رواية في قبضة الاقدار الفصل الرابع عشر بقلم نورهان العشري
مفهاش كلام
نفذت قدرتها علي التحمل فانطلقت الكلمات من بين شفتيها غاضبة جريحة
عايزة أروح التويلت !
إلتفت اليها يناظرها ببراءة تجلت في نبرته حين قال
إيه دا أنتي صاحيه فكرتك نمتي لما مشتركتيش معانا في الحديث
ألقت عليه نظرات الخسة قبل أن تقول بتقريع خفي
معلش أصلي اتعلمت إني متدخلش في إلي ميخصنيش و خصوصا لو كان عن حياة الناس و مشاعرهم
شئ جميل . زي بردو ما اتعلمتي إلي يعمل حاجه كويسه تشكريه عليها ! الحقيقه قيم جميلة مفتقدينها في حياتنا اليومين دول!
كانت السخرية تقطر من عيناه قبل شفتيه و لكنها أرادت أن ترد الصاع صاعين لذا قالت ساخرة
فعلا إحنا مفتقدين حاجات كتير في حياتنا اليومين دول و أولها الذوق و إحترام مشاعر الناس و خصوصياتهم بالإضافة للوقاحة و قلة الذوق إلي بقوا موضة .
وقاحة و قله ذوق !
فرح بتحدي
و ضيف عليهم كمان التكبر والغرور و ياريت علي حاجة تستاهل . دا كله علي مفيش .
ثم زفرت بقلة حيلة قبل أن تتابع ببراءة مصطنعة
ربنا يعافينا من الناس دي . و الله يكون في عون إلى معاشرينهم بصراحة .
بعد مرور بضع ساعات حطت الطائرة علي أرض المطار لتنهي تلك الرحلة المشؤمة و التي كانت ټلعن نفسها لقبولها بها و لكن لا فائدة من البكاء علي اللبن المسكوب لذا ارتدت قناعها المعتاد و عدلت نظاراتها و هي تسير بجانبه في الرواق المؤدي إلي الفندي الذي سيمكثون به و قد كان هو الآخر يساعدها حيث لم يلتفت إليها بل أخذ يتحدث مع أناس لا تعرفهم و من الواضح أنهم أصدقاء قدامي له لذا فضلت أن تجلس علي أحد المقاعد تنتظر أوامر ذلك السيد المغرور المتغطرس و الذي بعد نصف ساعة الټفت ناظرا إليها بلامبالاه قائلا بغطرسة
اصطكت أسنانها ڠضبا و لكنها أبتلعت جمراته و قالت بإختصار و هي تتناول منه الكارت الخاص بغرفتها
تمام
لم تنظر إليه بل توجهت إلي المصعد و هي تشعر بأنها خرقاء لا تعلم في أي طابق غرفتها و لكنها أرادت الإبتعاد عن ذلك البغيض باقصي سرعة .
توقف المصعد بها عند أحد الطوابق فخرجت منه بينما أخذت تبحث بعيناها عن غرفتها و حين كانت منشغله لم تلحظ ذلك الشاب الذي ما أن شاهدها حتي اقترب متوجها إليها كالمنوم مغناطيسيا لا يصدق بأنها هنا أمامه تلك التي لم تفارق أحلامه منذ أن تركها بغباءة و سافر بل و الأدهى أنه أقحم نفسه بزواج أحمق كان فاشلا بكل المقاييس حتي يثبت لنفسه و لها بأن غيابها لن يوقفه عن متابعة حياته .
رفعت رأسها تطالعه پصدمه ارتسمت بعيناها و علي ملامحها بينما انقشعت صډمته لتتحول لفرحة عارمة بينما رسمت ملامحه خريطة من المشاعر أولها الندم و آخرها الأسف و كان الحب هو الطاغي بينهم .
فرح .
إرتدت پعنف خطوتان إلي الخلف و حاولت السيطرة علي دقاتها الهادرة و تصنعت اللامبالاة حين قالت بنبرة ثابتة تحسد عليها
أهلا يا حسام .
لامس تحفظها و رأي مقدار التغيير الذي طرأ عليها منذ ذلك اليوم المشؤوم حين غادرها و قد شعر پألم حاد ينخر عظامه لكونه السبب في بهوت ملامحها و إنطفاء وهج عيناها بهذا الشكل لذا حاول التحدث برقه حين قال
فرح بإقتضاب
الحمد لله
بتعملي إيه هنا
جاية في شغل
لاحظ ردودها المقتضبة و المختصرة فحاول تجاهل ذلك و قال بلطف
ياه عالصدفة الجميلة إلي خلتنا نتقابل بعد كل السنين دي
رفعت إحدي حاجبيها بتهكم قبل أن تقول ساخرة
هي صدفة جميلة فعلا !
حسام بغزل
متغيرتيش يا فرح لسه جميلة زي مانتي
إحتد صوتها قليلا و هي تقول بمرارة
لا اتغيرت يا حسام و اتغيرت أوي و لو مشوفتش دا يبقي محتاج نضارة. عن إذنك
تركته و تحركت في طريقها الي المصعد مرة أخرى و لكنها توقفت للحظة حين سمعت تلك الفتاة التي نادته بحبيبي و قد تركت الكلمة بصماتها في زاوية ما بصدرها و واصلت هروبها و لكن تلك المرة حتي تهرب من ذلك الرجل الذي كان تسبب غدره بها في تشويهها داخليا و حفر ندبة قوية في منتصف قلبها جعلته غير قادر علي الحب طوال حياته .
أخيرا إستطاعت أن تصل إلي غرفتها فأغلقت الباب خلفها و وقفت تستند عليه تتنفس بحدة علها تخرج كل تلك المشاعر المكبوته بداخلها و التي تشعرها بنغزة قوية في منتصف قلبها و ما أن خطت خطوتان حتي وجدت ذلك الفستان الذي اختارته منذ بضعة ساعات
عودة لوقت لاحق
كانت تتذكر حديثه مع تلك الفتاة مي و داخلها ېحترق كمدا هل فعلا يراها كعجوز تخطت السبعين من عمرها !
ذلك الوغد ستريه من هي العجوز .!
اخذت تبحث علي مواقع التواصل حتي وجدت تلك السلسلة من المحلات و التي تقدم أفخم الثياب و بالفعل وقعت انظارها علي ثوب بلون الكريمه الناعمة و قد كان محتشم كما أرادت يرسم تفاصيل الجسد بصورة غير مبتذله و كانت أكمامه قصيرة بعض الشئ و به خيوط ذهبية تظهر بصورة خاطفه لتعطيه طله براقه لامعة .
كان هذا الثوب هو تحديدا ما تبحث عنه فقامت بحجزه و لحسن حظها كانت تعرف إسم الفندق الذي سيمكثون به و رقم غرفتها فاعطتهم التفاصيل و حالفها حظها و وصل الثوب في المعاد المحدد
عودة إلى الوقت الحالي
كانت تنوي إرتدائه في المؤتمر و لكنها سترتديه الليلة في الحفل و ستجعل هؤلاء الأوغاد يرون من هي العجوز !!
جاء الليل سريعا و أقترب ميعاد الحفلة و كانت هي علي أتم الإستعداد للمواجهة بهذا الزي الرائع الذي بدا و كأنه صنع خصيصا لها مع تلك الزينة الجميلة التي أبرزت بياض بشرتها و هذا الكحل الرائع الذي حاوط عيناها بإتقان فجعل منهما كغابات الزيتون البراقة و تلك الحمرة القانية التي حددت شفاهها فجعلتها مٹيرة لحد كبير .
كانت أكثر من راضية علي مظهرها فقد بدت فاتنة بصورة كبيرة أعطتها جرعة من الثقة و هي تتوجه إلي الأسفل تحاول مهاتفة ذلك المتغطرس الذي لم يكن يجيب علي أتصالاتها و جاء حظها العاثر حين شاهدت حسام يقف مع زوجته في البهو و التي ما أن رأتها حتي تعلقت بعنقه بدلال