السبت 30 نوفمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل الثامن عشر بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

من كم التبجح وعدم اللامبالاه التي بهم بينما حسن تناول بالفعل كأسه.
فتشدقت عزة وتمتمت بداخلها قائلة 
_ ربنا يكون في عونك يا بنتي 
دول ميتعاشروش والله. 
ضيق توفيق عيونه ليرى أنه لا مناص من بداية الحوار من جهته فهم أشخاص يتلاعبون بالمواقف ليقول لهم بعد أن تجاهل طلب انوار منه بالترحيب بها وبابنها وحاول توجيه حواره لحسن علي اعتبار أنه الرجل الوحيد بهذه الجلسة
_ يعني ابو حسن مجاش معاكم يا حسن 
انا مش قايلك محتاج ابوك ضروري
قبل أن يتفوه حسن كانت انوار تنطق بصوت يملؤه الشجن مدعية الحزن قائلة 
_ والنبي يا اخويا ولا لك عليا حلفان ابو حسن كان جاي معانا تو ما سمع من حسن انك طالبه بس هو كان تعبان بقاله يومين 
السكر بعيد عنك مبهدله خالص  
وكان خلاص بيلبس بس داخ يا عيني وقالي يا ام حسن روحي انتي واعتذري للناس بالنيابة عني 
واحنا في الاول والاخر أهل مفيش بينا فرق يعني ولا ايه!
اغمض توفيق عينيه وزفر أنفاسه بينما تحدثت عزة بضيق قائلة 
_ ولما احنا مفيش بينا فرق يا ام حسن البت ترجعلنا مضړوبه وتعبانة والبيه جوزها ميسالش عليها ولا يعبرها
ده كلام ولا ده اصول!
حاولت انوار ارتداء لباس الدهشة لتنظر لولدها قائلة بعتاب 
_ اخص عليك يا حسن 
انت يا واد مش كنت بسالك علي ميار وتقولي اطمنت عليها !
ليرد حسن علي والدته ليكمل تمثيل الدور قائلا
_ اه والنبي يا اما كنت بتصل بيها على فونها مكنتش بترد 
وكنت بزعل اوي 
كان نفسي ترد عليا علشان اعتذرلها بس مش مدياني فرصة ولما حج توفيق كان بيكلمني كنت بطمن عليها منه.
نظرت انوار تجاه عزة وكأنها منتظرة التصفيق الحار لأداء دورها البارع مدعية البراءة لتكمل قائلة 
_ شفتي يا ام محمد 
احنا مقصرناش يا اختي يكش هي المحروسة بس كانت واخدة على خاطرها بزيادة.
فتمسكت عزة باعترافها قائلة يعني فعلا ضربها وانتوا نكرتوا قبل كدة!!
تشدقت انوار قائلة بتعجب وكأن ما تحدثت به عزة شئ بديهي لا يستحق الوقوف عنده 
_ يوه واحنا جينا اهو لحد عندها نطيب خاطرها ونستسمحها .
ثم التفتت مرة أخري لحسن ناكزة إياه بكتفها قائلة
_ مش كدة ولا لأ يا واد 
انتبه حسن بنكز والدته له ليقول مسرعا  
_ أيوة طبعا 
انا مقدرش على زعل ميار 
دانا حتى بحبها اوي وبغير عليها اوي
لولا بس تأخرها برة البيت ومن غير ما تقولي ولا تاخد اذني ده اللي جنني وخلاني مش شايف قصادي 
اصلي بغيير عليها اوي واعتقد ده حقي يا عمي.
حاول توفيق إنهاء هذه المسرحية ليقول منهيا 
_ بص يا ابني انا طبعا مكنتش احب الكلام ده يحصل من غير ابوك ما يكون قاعد وأخوها كمان علشان تبقي قعدة رجالة اللي يقصر فيها يبقي عليه الحق لكن بما انك جيت والمفروض زي ما بتقول ندمان وقبل كل ده هنعتبر اللي حصل ده اول غلطة ليك فمقدرش اقولك غير اني موافق مبدئيا أنها ترجعلك بس ده طبعا بعد ما تعتذرلها ولو وافقت على اعتذارك وقبلت ترجع انا معنديش مانع.
في ذات الوقت وصلت ميار واستمعت لآخر جملة قالها والدها لنتذكر ما حدث فاغمضت عيونها برهه ثم فتحتهم ودلفت عليهم قائلة
_ سلام عليكم.
نظروا جميعهم للخلف ليروا ميار تقف خلفهم وقد احتقنت عيونها باللون الاحمر القاني تعبيرا عن احتباس الدموع بها لتراها والدتها فهبت منطلقة تجاهها قائلة 
_ انتي جيتي يا حبيبتي حمدالله على السلامه 
ده حسن

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات