رواية في قبضة الاقدار الفصل الرابع عشر بقلم نورهان العشري
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
تجلي في نبرتها حين قالت متصنعة الإندهاش
إيه دا يا حسام مش دي فرح يافرح يا فرح
أوقفها نداء تلك الغبية فقد كانت تنوي المرور دون أن تلتفت إليهم و لكنها اضطرت إلي رسم إبتسامة مجامله و هي تتوجه إلي مكانهم و داخلها يتمني لو ېحترقا في الچحيم
أهلا يا مها اذيك
أذيك يا فرح عامله إيه
فرح بتحفظ
مها بتخابث
إيه مش هتسلمي علي حسام
فرح بثبات يتخلله المكر و قد أدركت ما ترمي إليه تلك المرأة
لا مانا سلمت عليه الصبح هو مقالكيش أننا أتقابلنا و لا إيه
تبدلت الأدوار و نجحت في زعزعة غرور و ثبات غريمتها التي التفتت تناظر حسام پغضب و لكنه كان في مكان آخر فقد كانت كل أنظاره متوجهه إلي تلك التي لم ينساها و لو للحظه بل كانت تحتل جزء كبير من تفكيره طوال تلك السنوات و اليوم ظهرت أمامه بكل هذا الجمال و كأنها أقسمت الإنتقام من قلبه بأقسى الطرق لذا لم يكن ينتبه لما يحدث حوله فقط عيناها و وجهها و عطرها و حضورها الطاغي.
فرح
التفتت تناظره بغرور لاق بها كثيرا و لكنها وجدت عيناه قاتمة بشكل لفت انتباهها و خطواته التي كانت تقترب منهما و كأنها تتوعد لهم علي جرم لا تعلم عنه شئ و ما اذهلها هي عندما وجدته يقف بجانبها ملاصقا لها بينما عيناه ترسل شرارات جحيميه لذلك الذي استنكر حضور سالم الطاغي و قربه منها بهذا الشكل فلم يكد يتحدث حتي تفاجئ منه يوجه أنظاره إلي فرح قائلا بخشونة
أجابته بهدوء
أبدا أنا كنت جاية بس قابلت ناس أصحابي و وقفت اسلم عليهم
ثم ألتفتت تنظر إلي حسام بعينان يحملا الكثير من التحدي و قالت بلباقة
بشمهندس حسام الصاوي كان زميلي في الشركة و دي مدام مها مراته
عندما ذكرت اسمها أرفقت نبرتها ببعض السخرية التي تجلت بوضوح في عيناها مما أغضب مها كثيرا و لكن كان هناك حوار آخر يدور بين الرجال و بقدر صمته كان يحمل الكثير من الشحنات المحملة بالڠضب و التحدي و الوعيد الصامت الذي قطعه حين أومأ برأسه بلامبالاة تجلت في نبرته حين قال
ثم وجه أنظاره أليها قائلا بفظاظة
يالا عشان منتأخرش .
لم تكد تجيبه حتي شعرت بذراعه التي أقتربت من خصرها فحاولت قمع أنتفاضة جسدها و إلتفتت متوجهه إلي حيث أشار بيده الآخري حتي لا تسمح له بملامستها و قد كان شعور عارم بالإنتصار يملئ داخلها مما جعل دقاتها تتقاذف بين جنبات صدرها و أنفاسها تتسارع غافلة عن عينان كان الحجيم يلونهما فقد كان يتحكم بأعصابة بقوة حتي لا يعود أدراجه و يقوم بتلقين ذلك الوغد درسا لن ينساه طيلة حياته . و الحقيقة أنه يمنع نفسه بأعجوبة من فعل ذلك منذ ساعات مضت. فهو ما أن رآها تذهب و تستقل المصعد حتي شعر بشئ ما داخله جعله يسير خلفها و استقل المصعد الآخر متوجها إلي الطابق الذي توقف به مصعدها و ما أن وصل إلي طابقها حتي قام بفتح الباب ليتفاجئ بها تقف أمام ذلك الرجل الذي كان يلتصق بها و عيناه تأكلانها بشكل جعل الډماء تندفع إلي رأسه و غلي صدره من شدة الڠضب و ما أن هم بالذهاب خلفها و لكم هذا الغبي حتي تفاجئ بها تنطق إسمه . إذن هذا هو الرجل صاحب تلك الورقة اللعېنة التي وجدها البارحة بمكتبه ! يعني هذا بأنه ذلك الخطيب المزعوم الذي تركته و فضلت شقيقتها عليه .
