الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الخامس عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

شغالة في مجزر! بعدين مش عيب يا جزمة تغلطي في أخوك الكبير!
ابتسم ثغرها بعاطفية وهي تغمغم
معاك حق سوري يا كبير وبالمناسبة بقى مش ناوي تفك عقدتك وتتجوز على الأقل تلاقي حد يونسك في الغربة.
استمعت لضحكته وهو يقول مرددا كلمتها
غربة! ما علينا أنت لسه قايلة بلحق انام بالعافية هتجوزها اعمل بيها ايه بقى
أجابته بجدية
باهر أنت الي ضاغط نفسك في الشغل زيادة عشان عاوز توصل لمكانة معينة وده كويس بس بلاش ييجي على حياتك الشخصية يا حبيبي أنت دلوقتي أنسب وقت تبدأ تفكر فيه تكون أسرة وتستقر مانت أكيد مش هتعرف البنت النهاردة تتجوزها بكرة لسة فترة خطوبة وحوار هيكون يدوب ولا هتستنى لما تلاقي الشغل سحلك ونساك حياتك الشخصية متخليش حاجة تيجي على التانية.
والله أنا مش رافض يعني وقت ما هلاقي حد مناسب هدخل برجلي اليمين على طول متقلقيش بس بما إني لسه ملقتش حد مناسب يبقى اركز في شغلي بقى.
أومأت برأسها بتفهم وكأنه يراها وهي تعقب
ربنا يوفقك يارب وإن شاء الله تلاقي بنت الحلال قريب.
طيب هكلمك بعدين يا ديدي محتاجني تحت.
ماشي يلا مع السلامة.
مع السلامة.
أغلقت الهاتف وهي تبصر محل الفلافل الذي اقتربت منه فابتسمت بسخرية مؤلمة وهي تتذكر ما أخبرت به باهر عن طعام غدائهم اليوم فها هي البيتزا التي ستأتي بها! تنهدت بعمق وهي تردد بأعين لامعة بحزن وكسرة
يا رب فرجك.
دلفت لمحل الفلافل والفول لتأتي بالطعام لهم على قدر ما تملكه من مال وانتهت خارجة وهي تحمل كيسة صغيرة بيدها وأكملت الطريق سيرا رغم طوله فهي ليست حمل تكاليف زائدة أجرة سيارة تصلها للمنزل ربما لن تكلفها في المرة قيمة الثلاث جنيهات ولكن على مدار الشهر ستكلفها ما يعادل التسعون جنيها ومن الأولى أن توفرهم لشيء أهم ربما أهم من قدماها التي تتعب من المسير كل هذه المسافة! بعد فترة وصلت للحي الذي تسكن به فدلفت لأحد المحلات بدى مطعما لم تستمر به لثلاث دقائق ثم خرجت.
ترك سيارته على مدخل الحي الذي دلفت به وترجل متبعا إياها بتروي كي لا يلفت نظرها وقف مستغربا حين رآها تدلف لمطعم مرة أخرى لقد أتت بطعام بالفعل أستأتي بآخر! ولكن سرعان ما وجدها تخرج دون شيء جديد في يدها فأثار الأمر تساؤله أكثر لكنه أتبعها كي يصل معها لنهاية طريقها ولم يفته أبدا سيرها ذلك الطريق الطويل الذي أخذ منها قرابة الساعة إلا ربع سيرا بعد عدة خطوات وجدها تدلف لمكتبة ما فوقف بجوار حائط المكتبة منتظرا خروجها.
بالداخل دلفت بابتسامة طفيفة بدت متوترة وظهر الارتباك جليا على وجهها وهي تهتف
السلام عليكم.
الټفت الشاب الذي كان يرتب الكتب على الأرفف ليمتعض وجهه قليلا قبل أن يجيبها
وعليكم السلام اتفضلي يا أنسة خديجة.
اذردت ريقها وهي تقول بهدوء
لو سمحت يا أستاذ جمال عاوزه كتب ال......
أملته أسماء الكتب التي تريدها فجلبها لها ووقف ينتظر أن تقاضيه فتنحنحت بارتباك قبل أن تسأله
كده حسابهم كام
التقط الآلة الحاسبة وبدأ في جمع سعرهم وما إن انتهى حتى قال
كده كلهم 170.
قضمت شفتها السفلى بارتباك وقالت برجاء خفي
طب بستأذنك يعني لو ينفع تضيفهم للحساب وهجيبهملك آخر الشهر.
زفر بصوت مسموع وهو يشيح بوجهه جانبا وقال بصوت مرتفع قليلا وقد بدى نزقه
استغفر الله العظيم يا أنسة خديجة كده هيبقى كتير مانت عليك خمسين جنية قديمة يعني أنت أخر الشهر هتجبيلي

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات