رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الخامس عشر بقلم ناهد خالد
220! ولا هتيجي تقوليلي خد ويبقالك!
فركت كفيها بتوتر وشعرت بأنفاسها تختنق في صدرها جراء الانكسار الذي تشعر به عزة نفسها تعلو فوق كل شيء لديها ولكن أحيانا تجبرنا الحياة على التنازل كي تستمر!
معلش يعني إن شاء الله هجبيهملك أنا أصلا ممكن اشتغل في المطعم الي على أول الشعر وإن شاء الله هجيبلك الفلوس كلها.
جذب كيسة كبيرة بعصبية ووضع الكتب بها ثم مررها لها وهو يقول بملامح مقطبة
التقطتها منه بدموع غزت عيناها ولوهلة ندمت على رفضها مساعدة باهر لكنها تعلم أن باهر إن ساعدها مرة لن تكون الأخيرة وستشعر بالانكسار أمامه هو الأخرى ربما انكسارها أمام الغريب أهون!
خرجت من المكتبة ووجهها لم يفارق الأرض تخشى أن رفعت عيناها تجد الجميع ينظر لها بشفقة وكأنهم شهدوا الحديث الذي دار منذ قليل! ظلت هكذا حتى تخطت بيتان والبيت الثالث كان بيتها فدلفت له برأسها المنخفضة أرضا.
أمرك يا باشا.
أغلق الهاتف بعدما استمع لرده وضغط على أسنانه بقوة محاولا تحمل كل هذه الآلام التي ټضرب بقلبه وهو يتذكر نبرة الرجاء المنكسرة التي تحدثت بها دون رؤية وجهها يعلم جيدا كيف كانت عيناها وهي تعبر عن انكسارها وحزنها يعلم كم الألم الذي تشعر به الآن بعد هذا الموقف السخيف والذي من الواضح لا تتعرض له لأول مرة وبكم الألم الذي يسكنها يسكن قلبه الآن!
اتفضل يا أستاذ مصطفى كتبك اهي مطلوب مني حاجة تانية
نظر لها ليرى حزنها منه فنهض واقفا واقترب منها محتضنا إياها بمرح وهو يقول
ايه يا ديدي أنت زعلانة بجد بقى! هي يعني اول مرة اتغابي في كلامي أنت عارفة أخوك مدب متزعليش مني.
نظرت له بجانب عيناها وقد تجمعت الدموع بهما مرة أخرى وقالت بعتاب
أردف بصدق
والله مش قصدي بس يا خديجة ايد لوحدها متصقفش قولتلك مية مرة أنزل اشتغل في الفرن الي جنبنا وأنت مبترضيش!
ابتعدت عنه لتواجهه وهي تهتف پبكاء
قولتلك لأ مش هخليك تقصر في دراستك عشان شغل كفاية إني مش هكمل تعليمي مش هبقى أنا وأنت.
ايه ده ليه يعني ايه مش هتكملي أنت بتهزري
مسحت دموعها بكفها والتقطت أنفاسها وهي تقول پقهر
ظروفنا متسمحش وأنا يمكن اشتغل بليل في المطعم الي على أول الحي والنهار