كان شعورا قاس لا يرحم و قد تجرعه مرتان في يوم واحد فهاهو رآها تقف معه للمرة الثانيه فإجتاح أوردته تيارا جارفا بالڠضب الچحيمي مما إلتقمته عيناه قبل دقائق رافقه شعورا مقيتا بالغيرة الذي لا يعرف كيف وجدت طريقها إلي قلبه ! و التي كانت كنيران ملتهبة ټحرق أحشاؤه من الداخل و تبعها صدمة قويه إجتاحت عقله حين وصل إلي تفسير كل ذلك الألم الممېت الذي يملئ صدره و هو أن تلك المرأة أصبحت تعني له الكثير !
كانت عيناه تستقر علي ملامحها بطريقه توحي بأن الناظر إليها قاټل محترف و هي ضحيته التاليه! فقد كان يراقب تخبطها و ثباتها الواهي بعينان قاسيه تشتعل بنيران حاړقة لن ترأف أبدا بۏجعها الذي كان ينخر بداخلها بلا رحمة و لسوء حظها فقد تضاعفت تلك النيران و تعاظم الڠضب إلي أن أصبح بنكهه الچحيم حين وجد ذلك الشخص القادم من الخارج و الذي من فرط تأثره بها كانت عيناه تلتهمها إلتهاما خاصة و هي في هذا الثوب البديع و لأول مرة يراها تستخدم أسلحتها الفتاكة في حرب غير عادلة لا يعرف كيف أقحم نفسه بها و لكنه حتما سيخرج منها رابحا رغما عن كل شئ و أي شئ .
بينما كانت تحاول إعادة تنظيم أنفاسها و دقات قلبها الهادرة تفاجئت بيد غليظة تمتد لتمسك بمرفقيها تجذبها پعنف لم تعتاده أبدا و لم تستطع فهم ما يحدث إلا عندما وجدت نفسها في حلبة الرقص محاطة بأصفاد فولاذية طوقت خصرها و آخري أحكمت الإمساك بيدها حتي ظنت أنها سوف تتحطم بضغطه آخري .
سا . سالم بيه هو في إيه
هكذا خرج الحديث مقطعا من بين أنفاسها المقطوعة و التي لم يغفل عنها
أنتي شايفه إيه
قساوة نظراتة و حدة نبرتة و خشونة لمساته كلها أشياء تنذر بحلول عاصفة هوجاء قد تكون هي أول ضحاياها
هو حصل حاجه
حاجه زي إيه
أجابها بحدة لم يحاول إخفاءها بينما أشتدت قبضته حول معصمها فقامت بلعق شفتيها الجافتين قبل أن تقول بنبرة ثابتة
حضرتك شكلك متضايق . يعني أنا عملت حاجه ضايقتك..
قاطع حديثها بصرامه أخافتها
محدش يقدر يضايقني . و خصوصا أنتي
شهقت لصراحته الفجة و أشتعل فتيل ڠضبها من رده الوقح و لكنها لم تستطع إجابته إذ تفاجئت به يقوم بلفها كالأميرات و من ثم أعادها إلي وضعها
السابق و التي لم تكن منتبهه له في ظل صډمتها و قد أغضبها ذلك فقالت بصوت حاد قليلا
لو سمحت عايزة أرجع عالترابيزة .
لا ..
كانت إجابه قاطعة صارمة متبوعة بنظرات مخيفه صډمتها و لكنها حاولت تجاهلها و قالت بحنق
بس أنا مش عايزة أرقص
مسألتكيش عن رأيك . سالم الوزان لما بيعوز يعمل حاجه مبيسألش !
الآن ظهر ما يخفيه خلف لباقته ! هكذا أخبرها عقلها و برقت عيناها للحظة من رده و ظلمة عيناه التي أشتدت بلا هوادة و لكن فاض بها الڠضب و بقوة لم تعرف من أين أتتها قامت بإنتزاع نفسها من بين براثنه و دفعته ببسالة أنثي إعتادت ترميم حطامها من جديد هتفت صائحة بصوت حاولت أن يبدو غليظا
و أنا متخلقش اللي يمشيني على مزاجه أو يخليني أعمل حاجه ڠصب عني ..
يتبع ...