الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السادس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

رنين هاتفه بتلك النغمة المخصصة ل مينا فضغط على السماعه اللاسلكية المثبته في أذنه ليجيب على المكالمة ارجع رأسه للوراء باسترخاء تام فور سماعه للأخر يقول
_ تم ياباشا المطعم بقى ملك سعادتك تقدر من بكرة تعمل فيه الي تحبه.
تحركت شفتيه الغليظتان بحركات بطيئة رتيبة وهو يقول بهدوء
_ تمام والمعلومات
اتته اجابة مينا يقول
_بص ياباشا هقول لحضرتك المعلومات الي قدرت اجمعها لدلوقتي وهكمل بحث ولو وصلي حاجات تانية هبلغ سعادتك.
همهمة خاڤتة هي كل ما خرجت منه لتدفع الآخر للحديث فتنحنح وهو يبدأ
_ الي عرفته انها جت المنطقة من سنتين وكام شهر كده وكان معاها ابوها واخوها ابوها اشتغل نجار مع واحد هنا من المنطقة وهي كانت وقتها في الثانوي وكان اخوها في الابتدائي وحياتهم كانت ماشية طبيعي لحد ما ماټ ابوها في حاډثة من سنة وشهرين بالضبط وقتها راحت دفنته في البلد ومفضلتش هناك يوم واحد رجعت في نفس اليوم والي عرفته ان في مشاكل كبيرة بينها وبين اهل ابوها لدرجة انهم مجوش لها ولا مرة من وقت ابوها ما ماټ وغالبا عشان كده ابوها ساب البلد ولنفس السبب لما راحت دفنته مقعدتش هناك من بعد ابوها ما ماټ اشتغلت في عيادة الدكتور الي كانت بتروحله ومتابعة معاه من اول ماجت القاهرة بس ومن وقتها وحياتها مفيهاش جديد الصبح الساعة ١١ بتروح العيادة وبترجع الساعة ٤ العصر والي عرفته برضو انها بقالها شهر مكلمة صاحب المطعم الي اشتريناه عشان يشغلها عشان الحالة المادية يعني صعبة شوية عرفت انها بعد مۏت ابوها بشهرين اضطرت تبيع حاجات من عفش البيت ومن وقتها وهي حتى الحاجات الي بتشتريها من اهالي المنطقة بالدين وبتسدد الفلوس وقت ما يبقى معاها وكده وفي ناس منهم معندهمش مانع وبتصعب عليهم عشان يتيمة وبتصرف على اخوها وناس تانية مبتوافقش وناس مبتستناش على فلوسها كده يعني.. عرفت برضو ان كان في واحد من المنطقة اتقدملها من قبل ابوها ما ېموت بشهر بس هم رفضوا وقتها عشان كانت لسه مكملتش تعليمها وصغيرة.
نفسه الخارج والدالف هو فقط ما يدل على أنه جسد حي غير هذا بدى وكأنه تمثال منحوت! ملامحه الجامدة بشكل مخيف وعيناه الثابتة دون أن يرمش حتى وكفه المثبت فوق المقود وذراعه الموضوع باهمال فوق نافذة الباب المجاور له المفتوحة هل يستمع للمتحدث هل استمع لكل ما قيل أم أنه شارد للوهلة الأولي تهاجمك تلك الاسئلة ولكن في الوهلة الثانية تدرك أن الچحيم المستعر يكمن في جسده فجسده المشدود بتلك الطريقة ليس شيئا طبيعيا وكيف لا بعد كل ما سمعه كيف لا بعد فظاعة ما سمعه! بدءا من معانتها وحالتها المادية المفتقرة لذلك الأبله الذي تقدم لخطبتها! وكان أول ما نطق به سؤال خرج من بين أسنانه
_ عرفت هو مين
اتاه الرد سريعا
_ طبعا يا باشا طلع شاب كده ابن صاحب مكتبة هنا في الحي واسمه جمال.
ضغط على أسنانه بقوة طاحنة حتى كاد أن يتسبب في كسرهم وهو يستمع لاسم ذلك الحقېر فلقد استمع لها تهتف باسمه حين دلفت تلك المكتبة المقيتة حرر اسنانه وهو يهتف بجملة مختصرة
_ بكرة تفتح المطعم عادي وانا على الساعة ٤ هكون عندك.
واغلق المكالمة دون كلمة أخرى ضړب بقبضته على المقود بضربات هادئة رتيبة تثير الأعصاب وهو يتذكر كل ما اخبره به مينا منذ قليل وضغطه على نواجزه يظهر بوضوح من تحرك عضلات وجهه حتى هتف بعد

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات