الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية عشق الغرام الفصل التاسع بقلم ندي ممدوح

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

9_عشق الغرام
تأملت غرام بمقلتين مرتاعتين يمان وهو يقبل الطفلة في شغف ويلثم وجهها بقبلات متفرقة. 
يا له من حنون أن كان أبيها! 
ويا له من رجل أن لم يكن! 
يا ويح فؤادها أن خسر.. 
صرفت بصرها إلى الفتاة الباسمة في سعادة مشرقت الوجه وهي تراقبه كيف يدلل ابنتها ثم قالت في نبرة عتاب واضحة  

_تسبيح كانت مصممة تيجي تشوفك عشان تقولك إن بكرة عندها حفلة وأنت لازم تحضرها وكانت زعلانة منك بسبب غيابك الطويل عنها بس غالبا نسيت الزعل بعد ما شافتك. 
انتزع يمان عينيه كي يحولهما إلى الفتاة التي توجه له الحديث ثم تبسم لها في هدوء وهو يقول  
_تسبيح مش بتزعل مني أبدا. 
ثم أستدرك وهو يشير إليها بالجلوس  
_اقعدي يا هند أنت واقفة ليه 
فأتخدت هند مجلسا في صمت ثم حدقت في غرام فبادرت غادة تعرفهما على بعض  
_غرام دي هند بنت عمي هند دي غرام خطيبة زكريا وبتكون سكرتيرة يمان. 
فنهضت هند لتصافحها بينما راقب يمان الحوار الدائر بينهن في صمت ثم استأذنت من يمان لتنصرف فسمح لها موافقا خرجت من المكتب غائرة العينين. 
لا تدرك سببا لهذا الضيق الذي اجتاحها وأطاح بفؤادها في مقټل.. 
فؤادها الذي أحست به يبكي في صدرها دون سبب. 
أمازال خافقها حيا بداخلها.. 
يا له من ۏجع لا يحتمل.. 
أستيقظت من شرودها على فتح باب مكتبه وانبعث صوته ليسرى إلى أعماقها وهو يقول  
_خلاص كدا تسبيح هتقضي اليوم معايا وهرجعالك بالليل. 
ورأت الصغيرة وهي تضم رقبته بذراعيها وقد سلمت رأسها إلى كتفه وهي مغمضة العينين فجزت على أسنانها في فضول ولم تلاحظ رحيل هند ولا صوت غادة التي تهتف  
_غرام أنت يا بنتي مالك بكلمك. 
فرمشت بجفنيها مجفلة ثم نظرت إليها تقول في هدوء  
_نعم كنت بتقولي أيه 
غمغمت غادة موضحة  
_يمان خلص شغل وهيمشي هنخرج أنا وهو وتسبيح تحبي تيجي معانا! 
ثم صاحت نافية في إصرار  
_القرار مش قرارك أنت هتيجي معانا اصلا.. يلا. 
فأختلست غرام نظرة إلى يمان الذي رفع بصره شطرها في ذات الآن ولمحت بسمة مرت على ثغره ثم أردف ليزيل الحرج عنها  
_ياريت تيجي معانا فعلا. 
ولم تشعر بتلك الابتسامة الواسعة التي ملأت وجهها تلقائيا مع قوله وقد أحست أنها تستطير فرحا وما كادت أن تلملم أشياؤها حتى كانت غادة تجذبها من مرفقها وهي تقول
_يلا بينا. 
أخذهن إلى حديقة الملاهي وهنالك نست غرام نفسها نست الواقع الذي تحياه كانت في منأى عن البشر أجمع وأصبحت في محرابه. 
حين يبتسم في رزانة تظن أن الشمس قد أشرقت. 
وإبان تلويحت يده إلى الصغيرة تود لو يلوح لها. 
كان صديقا يؤنس الروح ويألف له القلب. 
وتطمئن إليه النفس. 
وبين الأجوحات أخذت هي وغادة يشاركن الصغيرة تسبيح كأنما عادتا صغيرتان وأكلن المثلاجات بينما راقبت الصغيرة وهي تطعمه من حلواها. 
كم هو جميل لا يكسر بخاطر أحد. 
انتهى

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات