الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بك احيا اخر طوق للنجاة الفصل الثالث عشر بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

صلوا على أفضل خلق الله متنسوش اللايك يا سكر 
الفصل الثالث عشر حظ عاثر
الأيام تمر حتى وإن بقينا نحن في نفس مكاننا دون خطوة زائدة الأيام تسير ولا تنتظر أحد عقارب الساعة لن تتوقف لأجل أحد وتقلبات الزمن لا تخضع لأحد ولا تشفق بأحد ولا تحدث وفقا لرغبة أحد فصدق من قال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ديسمبر لعام ٢٠١٨...

ثلاثة أعوام كاملة مروا.. ثلاثة أعوام تغير بهم الكثير ولنسرد أهم ما تغير في حياة ابطالنا..
خديجة
تخرجت من المرحلة الثانوية بمجموع سبعون بالمئة فقط وقد كانت شعبة علمي علوم فخسړت حلمها في الالتحاق بأحد الكليات الطبية كما كانت تحلم دوما وشعرت أنها تائهة ولم يعد يفرق معها تحديدا بأي كلية تلتحق حتى أنها باتت تفكر في ألا تلتحق بأي كلية وتكتفي بتعليمها الثانوية.. فقد استهلكت بحق ما حدث معها في تلك الثلاث سنوات كان كفيلا بهدم رجل فما بالك بأنثى ضعيفة هشة صغيرة السن مثلها! ماحدث معها يفوق احتمال كل البشر يكفي معانتها النفسية وصمودها للآن لا يدل سوى على مدى قوتها حتى وإن لم تعلم هذا يدل على أنها كالشجرة ذات الجذر المتعمق لن تقدر أي رياح عاتية على كسرها.
وقفت أمام المرآة تلف حجابها الأسود حريصة ألا تظهر خصلة واحدة من شعرها وبعدما انتهت عدلت كنزتها السوداء كحال تنورتها وتأكدت أنها تغطي أردافها فهي تعلم أن ثيابها باتت تضيق عليها مع تغير جسدها وبروز منحنياته ولكن ما باليد حيلة فهي لن تقدر على جلب تنورة جديدة حتى نظرت لذاتها في المرآة بعدما توقفت عن تفقد ذاتها واصبحت تتفقد وجهها فقط.. عيناها الواسعة السوداء كعين المها المحيطة بأهدابها الكثيفة حاجبيها المنمقان وأنفها متوسط الحجم وبه استقامة شفتيها التي لم تميل للغلظه بل بدت طبيعية تماما وبشرتها الخمرية بدت فتاة عادية ليس بها ما يجذب بالعكس مع ارهاقها وتعبها والهالات السوداء القليلة التي زينت اعلى عيناها وشحوب بشرتها لحد ما كل هذا جعلها ترى ذاتها اقل من أي فتاة عادية لوت فمها بمرارة وهي تسير بكفها على وجنتها وتغمغم
_ يعني لا مال ولاجمال ولا حتى حظ حلو في الدنيا!
صمتت قليلا قبل أن تستوعب ما قالته فغمغمت مرة أخرى بضيق من ذاتها
_ استغفر الله العظيم ايه الي بقوله ده بس الحمد لله على كل حال.
عادت تنظر لتنورتها وهي تستدير لتصبح بجنب وعوجت رأسها لتنظر لأسفل ظهرها فضيقت ما بين حاجبيها بضيق وهي تقول
_ برضو ضيقة البلوزة مش مغطية وقصرت هي كمان.
عادت تقف كما كانت معتدلة وفكت حجابها لتلفه بوضع يجعل معظم الحجاب خلف ظهرها ولكن طوله لم يصل للطول الذي أرادته تفحصت ذاتها مرة أخرى لتجد الوضع لم يتحسن فنفخت بانزعاج وهي تقول
_ يوووه بقى! اعمل ايه تاني! ايش حال ماكنت باكل طقة اه وعشرة لأ! نفسي افهم بس جسمي ده بيتخن من الهوا! ياربي اعمل ايه بقى معنديش حل تاني والله هنزل بقى وربنا يسامحني على ما اقدر اجيب جيبه تانيه اوسع او فستان.
التقطت حقيبتها واتجهت لخارج الغرفة لتجد شقيقها مصطفى يجلس فوق الأرضية ويضع كتبه أمامه منحنيا يذاكر دروسه فهو في المرحلة الاعدادية ابتسمت بحنو وهي تتجه نحوه متسائلة
_ ايه يا صاصا الي مقعدك كده بس ضهرك هيوجعك.
رفع رأسه لها وهو يردد ساخرا
_ لا حوشي الانترية الي سايبه وقاعد على الأرض.
رمشت باهدابها بحرج من رده وغمغمت بهدوء
_ مش قصدي بس قصدي

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات