الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بك احيا الفصل السادس بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

علم أنها أخبرته باسمها فاكمل بهدوء
_ بصي يا انسة جاسمين والدة حضرتك واضح انها حالتها مش مستقرة وعموما أي حد في العناية المركزة مش صح ابدا يبقى له زيارات وده لمصلحتها خصوصا أنها مكملتش يومين في العناية.
تهدل كتفيها بحزن واغرورقت عيناها بالدموع وهي تهمس بنبرة مخټنقة
_ انا بقالي يومين مشوفتهاش.. وانا مش متعودة تغيب عني كده عاوزة بس اشوفها حتى لو من بعيد.
تأثر من نبرتها ومعالمها التي لم يليق بها الحزن ليزفر ببطء وهو يضيق عيناه بينما يقول لها
_ خلاص ايه رأيك تشوفيها من ورا الازاز ينفع
أشرقت ملامحها مرة أخرى وابتسم ثغرها المطلي بملمع شفاه فقط دون لون وهو تومئ برأسها قائلة بفرحة
_ ينفع.
ابتسم تلقائيا وهو يشير لها لتسبقه فثارت أمامه بحماس ظهر على حركات جسدها كطفل حصل أخيرا على ما أراد ابتسم هازا رأسه بعدم تصديق ترى ما عمر هذه الفتاة هل تجاوزت العشرين حتى! لا يصدق أنها تخطت عمر المراهقة بعد!
_________________
ترجل من سيارته بأنفاس ذاهبة يشعر أنه لا يجد في صدره نفسا واحدا لالتقاطه قلبه يرتعش وهل تعرف هذا الشعور! من جربه حتما سيعرفه ومن لم يجربه سيجده مبالغا فيه لكن على أي حال فالصدق هو ما اقوله ويشعر هو به الآن رأى الرجل الخاص به يقترب منه فوقف بثبات ينظر إليه حتى اقترب الأخير وهو يقول
باشا هي في العمارة دي الدور السادس هتلاقي حضرتك يافطة عليها اسم كمال مختار طبيب نفسي.
اومئ برأسه بشرود يخبره وعيناه تنظر للعمارة التي أشار إليها كأنه يقنع عقله أن من ركض ورائها عشر سنوات تقبع هنا! يفصله بينها عدة خطوات ومصعد كهربائي فقط! رباه وكيف له أن يصدق بسهولة
_ خلاص روح انت وبرضو متسحبش رجالتك من عند بيتها سيبهم يمكن نحتاجلهم هناك.
اومئ الرجل برأسه وهو يخبره بانصياع
_اوامر ياباشا بالاذن أنا يا كبير.
عل صوته وهو يخبره للمرة الأخيرة قبل أن ينسحب من أمامه متجها للعمارة
_ كلم طارق.
وهذه الجملة معناها مكافأة نقدية كبيرة جعلت الرجل يهلل من خلفه بفرحه
_ ربنا ما يحرمنا منك ياباشا خيرك سابق والله.
لم يهتم بأيا من هذه الثرثرة وهو يقرر ترك قدماه لتهرول لها إن وقف حتى يستوعب عقله فلن يستوعب وإن انتظر أن يستعد فلن يستعد ربما سيأتي عليه عشرة أعوام أخرى هنا قبل أن يفعل! لذا قرر ترك كل هذا جانبا والركض فقط ناحيتها...
وأثناء صعوده في المصعد أخذ عقله يدور كدوران عقرب الساعة دون توقف يتسائل هل سيعرفها حينما يراها أم عشر سنوات نجحوا في تغيير ملامحها! يقولون أن الشخص مهما كبر يظل يحمل طيف من ملامح طفولته وهو لم ينسى ملامحها يوما إذا سيجد بها شيئا يخبره أنها خديجة أم أن قلبه سيتعرف عليها أولا كما يفعل دوما! وهي هل ستعرفه هل ستشك حتى بأنها رأت هذه الملامح سلفا! لا يعلم وعقله متخبط في الحيرة وبين ترجيح رأي وآخر ورغم حماسه لاللقاء إلا أنه يريد الفرار بعيدا من كثرة خوفه منه وياللعبث مراد وهدان ېخاف من شيئا!! ولكن دوما كان أي شيء يرتبط بخديجة غير..
خرج من المصعد ليرى اللافته أمامه اذردر ريقه بتوتر بالغ حتى تحركت تفاحة آدم لديه بوضوح رفرف بأهدابه أكثر من مرة وقبض على كفه عدة مرات يقبضه ويبسطه يشجع قدماه على التحرك لكنها لا تفعل وعقله بات يتخيل أبشع السناريوهات عن ردة فعلها كأن تطرده أو تصرخ بوجهه ملقية اللوم عليه في

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات