الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الخامس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

بروح العيادة هجيب وقت للكلية منين غير كلية يعني مصاريف كتب ومواصلات الموضوع مش متحمل.
هز رأسه رافضا قرارها وأبدى اعتراضه وهو يقول
مفيش الكلام ده هتروحي الكلية وانا هنزل اشتغل في...
قاطعته بحدة قليلا ما تتقمسها
أنا كلامي منتهي مفيش مجال للمجادلة هدخل اغير هدومي واجي نتغدى.
انهت حديثها واتجهت لغرفتها لكنها توقفت على باباها والټفت له تخبره بتحذير
باهر لو عرف حاجة عن الكلية هتزعل مني يا مصطفى.
انهت حديثها ودلفت للغرفة مغلقة الباب خلفها فالقى الكتاب الذي بيده على الأرض پغضب وهو يتمتم
باهر! هو انا لو عارف اتواصل معاه كان ده حالنا! على طول هي الي بتكلمه وحتى ممعيش تليفون دي عيشة تزهق وقال شاطرة احنا كويسين كويسين لحد ما هنروح نقف على باب الجمعية الخيرية إن شاء الله.
غمغم بها بنزق وهو يفتح أكياس الطعام ليبدأ بوضعه في الاطباق حتى تأتي شقيقته.
وبالداخل القت نفسها على الفراش وسمحت لدموعها بالتهاوي كسيل جارف تبكي پقهرة على كل شيء على حلمها في التعليم الذي ټحطم باكرا بعدما حصدت مجموع قضى على ذلك الحلم وعلى حرمانها من الحصول على شهادة جامعية الآن تبكي كسرتها أمام من لا يسوي تبكي قلة حيلتها وعجزها وضيق حالها وهل بيدها سوى البكاء!
البكاء ليس حلا لكنه وسيلة ضعيفة أثبتت فاعليتها في تخفيف أحزانا ولو بقدر قليل نغلق بابنا خلفنا ونبكي خلفه لدقائق او ساعات نخرج كل مشاعرنا السلبية نصرخ ونثور وبعدها نخرج للعالم اقوياء من جديد
_________________________
بسوهاج....
إن قلنا الأرض لا تسعها فهي ليست مبالغة أبدا فمنذ علمت بأنها قد انتسبت لكلية الأسنان جامعة القاهرة وهي تكاد تطير فرحا حتى أن خالها منصور لم يتوقف عن الضحك عليها طوال الطريق الټفت له وهي تقول بحماس كبير وابتسامة واسعة
يعني هروح القاهرة يا خالي بس تفتكر أمي هتوافج
هز رأسه بيأس حين استمع لجملتها الخاڤتة الأخيرة وقد بدأ الحزن يتسرب إليها خوفا من رفض والدتها فهي دوما مصدر تحطيم سعادتها أجابها منصور يطمئنها
يا بت جولتلك مټخافيش مش واثجة واثقة في كلام خالك عاد!
نفت برأسها وهي تردف
العفو يا خالي مجصديش بس أصل أمي...
قاطعها وهو يقول
أمك لو اتحدتت هشوف شغلي معاها ملكيش صالح أنت تبدأي تجهزي ورجك وخلاجاتك هدومك وكل الي هتحتاجيه عشان هنتحرك أخر الأسبوع الفجر سامعة
أومأت بحماس كبير وهي تجيبه
سامعه يا خالي أنا بحبك جوي.
مسد بكفه على كتفها وهو يبتسم بود
وأنا بحبك جوي جوي يا جلب خالك.
بالقاهرة.....
في اليوم التالي ظهرا....
ترجل درجات السلم وهو يفرك عيناه بنوم مازال متمكنا منه استمع لصوت ليلى الذي ما إن أبصرته حتى قالت باستغراب جلي
ايه يا مراد كل ده نوم ده انا كنت لسه هطلعلك فكرتك تعبان لولا إني عرفاك مبتحبش حد يصحيك وبتتحول كنت طلعتلك من زمان.

اقترب منها مبتسما وقال بهدوء
برتاح يا ماما بلاش ارتاح
ضيقت عيناها تنظر له بشك به شيئا مختلفا! عيناه تلمع بطريقة لم تراها من قبل ملامحه اكثر استرخاء ونومه كل هذه المدة مهلا هل يبتسم!! سألته بعدما جلس أمامها
في حاجة صح أنت مش طبيعي.
وضحكته التي انطلقت الآن على حديثها أكدت شكوكها خفتت ضحكته وهو يردف ببراءة مصطنعة
يعني مش طبيعي ازاي مانا كويس اهو.
لوهلة ضړب بعقلها تفسير لحالته هذه فأردفت بسرعة متلهفة
مراد هو الموضوع يخص خديجة
مسد مؤخرة رأسه بكفه وأردف بابتسامة صغيرة وقد لمعت عيناه أكثر الآن
مش سهلة أنت برضو يا

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات