الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بك احيا الفصل السادس بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

خسارة شقيقتها أو تظهر بغضها له وتطلب منه الرحيل للأبد وألا يريها وجه ثانية! وكل هذه التخيلات البغيضة ثبتت قدماه في الأرض أكثر حتى أن أول خطوة فعلها أنه عاد للخلف بدلا من التقدم! احتقنت عيناه بالدموع وهو يلتف عائدا وهرول للمصعد.. وبدلا من أن يهرول إليها هرول منها وتبا لسخرية الحياة!!!
________________
مسحت دموعها حين استمعت لصوته يحدثها برفق
_ كفاية كده بقى بقالنا كتير هنا وانا قولتلك خمس دقايق بس.
اومأت برأسها وهي تلتف له ليري عيناها المحمرتان وأنفها الذي لم يبدو أفضل حالا فوجد ذاته يواسيها بتلقائية
_ صدقيني هتكون بخير ان شاء الله ادعي ربنا بس واتماسك.
مسحت عيناها جيدا وهي تردف بنبرة خاڤتة وعيناها تطالع الأرضية بتأثر بحالة والدتها
_ ان شاء الله.
سألها بفضول
_ هو محدش معاك
نفت برأسها مجيبة
_ لأ بابي مسافر بره في شغل اصله عامل بيزنس خاص بيه في ايطاليا ومن اكبر ال business men رجال الاعمال هناك عشان كده للاسف ميقدرش ينزل فجأة كده من غير ما يرتب أموره والي حصل لماما حصل فجأة بس ان شاء الله هينزل خلال يومين... سوري شكلي رغيت كتير كالعادة.
قالت الأخيرة بحرج وهي تعيد خصلات شعرها المتهدلة خلف أذنها ليبتسم لها بود وهو حقا يشعر بالتسيلة من حديثها
_ لا ابدا بالعكس رغيك مش ممل خالص ده مسلي يلا نخرج بقى قبل ما نتقفش هنا واترزع حتة مخالفة القوانين تنقص نص مرتبي.
ضحكت وهي تخرج مجاورة له
_ لا وعلى ايه الطيب احسن انت برضو عملت معايا معروف عمري ماهنساه.
ضيق ما بين حاجبيه بضيق مصطنع وهو يشيح بيده معترضا
_ لا مانا مش لسه هستنى اشوفك تنسيه ولا لأ انا احب أخد رد معروفي وقتي لو سمحت.
ابتسمت باتساع على مرحه وقالت وهي تنظر له بينما يسيران
_ ارده ازاي طيب
رفع كتفيه پغضب مصطنع قائلا بشفاه مذمومه
_ لو مهتمة كنت عرفتي لوحدك.
ضحكة عالية خرجت منها فجأة جعلته يتوقف محله وينظر لها بدهشة وهي وضعت كفها على فمها سريعا مدركة ان ضحكتها كانت اعلى من اللازم وجدته ينظر حوله ليجد البعض يطالعهما باستغراب فأي مجذوب هذا يطلق ضحكة عالية كهذه في مستشفى! رفع كفيه معتذرا وهو يقول
_ اسفين يا جماعة هي بس اټصدمت من حالة والدتها فده رد فعل انعكاسي مش اكتر.
استمع إلى أحد السيدات تقول بشفقة
_ ربنا يلطف بيك يابنتي.
هز رأسه بحزن وهو يشير لها بالتحرك ضغطت على أسنانها بضيق قبل أن تهمس له وهي تناظره بنظرات طفولية غاضبة
_ بقى بتطلعني مچنونة! طب والله ما ردالك حاجه هه..
انهت حديثها وهي تتركه وتهرول بخطواتها الغاضبة للخارج ليضحك بخفوت وهو يهمس لذاته متعجبا
_ ايه البت دي!
انتبه لأحد يهتف باسمه فتركه وتحرك ليتابع عمله وعقله طوال اليوم لم ينفك عن تذكرها والابتسام تلقائيا!
_____________________
وضعت كوب الشاي الساخن أمام عمها الذي فتح ذراعه لها وهو يأمرها بلطف
_ تعالي جاري اهنه.
جلست جواره وهي تحاول أن تبدو جيدة رغم تورم عيناها من البكاء ألا أنها تحاول مداراة هذا فإن فعلت العكس ربما سيكون اليوم أشد ما تلقاه من والدتها التي تحدقها بحدة استمعت لعمها يسألها بعد أن أحاط كتفيها بذراعه
_ جرى ايه لعينك مورمة أكده ليه
وقبل أن تجيب سبقتها سرية بأسف مصطنع أتقنته
_ مخبرينش ياخوي من وجت ما صحيت وهي أكده.
_ اشيع اجبلك الحكيم
سألها منصور بلطف لتجيبه بهدوء
_ ملوش داعي حطيت جطرة قطرة وهبجى زينة.
اومأ برأسه وهو يسألها ثانية
_ جوليلي عرفتي جامعتك ايه
_ وه! جامعة ايه

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات