رواية بك احيا الفصل السادس بقلم ناهد خالد
علم أنها أخبرته باسمها فاكمل بهدوء
_ بصي يا انسة جاسمين والدة حضرتك واضح انها حالتها مش مستقرة وعموما أي حد في العناية المركزة مش صح ابدا يبقى له زيارات وده لمصلحتها خصوصا أنها مكملتش يومين في العناية.
تهدل كتفيها بحزن واغرورقت عيناها بالدموع وهي تهمس بنبرة مخټنقة
_ انا بقالي يومين مشوفتهاش.. وانا مش متعودة تغيب عني كده عاوزة بس اشوفها حتى لو من بعيد.
_ خلاص ايه رأيك تشوفيها من ورا الازاز ينفع
أشرقت ملامحها مرة أخرى وابتسم ثغرها المطلي بملمع شفاه فقط دون لون وهو تومئ برأسها قائلة بفرحة
_ ينفع.
ابتسم تلقائيا وهو يشير لها لتسبقه فثارت أمامه بحماس ظهر على حركات جسدها كطفل حصل أخيرا على ما أراد ابتسم هازا رأسه بعدم تصديق ترى ما عمر هذه الفتاة هل تجاوزت العشرين حتى! لا يصدق أنها تخطت عمر المراهقة بعد!
ترجل من سيارته بأنفاس ذاهبة يشعر أنه لا يجد في صدره نفسا واحدا لالتقاطه قلبه يرتعش وهل تعرف هذا الشعور! من جربه حتما سيعرفه ومن لم يجربه سيجده مبالغا فيه لكن على أي حال فالصدق هو ما اقوله ويشعر هو به الآن رأى الرجل الخاص به يقترب منه فوقف بثبات ينظر إليه حتى اقترب الأخير وهو يقول
باشا هي في العمارة دي الدور السادس هتلاقي حضرتك يافطة عليها اسم كمال مختار طبيب نفسي.
_ خلاص روح انت وبرضو متسحبش رجالتك من عند بيتها سيبهم يمكن نحتاجلهم هناك.
اومئ الرجل برأسه وهو يخبره بانصياع
_اوامر ياباشا بالاذن أنا يا كبير.
_ كلم طارق.
وهذه الجملة معناها مكافأة نقدية كبيرة جعلت الرجل يهلل من خلفه بفرحه
_ ربنا ما يحرمنا منك ياباشا خيرك سابق والله.
لم يهتم بأيا من هذه الثرثرة وهو يقرر ترك قدماه لتهرول لها إن وقف حتى يستوعب عقله فلن يستوعب وإن انتظر أن يستعد فلن يستعد ربما سيأتي عليه عشرة أعوام أخرى هنا قبل أن يفعل! لذا قرر ترك كل هذا جانبا والركض فقط ناحيتها...