رواية في قبضة الاقدار الفصل الرابع عشر بقلم نورهان العشري
كل أصحاب الشركات إلي تعرفيهم !
ذلك الرجل يستطيع أن ينافس علي لقب بطل العالم في الأستفزاز و التعجرف . كم تتمني لو أنها تستطيع أن تمسك بحاسوبها و تهوي به فوق رأسه اليابس هذا و تحطمه . فهذا هو الشئ الوحيد الذي سيجعلها تتنفس براحة
هسهست پغضب
اللهم طولك يا روح
سالم بتهكم
شاطرة قولي الدعاء دا علي طول . عشان أنتي محتاجه فعلا !
في حاجه معينه هتبقي محتاجها مني
رقع رأسه ناظرا إليها بعينان صقريه تخفي داخلها أكثر مما تفصح فسارعت بتفسير معني حديثها قائله بنبرة متزنه
أقصد في الترتيبات و كدا .
تحولت عيناه إلي الحاسوب أمامه و قال بإختصار
لا ..
أول ما نوصل هيكون في أي اجتماعات أو..
لما نوصل هتعرفي !
أبتلعت حنقها من رده المستفز و قالت بنفاذ صبر
تمام برنامجنا هيكون إيه عشان أقدر أنظم وقت حضرتك هناك .
كرر جملته السابقه بنفاذ صبر
لما نوصل هتعرفي !
جعلها رده تحترق كمدا من ذلك المتعجرف المغرور و الذي لسوء حظها مجبرة علي التعامل معه و التحلي بالصبر لكونه رب عملها بل أسوء رب عمل قد يقابله المرء في حياته و قد قررت بداخلها أن تتركه يذهب إلي الچحيم فقامت بغلق حاسوبها و إدخال دفتر ملاحظاتها إلي الحقيبه و هي تقول بنفاذ صبر
في !!
أجابها بإختصار بينما عيناه تناظرها بحنق لا تعرف كنهه فقامت بإمساك قلمها و دفتر ملاحظاتها و قالت بعمليه
اتفضل أقدر أساعدك بأيه
تسكتي !
برقت عيناها من صدمة كلمته و التي أتبعها پصدمه أخرى جعلت الډماء تفور في أوردتها ڠضبا
ياريت تسكتي عشان أعرف أركز في إلي بعمله !
تمام .. هسكت
أطلقت جأشة مكبوته من أعماق صدرها و هي تنظر إلي النافذة تحاول تناسي ذلك البغيض الذي يجلس أمامها كتمثال حجري لا يمت إلي البشر بصله بل كان أسوأهم علي الإطلاق و هي الغبية التي كانت تنجرف نحو مخططاته بكل سهولة و في اللحظة التي تتخذ قرارها بالإبتعاد عنه حتي تجد نفسها تنغرز معه أكثر و قد كان هذا ثاني شئ يغضبها في هذا الحياة بعد وجوده فيها .
سالم بيه ازي حضرتك
أومأ برأسه قبل أن يقول بتحفظ
أهلا
الفتاة بلطف
أنا مي صاحبة حلا . حضرتك مش فاكرني و لا إيه
لم يتذكرها علي الفور و لكن عيناه ألتقمت تلك التي كانت تتابع الموقف بعينان يأكلهما الفضول لذا إرتخت ملامحه قليلا قبل أن يقول بإبتسامة جميلة
تهللت أسارير الفتاة التي قالت بإمتنان
أنا كنت حابة أشكر حضرتك جدا أنك أدتني فرصة للشغل هنا . أنا كنت محتجاها فعلا .تقريبا حلا قالتلك علي مشكلتي وو
هنا تذكر تلك الفتاة التي ظلت حلا تستعطفه و تتوسل إليه لأسبوع أن يجد لها وظيفة بعد أن أهاننها زوجها و سرق جميع متعلقاتها لذا تحدث مستدركا
آه أنتي إلي كنتي متجوزة واحد زميلك و تقريبا أطلقتي
الفتاة بحزن طفيف
فعلا . هو مطلعش قد المسؤوليه و كان عايزني أنا إلي اصرف عليه و أستغل حبي ليه كتير و لما رفضت الوضع دا بهدلني و أخد حاجتي كلها و
قاطع إسترسالها في الحديث فلم يكن يهتم لقصتها بل كان يجاريها في الحديث لسبب خاص بداخله لذا قال بإعجاب
بس أنا شايفك دلوقتي أحسن
عادت الإشراقة الي وجهها لدي سماعها كلماته و قالت بلهفة
آه الحمد لله أنا كنت فين و بقيت فين بس صدقني يا فندم والله بصعوبة قدرت أتغلب عالي شفته !
