رواية عقاپ إبن البادية الفصل التاسع والعاشر بقلم ريناد يوسف
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
٩-١٠
رواية عقاپ ابن الباديه الفصل التاسع بقلم ريناد يوسف
انتفض محمود وهو يسمع الكلمات التي همست له بها عايده ورد عليها وهو يجز على اسنانه انت اټجننت يا عايده انت هتعملي زيهم هتزهقي نفس
ردت عليه عايدة بنفس نبرته ونفس اسلوبه وپغضب مستتر وراء ملامحها التي تمثل الثبات
لو هتسميه جنان يا محمود اعتبرني اټجننت اټجننت لما بحاول ادوق اللي اذاني زعلتي من نفس الكاس اللي بيشربنا منها اټجننت لما بحاول اخذ طار تعبك في الايام اللي فاتت وۏجع قلبي عليك وخۏفي وقلقي وړعبي احسن تجرالك حاجه واخسرك..
ولو فيه حاجه غلط ومش منطقية فهو موقفك وسلبيتك وانك مخلي اخواتك فبيتك وجنبك وانت عارف انهم تعابين متربصين بيك وبأولادك وفلوسك.. ومتقوليش عدوي اقرب من صديقي ولو بعدو هيأذوني اكتر والكلام الفارغ ده.. لاني بصراحة مش مقتنعة بيه ولا هقتنع مهما حاولت تقنعني.
صمت محمود ولم يجد مايقوله لها فكل الحق معها وهو نفذت حججه واقاويله ولكنهم وصية ابيه وأمانتة التي أؤتمن عليها لقد طلب منه ابيه وهو على فراش المۏت الا يفترق عن إخوته او يتركهم مهما حدث
واخذ منه عهد بذلك وعلى الرغم من أن اذيتهم له تنقض جميع العهود..
هو يعلم جيدا ان كل هدفهم النقود في الوقت الحالي ولكن مايحركهم نحو النقود هو الحقد والغل والغيرة منه ومن علمه ومكانته وكل هذا لن يبارح قلوبهم حتى وإن استولوا على جميع مامعه
يحيى منذ الصغر وهو يضع نفسه في مقارنة دائمة معه ويقيس حياته عليه ومع كل اختلاف وتميز لصالح محمود يزداد الكره والحقد.
كان يعتقد محمود ان عند مۏت ابيه سينتهي كل شيئ وأن تفضيله لمحمود هو السبب ولكن للاسف ترحل الاشخاص وتعيش الأسباب.
نهضت عايدة من جانبه وتركته وصعدت لغرفتها وأغلقت الباب عليها وأخرجت صورة ابنها الراحل وإبنها المنفي ووضعتهم أمامها واخذت تبث لهم الشوق والحنين فى صورة عبرات وتطلب من الله الصبر بمقدار ما فى قلبها من حزن.
دوق يمكن ترحم لما تحس بالألم.. كنت مستني عدالة السماء فيك بس للأسف عدالة السماء في احيان كتير بتتأخر لحكمة.. ولازم نلجأ لعدالة الارض لو مقدرناش نصبر..ورغم اني مغلط عايده لكنها بردت ڼاري بس برضو مش هخليها تكون مجرمه زيكم ولا انا هكون زيك يايحيي هفضل طول عمري احسن منك وعند حسن ظن والدي بيا وبرضوا هقابله وهقف قدامه وانا احسن منك وهيكون فخور بيا زي ماكان طول عمره.
طرق الباب وتعجب علي إغلاقها الدائم للباب مؤخرا وحين دلف وجلس بجوارها نظر لها معاتبا ولم يتفوه بحرف فإقتربت منه واخذته بين احضانها فهي تعلم أنه اتى أليها محتميا لاجئا ولا يوجد عنده طاقة لتحمل توبيخ أو لوم.. فيكفيه مايعانيه ولتبقى الامور كما هي وستنتظر لترى ماذا تخبئ لها الايام فكثرة التفكير والتدبير لا تجدي وقد خطت في الغيب الاقدار منذ وقت طويل.
مرت الايام سريعا حتى اصبحت شهورا وحان وقت إنتقال قصير مع آدم للمرحلة التالية..
فذهب للحضر وغاب نهارا كاملا ثم عاد ومعه اشياء غريبة على اهل البادية.. مولد كهربائي يعمل بالوقود وأسلاك وحقائب واثاث..
وبعده اتت سيارة كبيرة تحمل طوبا حجري ومواد بناء ورجلان.. وقاما على الفور ببناء غرفة بجوار خيمة الشيخ منصور على اعين الجميع ونظراتهم المستغربة!
فالبناء ليس من عاداتهم فإن لم يستمعوا لصوت الرياح يقاتل الخيام وينهرها ليلا لا يغمض لهم جفن
فمن ذا الذي قرر ان يستغنى عن حريته وينعزل وراء الجدران لايسمع حفيف الرياح ولا اصوات الصغار ولا يستمع لكل دبة تدب على الأرض من حوله
كان قصير هو من يباشر كل شيئ وفي هذا اليوم لم يكن الشيخ منصور في البادية فقد دعي الي وليمة عند شيخ قبيلة أخرى ولبى الدعوة وعاد في نهاية اليوم ونظر لما يقوم به قصير وتبسم برضى ثم اقترب منه وسأله
يعطيك العافيه ياقصير.. قولي جبت كل اللازم
قصير
كل شي حاضر ياشيخ.. كل اللي قالوا اعليه اشتريته وذدت اعليه من حداي اثاث للغرفه.
منصور
زين زين.. ثم نظر لآدم وبقية الأولاد الذين ينقلون مواد البناء ويساعدون العمال بسعادة عارمة وكأنها لعبة جديدة يلعبونها ثم اردف وهو يناظر البناء
سوي فيه بيت راحه وخلي يشبه الحضر بكل شي وحطله صندوق الدنيا وسرير وماتخلي الكهربا تنقطع عنه.. هو الحين تعلم على حياة الباديه وعيشة الصحاري بس ما ودنا ينسى عيشة الحضر..
ووقت يرد لهله نريده يكون مثلهم مو يكون وسطهم متل غريب تايه مايدري لعيشتهم ولا يعرفلها..
من الحين يبدا علام الحضر وتاخدا معك بكل مره تنزل فيها الحضر وتعودا عالبيع والشړا والفصال وتعلمه عالجساره وتخلي عقله عقل تاجر يعرف يجيب القروش من بطن الصخر.
قصير
تأمر ياشيخ كل اللي تريده بيصير واكثر بعد.
غادر منصور لينضم لبقية كهول القبيلة ويفسر لهم مايحدث فهذا من محدثات الامور عليهم ولن يرضوا إلا بتفسير من شيخهم نفسه.
وفي اخر اليوم ارسل الشيخ منصور لآدم فأجلسه أمامه وتحدث معه بجديه
إسمع وليدي.. البناء هاد الك.. بيتك او خلي نقول عزلتك اللي راح يكون فيها كل اللي تعتازه لحياتك القادمه.. عمك قصير جابلك الشي اللي يديرون منه شغل وجابلك صندوق الدنيا اللي الناس تطلع تحكي فيه وجابلك موتور كهربا وكتب واغراض للدراسه ومن غدوه راح يجولك معلمين يبتدوا معك من وين ماوجفت علام..
وراح تروح وقت مواعيد الاختبارات تختبر وترد وتاخد شهايدك من وانت بالباديه.. اوراقك كلها اتنقلت لمدرسه ببلد بعيده ماحد يتوقع انك تكون فيها ولا حد يعرفها من الاساس ووقت الاختباراا بياخدك عمك قصير تختبر وترد وياعين ما نضرتي شي.
كان آدم يستمع وفهم اغلب الحديث وود لو يسأله هل هذا كل شيئ.. هل اصبحت هذه حياته ولن يعود لحياته القديمة هل اصبح يتيم الام والأب وسيعيش وحيدا ويدرس وحيدا وستنقضى الأيام دون أن يرى أبواه مرة أخرى دون ان