رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل السادس عشر بقلم ناهد خالد
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
فترة وقد توقف عن تلك الطرقات فوق المقود
ماشي... ماشي.
رددها بنبرة لم تظهر أهي توعد أم ماذا! قبل أن يشغل السيارة وينطلق بها بسرعته العالية كالعادة والهواء يعبث بقميصه المفتوح كيفما يشاء.
خرجت من غرفة العناية المركزة بعدما رأت والدتها لدقيقتين مثلما سمح لها الطبيب عدلت من وضع حقيبتها فوق كتفها وهي تسير قاصدة الخروج من المستشفى لكنها تفاجأت بمن يقول
التفتت على ذلك الصوت المألوف لتبتسم تلقائيا وهي تجيبه بعدما أصبح أمامها فقد كان خارجا من أحد الغرف حين رآها وقرر محادثتها
_ الحمد لله عشان مسمحش لحد يكون له فضل عليا.
التوى فمه بابتسامة طفيفة فبدى أكثر جاذبية وهو يعقب
_ مش لم تسدي الفضل القديم الأول!
وهنا تذكرت ما حدث بينهما لتقول بضيق وقد اختفت ابتسامتها
رفع أصبعه شارحا
_ أولا مقولتش مچنونة قولت اثر الصدمة ثانيا كنت بخرج من الموقف مشوفتيش الناس كانت بتبصلنا ازاي.
رفعت رأسها بأنفه وهي تقول بإباء
_ أيا كان دي قصاد معروفك كده خالصين.
كتم ابتسامته وهو يقول بضيق مصطنع
_ ياساتر عليك مستخسرة فيا فنجان قهوة حتى تعزميني عليه!
تغيرت ملامحها في ثانية واحدة وقد بدت حزينة وهي تخبره
تعجب من تغير ملامحها وشعر بجدية الأمر فسألها
_ ايه هو
اجابته بنبرة غلفها الرجاء
_ عاوزاك تشوف والدتي وتعرفني حالتها ايه بالضبط حاسة ان الدكتور مخبي حاجة عني.
_ هو دكتور مين الي متابعها
_ دكتور محمد المصري دكتور القلب.
اومئ برأسه متفهما وقال
_ حاضر بس احب اعرفك إن دكتور محمد مبيحبش حد يدخل في المرضى بتوعه فمش هعرف دلوقتي لأنه موجود ممكن بكره الصبح ان شاء الله.
_ مفيش مشكلة مرسي اوي بجد.
رفع سبابته مرة أخرى مذكرا إياها بمرح
_ متنسيش فنجان القهوة.
ضحكت بخفة وهي تقول
_ مش هنسى dont worry لا تقلق يلا جود باي.
انهت حديثها مشيرة له بتوديع ليجيب وداعها قبل أن يتحرك هو الاخر
_ مع السلامة.
_ ناناة!
انتفضت بخفة على صوت حفيدتها لتنظر لها بعتاب وهي تخبرها
بررت جاسمين وهي تجلس بجوارها محتضنة إياها بود
_ يا حبيبتي والله فتحت الباب بالمفتاح ودخلت وناديت من الصالة ولحد ما وقفت قدام باب الاوضة أنت الي مش سمعاني بصالي في الصورة وسرحانه خالص.
قالتها وهي تبتعد عنها مشيرة لتلك الصورة المنقلبة على ظهرها الممسكة بها جدتها بين كفيها ابتسمت الجدة لتظهر تجاعيد وجهها أكثر وهي تقول
ابتسمت جاسمين لجدتها الحنونة التي تحمل حبا خاصا لها ولكن فضولها تجاه من في الصورة جعلها تقول بمشاكسة
_ مين بقى الي سرحانة فيه اوي كده ها اعترفي يلا صورة لجدو صح
نفت برأسها وهي تضحك على مشاكستها
_ لأ يا غلبوية مش صح.
لمع الفضول اكثر في مقلتيها تسألها
_ اومال مين ها
لمعت العبارات في أعين الجدة وهي تبتسم بحنين
_ ده ابني وعمك.
قطبت جاسمين حاجبيها بتعجب وعقبت
_ عمي أنا بس أنا مسمعتش عنه قبل كده!
عدلت الصورة ليظهر من بها وهوت دموعها وهي تطالعها وقد شاركتها جاسمين في النظر للصورة
_ عشان محدش يعرف عنه حاجة.
تذكرت أنها قد رأت تلك الملامح من قبل فقالت
_ اه انا شوفته قبل كده في صوره له مع دادي شوفتها بالصدفة في درج مكتبه بس فكرته صاحبة من زمان.
لم يأتي رد من الجدة لتكمل جاسمين تسائلها
_ يعني ايه متعرفوش عنه حاجة يا ناناة وهو اسمه ايه
رفعت الجدة
عيناها الباكية وشردت بنظرها وهي تقول پقهر
_ بعد ما اتجوز ماعرفناش عنه حاجه بقاله ٢٤ سنة دلوقتي بعيد عننا نفسي اشوفه اعرف اخباره المحه حتى قبل ما اموت... كان اسمه حسن عمك حسن وكان اصغر من نبيل بسنتين.. انا... انا حتى معرفش هو عايش ولا مېت.. عشان كده مش عاوزه اسيب بيتي رغم ان نبيل اتحايل عليا كتير اوي بس لسه عندي أمل يرجع في يوم.. لسه عندي أمل بابي يدق ويكون هو..
انهت جملتها باكية بشدة فاحتضنتها جاسمين وقد ادمعت عيناها بتأثر شديد....
..... انتهى الفصل..