سالم بتخابث
الحقيقة يا مي أنتي من الشخصيات الجديرة بالإحترام يعني إلي مريتي بيه مكنش قليل و أنك تقدري تتخطيه في وقت قياسي كدا . بحييكي بصراحه
انشرح صدرها لحديثه فقالت بعدم تصديق
دا بجد يا فندم
طبعا
كانت تراقب ما يحدث بأعين جاحظه من فرط ذهولها فهل هذا الكائن المتحضر هو الوقح الذي كان يحادثها منذ قليل بل و يطلق كلمات الغزل و الإطراء التي ظنت أنها لا وجود لها في قاموسه
كانت غاضبه بشدة لا تعلم السبب و لم تبحث وراءه كثيرا أو فضلت عدم البحث تعلم بأن النتائج سوف تكون غير مرضيه لها و لكن ما يعتريها كان رغما عنها لا تمتلك القدرة لردعه أو قمعه !
قاطع شرودها لهفة الفتاة التي إرتسم الهيام علي ملامحها قبل أن تقول بنبرة رقيقه خجلة
والله دا شرف كبير ليا يا سالم بيه أن حضرتك تقول في حقي الكلام الجميل دا
تابع لعبته التي من وجهة نظره أتت بنتائجها و قال بإطراء
أنتي تستحقي كل خير و لازم تبقي فخورة بنفسك .
الفتاة بإندهاش
والله يا فندم كلام حضرتك دا شهادة أعتز بيها
كانت عيناه الماكرة ترصد حركات فمها المرتعشة و يدها التي كانت تشتد علي مقبض المقعد الخاص بها لذا قرر أن يضرب في أكثر الأماكن حساسية فتابع بتخابث و هو يضغط علي كل حرف يتفوه بها
تستحقي كدا و أكتر يعني بعد كل إلي أتعرضتيله من واحد كان جوزك و قدرتي تتجاوزيه في فترة قليلة. و ترجعي للحياة من جديد و كمان أثبتيلي نظرية أن الست بتحلو جدا بعد الإنفصال
يا فندم مش عارفه أقول لحضرتك إيه دا حضرتك إلي عنيك جميلة والله .
تجاهل إطرائها و تابع بقسۏة يعلم بأنها ستلاقي صداها لدي تلك التي كانت الكلمات تخترق أعماقها من الداخل
أنا أعرف ناس تانيه غيرك خرجوا من علاقات فاشله و يمكن متعرضوش لربع إلي أتعرضتيله و مع ذلك أثرت عليهم بشكل كبير داخليا و خارجيا بقوا تشوفيهم تقولي دول عندهم سبعين سنه !
تمتمت فرح پصدمه
سبعين سنة !!
تظاهر بأنه لم يسمع كلمتها و تابع بتهكم
حتي بعد ما مرت سنين مقدروش يتخطوها و لسه بيحتفظوا بذكريات منها !
قال جملته الأخيرة بنبرة يشوبها الحنق لتجيبه مي بإندفاع
دول يبقوا أغبيه يا فندم !
قاطعها بتسليه
تصدقي هي أغبيه دي أدق وصف ليهم !
تابعت مي تؤكد علي حديثه
فعلا إلي يحبس نفسه في علاقة مشوهة أخدت منه أكتر ما ادته . و يسمح ليها كمان أنها تأثر عليه بعد كدا يبقي شخص غبي
سالم بتسلية و عينان يغلفهما المكر
حصل . غبي و ستين غبي