكم.. خذتني خذي بت الكلب هي.
من وين جايبتوا يعني ماتتذكر بوها قصير وقت الكان صغير وتجيبا الحضر معانا ويخذينا متلها.. والله هي البنيه ماعدت اعرف كيف راح تصير بس تكبر.
راح تصير نسره تهجم وټخطف وټجرح بمخالبها وماراح ينفع معها اي حدا الا نسر متلها لحتى اذا علت بالسما علا عنها وحط فوق راسها بمخالبا ونزلها للأرض.. رجوه ودها خييال ياعوالي.
خيالها موجود شاقي بيها وعم يجرجر فيها.
تقصدين تيسها.
عوالي
هي تقوله اليوم تيس ويسكتلها غدوه يعطيها على نافوخها بس يكبر وما تقدر تفتح فمها ډم البداوا حامي ومايقبل رجالهم حرمه تتطاول عليه وكل سن يعطي احكاما..
والحين اني رايحه اتسوق لحريمات الباديه ودك شي ياخوي اجيبهولك معي
مع من رايحه وقصير راح
برق ناطرني بالخارج قصير جابا بسيارته وهو جا بسيارة آدم قصير يفكر بكل شي خلي بالك هاني.
زين زين.. روحي وديري بالك على روحك
ذهبت عوالى الى السوق واشترت كل مايلزم وتركته بالسيارة وعادت للمشفى مرة اخرى ودخلت تتفقد حال عقاپ وأهله للمرة الأخيرة فجلست بجانبه وقد كان يضم امه بين الدقيقة والاخرى ويقبلها فقالت له ممازحة
هااااللي لقا حبيبة نسى صاحيبة ياعقاب
آدم والله ياشيختي حضڼ لحباب ينسي الواحد روحه مو بس اصحابه.. بس انتي محسوبه من لحباب ياغاليه مو من لصحاب.
ياضي عيوني الف لا باس علي امك يالغالي جاب نجاوتها ربي نحمدوا الله على سلامتك الف مره ومره يا ام آدم ربي عالم بحال هالمسكين اللي ماضاق حنك ولا تونس برفقه بوه
عايدة
الحمد لله على كل حال ياشيخه كل شيئ مكتوب وكله تبع إرادة الله.
ونعم بالله يابنيتي.. تعرفين شي.. والله والله عقاپ وين ماشفته خد قلبي وعقلي حسيته من دمي اوليدي اللي ماحبلت فيه.. انتي تعرفين اني قليلة ولاد والله ماعطاني.. ولهيك اعتبر كل ولاد القبيله ولادي بس عقاپ وليدك صارت غلاوته عندي متل غلاوة الوليد البكري اللي مايجي اغلا منا.
تبسمت عايده على محبة ابنها التي زرعها الله فى كل القلوب وخلق له فيها منازل لم يصلها غيره وشكرته لأن هذه دعواتها التي كانت تدعوا له بها ليلا نهارا بأن يحفه برحمات لا تنقطع.
أما عند الشيخ منصور أتى اليه صديقه صاحب المشفى وجلس بجواره وسأله وهو ينظر لرجوه وسالم بغيظ شديد فهذه مشفى إستثمارى ولا يجوز مايفعله هذان القردان فيها
ويش لحوال يامنصور كيفك وكيف صارت الأمور طمني
والله الخبر والاطمئنان منك انت يجي.. قصير راح يخلص اوراق السفر ويحجزلنا طيران بأقرب وقت.
وليش يحجزلك طيران المشفى بيها طياره مجهزه مخصوص لنقل الحالات الخطيره لغير لبلاد ماراح ينفع بحالة صديقك غيرها خلص اوراقك وانا بعطي أمر للطيار يطير بيكم لإيران وقروش السفر عليا مني ليك محبه لا تشيل هم.. حبايب شيخ قلوبنا حبايبنا وربي ييسر سفركم ويرزقكم البشرى
منصور
امين يارب الله يسمع منك ياغالي.
نظر اليه منصور فوجده ينظر للرجوة غير مصدق لما تفعله وتقوله فقد قلبت المكان لسيرك قومي وهي تصيح
افسحووون الطريق لسيارة الاسعاااف عوا عوا عوا.. بيها مره حبله ولاده وبيها وليد مطاهرينا وبيها رجال مرتو ضړبتو بالنعال طيحت راسو وبيها بنيه ختنوها وتصرخ وتقول وااااااااااك.. افسحوووووو
فقال له منصور معتذرا
الحين بتغادر مع جدتها والله ماعندي خبر بجيتها كان منعتها الله يخذيها هي واللي جابها لهون.
لا ماعليك طفله هي.. بس لو تخفض صوتها شوي.
منصور
انتي يارجوه ياكلبه كفى عن الصړاخ وتعى لهون.
لا مااقدر اترك سيارة الاسعاف ياجد اللي بيها ېموتون بوصلهم للمشفى وارد لعندك.. عوا عوا عواااااا
منصور
يعوي عليكي ذيب وياكلك بليله كحله ماحد يشوف فيها كف يدو انشالله والله لاقص لسانك قص يافانص القبيله واأدب هالتيس معك اللي طايعك بكل شي وماشي وراكي وصدقتي من لما سميتيه تيس وهو تيس.
عاد قصير من مأموريته واعطى الأوراق لعمه الذى ارخى عن كاهله حمل الحجز والطيران والأنتقال من مكان لمكان بمحمود وقرر أن يسافر بطائرة المشفى ثم توجه إلى غرفة ام آدم ووجه كلامه لآدم بعد أن القى التحية عليهم جميعا وسأل عن صحة عايده
هااا يا عقاپ توك اتطمنك على الوالدة ونحمدو الله وتو ورانا واجد اشغال.. انا عارف انك بظرف ماوالي يتحمله لكن انت مو اي حدا انت عقاپ اللي مايغلبه