الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الخامس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

لولة!
ابتسمت بفرحة وهي تنظر للمعة عيناه وسألته بابتهاج حقيقي
عرفت عنها حاجة
هز رأسه نافيا بعبث مصطنع لتختفي ابتسامتها ولكن سرعان ما اتسعت مرة أخرى حين قال
شوفتها شوفتها يا ماما أخيرا تخيلي بعد عشر سنين شوفتها..
ابتسم ابتسامة حالمة ونظر بعيدا شاردا بنظره وهي تتابعه بدموع تساقطت فرحا وتأثرا بحديثه
ملامحها اتغيرت بس لسه عنيها زي ماهي حتى نفس البراءة الي فيها رغم الحزن الي فيهم ولسه قلبي بيحس بيها زي زمان عرفها من قبل عيني ما تعرفها كان نفسي اجري عليها واحضنها كان نفسي اروح اعرفها بنفسي واسمع صوتها كان نفسي في حاجات كتير بس في حاجات اكتر منعتني بس على الأقل حسيت إن قلبي اتردت فيه الروح من تاني لما عرفت مكانها وشوفتها جريي ورا سراب بقى حقيقة السباق خلص ياماما وفزت فيه ولقيتها.
امسكت كفه تحتضنه لينظر لها فوجد الدموع تزين مقلتيها وهي تسأله باستنكار
وليه معملتش كل ده ليه مروحتش ليها وعرفتها بيك
ابتسم بثبات وهو يجيب بإجابة لا تمت للصدق بصلة
مش سهل اروح اعرفها بي كده يعني تفتكري هي لسه فكراني أصلا وحتى لو افتكرتني مش هتكون بتحبني يعني! دي ممكن تقولي اهلا وازيك وكلمتين على الماشي وخلاص متنسيش انها وقتها كانت اصغر مني بكتير يعني مش بتحمل نفس مشاعري اكيد.
اقتنعت بحديثه فأومأت برأسها متفهمة ثم سألته بحيرة
اومال هتعمل ايه
ابتسم لها بهدوء وقال غامزا بعيناه اليسرى
متقلقيش بتكتك لها بس ادعيلي.
تنهدت براحة مبتسمة وهي تقول
ربنا يجمعك بيها على خير يابني كفاية إن سيرتها بس بتنور وشك كده.
اومئ وهو يتحدث بجدية مرحة
يلا عقبال ما تنور بيتي قريب.
ضحكت والدته على جملته فاتبعها بابتسامته التي جعلتها تحتضنه بفرحة وهي تشعر أن السعادة تطرق بابا ولدها لأول مرة منذ زمن.
دقت فوق الباب ودلفت بابتسامة كعادتها ليسألها كمال الجالس خلف مكتبه
ها يا خديجة لسه كشوفات
نفت وهي تجيبه
لا يا دكتور خلاص كده النهاردة.
اومئ برأسه متفهما ثم قال
لا لسه.
قطبت حاجبيها متسائلة
مين
ابتسم لها مجيبا
أنت يلا ميعاد جلستك.
فركت كفيها بتوتر وهي تقول متهربة
مش مهم النهاردة يا دكتور شكل حضرتك مرهق خلينا..
قاطعها بحدة وهو يقول
لا قولت يلا يبقى يلا اقفلي باب العيادة وتعالي.
خرجت لتغلق باب العيادة وهي ترتب أفكارها كي تقول ما تريده فقط فهي لا تسمح لنفسها بخطأ يجعله يشك بها أو بصدق حديثها أغلقت الباب والټفت لتقف بملامح جامدة وهي تبصرها أمامها تبتسم لها نفس الابتسامة المقيتة وهي تسألها بينما يدها تعبث بشعرها
ايه يا خديجة بتفكري ازاي تكدبي عليه المرة دي كمان وتوهميه إنك مبقتيش تشوفيني بقالك سنتين بتكدبي مزهقتيش ولا حبتيني لدرجة إنك مش عوزاني اسيبك
ابتسمت خديجة ابتسامة هادئة وهي تجيبها
لا بس اعتبرتك أمر واقع واتعودت عليك لدرجة إني بشوفك في أي مكان ومببينش لحد مبقاش الناس يقولوا علي مچنونة بسببك يا سارة....

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات