السبت 30 نوفمبر 2024

رواية معدن فضة الفصل الثامن عشر بقلم لولي سامي

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

الأنظار حتى لا تراه أخته فهو في قمة غضبه ولا يريد إفراغ غضبه بها.
فهي لا تقوى على تحمل كل هذه الصعاب وايضا اللوم على تفكيرها 
يعلم أن هناك سبب قوى من وجه نظرها لهذه المعضلة ولذلك فكر بطريقة لتوجيه تفكيرها عن طريق صديقة عمرها فربما تستمع إليها فهي الأقرب لها وتعلم كيف تحاول إقناعها بدلا من ټعنيفها لذلك قرر مقابلة ماسة التي لا يعلم لما باتت كل لقائاتهم عبارة عن التحدث عن مشاكل عائلته! 
متي سيلتقون اللقاء الذي لطالما تمناه في احلامه .
انتبه محمد علي خروج ماسة وميار التي يبدو عليها الحزن فوقفوا كلاهما كلا منهم تنظر حولها باحثين عنه فتخفى عن أنظارهم ليلاحظ سلامهم على بعضهم بعد فترة وجيزة من الحديث ورحيل أخته.
بالجهة الأخري أثناء رؤية محمد لهم تتلفت كلا منهم حولهم باحثين عنه حتى نطقت ماسة قائلة بتذمر 
_ شكله لسه مجاش متمشيش وتسبيني واقفة لوحدي خليكي معايا لحد ما يجي.
التفتت لها ميار قائلة بشبه ابتسامة علي ثغرها ولكن بصوت حزين 
_ على فكره ممكن يكون جه وشايفنا اصلا 
بس مادام قالك عايزك لوحدك يبقي مش عايز يقابلني دلوقتي  
ده غير أنه لا يمكن يسيبك واقفة كدة في الشارع لوحدك.
_ وانتي اشعرفك!
ضحكت ميار باستهزاء قائلة
_ اخويا بقي وعارفاه 
يالا هسيبك دلوقتي ومټخافيش هتلاقيه قدامك على طول .
ذهبت ميار وتركت ماسة خلفها وقبل أن تخطو الخطوة العاشرة التفتت للخلف لترى أخيها يعبر الطريق متجها إلى ماسه فابتسمت على صدق توقعها وأشارت لسيارة تقلها الي منزل والدها.
..............................................
منذ قليل توجه كلا من حسن ووالدته الي منزل والد ميار بعد أن اتفقا على كل ما سيقال ومتى سيتحدث ومتي سيصمت وعند اقترابهم وجدا محمد يولج من باب المنزل فتوارى حسن ووالدته قليلا حتى اطمئنوا لذهابه فأطلق حسن تنهيدة اطمئنان ثم قال 
_ دحنا جايين دلوقتي علشان يكون هو في الشغل نيجي نلاقيه لسه خارج !!
ده ايه الحظ ده ياربي .
ربتت انوار على كتفيه قائلة 
_ كويس أنه خرج دلوقتي نلحق نطلع احنا ونشوف هنعمل ايه قبل ما يرجع يالا بينا.
وصعدا الدرج حتى وصلا لشقة والد ميار وضغطا على الجرس.
فوجئ والد ميار ووالدته بجرس الباب بعد ذهاب محمد مباشرة فنظرا لبعضهم وتوقعا عودة محمد مرة أخري ليستقيم توفيق ذاهبا للباب قائلا 
_ خليكي يا ام محمد اشوفه انا ربنا يهديه.
فتح توفيق الباب ليتفاجأ بحسن ووالدته فعقد حاجبيه وزفر بانفاسه ثم أوسع لهم الطريق قائلا بضيق ظاهر بنبرة صوته
_ اهلا يا حسن اتفضل يا ابني 
اتفضلي يا ام حسن.
دلفا كلا من حسن ووالدته داخل المنزل لتتفاجأ عزة بهم وتهم واقفة ترحب بهم فهي تعلم الأصول وواجب الزيارة مهما يكن .
احضرت عزة مشروبا غازيا ووضعته على المنضدة دون أن تتفوه بكلمة فقلبها قد انغلق من ناحيتهم 
وجلست بجوار زوجها الذي ظل صامتا منتظر بداية الحديث من جهتهم بما انهم الجانب المخطئ فيجب عليهم تقديم الاعتذارات اللازمة 
ولكن انوار تعلم ذلك لهذا صمتت حتى تتلاعب باعصابهم وحين جلست عزة بدأت انوار بالتحدث وهي تتناول كأس من امامها قائلة بأريحية تامة وبجاحة مقصودة
_ تسلمي وتعيشي يا ام محمد.
ثم ارتشفت قليلا من كأسها والتفتت لحسن تشجعه على تناول كأسه وكأن شيئا لم يكن فقالت له 
_ ما تاخد كوبايتك يا حسن 
هو انت غريب مستني عزومة يا حبيبي! 
ده بيت حماك يا ابني يعني زي بيت ابوك بالظبط ولا ايه يا ابو محمد
نظر توفيق وعزة لبعضهم متعجبين

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات