رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الخامس عشر بقلم ناهد خالد
شغالة في مجزر! بعدين مش عيب يا جزمة تغلطي في أخوك الكبير!
ابتسم ثغرها بعاطفية وهي تغمغم
معاك حق سوري يا كبير وبالمناسبة بقى مش ناوي تفك عقدتك وتتجوز على الأقل تلاقي حد يونسك في الغربة.
استمعت لضحكته وهو يقول مرددا كلمتها
غربة! ما علينا أنت لسه قايلة بلحق انام بالعافية هتجوزها اعمل بيها ايه بقى
أجابته بجدية
أومأت برأسها بتفهم وكأنه يراها وهي تعقب
ربنا يوفقك يارب وإن شاء الله تلاقي بنت الحلال قريب.
طيب هكلمك بعدين يا ديدي محتاجني تحت.
ماشي يلا مع السلامة.
مع السلامة.
أغلقت الهاتف وهي تبصر محل الفلافل الذي اقتربت منه فابتسمت بسخرية مؤلمة وهي تتذكر ما أخبرت به باهر عن طعام غدائهم اليوم فها هي البيتزا التي ستأتي بها! تنهدت بعمق وهي تردد بأعين لامعة بحزن وكسرة
دلفت لمحل الفلافل والفول لتأتي بالطعام لهم على قدر ما تملكه من مال وانتهت خارجة وهي تحمل كيسة صغيرة بيدها وأكملت الطريق سيرا رغم طوله فهي ليست حمل تكاليف زائدة أجرة سيارة تصلها للمنزل ربما لن تكلفها في المرة قيمة الثلاث جنيهات ولكن على مدار الشهر ستكلفها ما يعادل التسعون جنيها ومن الأولى أن توفرهم لشيء أهم ربما أهم من قدماها التي تتعب من المسير كل هذه المسافة! بعد فترة وصلت للحي الذي تسكن به فدلفت لأحد المحلات بدى مطعما لم تستمر به لثلاث دقائق ثم خرجت.
السلام عليكم.
الټفت الشاب الذي كان يرتب الكتب على الأرفف ليمتعض وجهه قليلا قبل أن يجيبها
وعليكم السلام اتفضلي يا أنسة خديجة.
اذردت ريقها وهي تقول بهدوء
لو سمحت يا أستاذ جمال عاوزه كتب ال......
أملته أسماء الكتب التي تريدها فجلبها لها ووقف ينتظر أن تقاضيه فتنحنحت بارتباك قبل أن تسأله
التقط الآلة الحاسبة وبدأ في جمع سعرهم وما إن انتهى حتى قال
كده كلهم 170.
قضمت شفتها السفلى بارتباك وقالت برجاء خفي
طب بستأذنك يعني لو ينفع تضيفهم للحساب وهجيبهملك آخر الشهر.
زفر بصوت مسموع وهو يشيح بوجهه جانبا وقال بصوت مرتفع قليلا وقد بدى نزقه
استغفر الله العظيم يا أنسة خديجة كده هيبقى كتير مانت عليك خمسين جنية قديمة يعني أنت أخر الشهر هتجبيلي