السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الستون بقلم آية محمد رفعت

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الله مش هتوصل لكده أبدا
وانا لسه هستنى لما توصل!! مش بعيد ألقيه نازلي بسيجارتين في ايده وبيمسي عليا بيهم!!!
هبطت من الجانب الاخر ببطء مضحك وبتعب قالت 
ما تيجي ننام ونأجل الخناق لبكره والله تعبت من الجري فرهدت!!
دنى إليها بنبرة خطېرة 
ما كانت صحتك حاضرة من شوية وكنتي هتهفي السېجارة تحت مش عارف عقلك كان فين!! انتي أساسا من اول الحمل وانتي من سرير المستشفى للبيت ما بالك لو كنتي نفذتي اللي في دماغك كنتي هتنامي فين المرادي!! عارفة فين 
هزت رأسها تنفي معرفتها بالامر فمال عليها يهمس 
القرافة يا مايا لسه فاكراها ولا فريدة هانم مسحت مصطلحاتك الشعبية!! 
مسدت بيدها على بطنها بارهاق وقالت 
فاكراها سبني أريح بقى بدل ما اروحلها بحق وحقيقي 
ابتعد عنها قليلا فتمددت على الفراش باسترخاء تركها واتجه يخلع قميصه ليستعد لتبديل ملابسه وقبل ان ينتهي من ذلك خرج لها مغتاظا 
ثم اني مش قولتلك تقعدي وتستنيني!! غيرتي فستانك ونزلتي ليه
قالت وهي تتناول من طبق الكاجو جوارها 
لو متخيل اني هقعد استناك اربع ساعات بالفستان التقيل وببطني المنفوخة دي تبقى لسه مش مقدر امكانيات حالتي البائسة 
مزق شفتيه السفلي من فرط ضغطه المتعصب وهدر بغيظ 
لا مقدر جدا مهو انتي بقيتي صاحبة مزاج بقى!
وتركها وعاد يستكمل ارتداء ملابسه ليطل من جديد هاتفا بحنق 
بقى تقرفي من ريحتي أنا وتحبي ريحة السجاير!!!!! 
والقى حذائه أرضا بعصبية 
هتجنن!! 
ابتلعت العصير وقالت وهي تلتهم الشوكولا 
خلاص بقى يا عمران متكبرش الموضوع 
اتجه إليها يجذب التسالي الذي قد سبق وأعدها لها قائلا بنزق 
هو كبير أصلا يا بيبي!
وتمدد جوارها يشير بانفعال 
ودلوقتي هتيجي تننامي في حضڼي ولا أستبدلك بالمخدة
أسرعت إليه تهمس پذعر 
أجي مجيش ليه!!
كبت ضحكاته على هلعها البادي بمقلتيها فاحتواها بين ذراعيه وغفى قرير العين بعد أن انتهى من اول عدو لدغه دون حقا 

انتهى آدهم من مكالمته اليومية مع شمس وما ان استعد للنوم حتى تفاجئ بوالده يدخل بمقعده المتحرك بملامح واجمة للغاية اعتدل بفراشه يفتح زر الانارة مرددا بتعجب 
إنت لسه صاحي يا بابا!
احتفاظ عينيه باحمرارها أوضح لآدهم حالة ابيه استقام بجلسته أمامه متسائلا باهتمام 
مالك!
تحرر عن صمته أخيرا مرددا بانهزام غزى روحه قبل أن يمس جسده 
وبعدين يا عمر هفضل مفترق عن ابني كده كتير بشوفه ومحروم من اني اضمه او أسمعه بيناديني باللي المفروض بينادي بيه غيري!! هفضل ساكت وانا شايفه مكتوب على اسم حد تاني!! 
وتابع وقد ترقرقت دموعه بغزارة 
يابني أنا صبرت بما فيه الكفايا بتقطع وأنا شايفه قدامي وبسمعه بيتكلم عن أبوه ببقى نفسي أصرخ وأقوله أنا أبوك! 
زفر آدهم بضيق من خوض ذلك الحوار المتكرر فقال 
يا حبيبي انا فاهمك وعارف إنه صعب أنا كمان بخوض نفس احساسك وأنا شايفه قدامي ومش قادر أقوله اني أخوك بس صدقني ده لمصلحته ولمصلحتك آيوب متعلق جدا بالشيخ مهران ممكن يبيع الكون كله عشانه غير انه عمره ما هيتقبل اللي انت عملته!
ردد بقوة 
مش مهم انه يتقبل أو لا المهم انه يعرف الحقيقة 
لو حققتلك رغبتك هتكون بكده بنخسره بشكل نهائي!
هداه عساه يتراجع ولكنه أصر بقوله 
مش هيبعد لإن لا أنا ولا إنت هنسمحله يبعد 
وپبكاء حارق قال 
يابني معتش باقي في عمري كتير عايز أكفر عن ذنبي قبل ما أموت عايز أصحح غلطتي بنسبه لحد تاني عايزه يسامحني قبل ما أموت 
انحنى يقبل يديه معا وبتاثر قال 
بعد الشړ عليك يا حبيبي متقولش كده عشان خاطري حاضر أنا هتصرف وهشوف طريقة مناسبة اقوله بيها الحقيقة اديني فرصة أخيرة 
تمسك بيده يضغط عليها بتوسل 
اوعدني يا عمر 
هز رأسه بابتسامة محبة 
أوعدك يا صاصا! 

صباحا بالمركز الطبي الخاص بدكتور علي الغرباوي
تلقى يوسف مكالمة هاتفية جعلته يجيب بابتسامة واسعة 
بشمهندس آيوب بنفسه بيكلمني!
دكتور يوسف إزيك أخبارك ايه
أنا الحمد لله في فضل ونعمة طمني عليك إنت أمورك تمام
الحمد لله يا دكتور بصراحة ومن غير لف ودوران أنا مكلمك عشان حوار قد يكون تافهه بس يفرق معايا 
ضحك يوسف وردد بتخمين 
سيف مش كده
من بعد ما نزلت مصر أول اسبوع كان بيكلمني عادي وجيت بعد كده كنت مشغول في حوار ابن عمي ومعرفتش ارد عليه فاتفجآت بيه مبلكني من كل الحسابات والنهاردة لقيته فكك الحظر وبعتلي إنه هيتجوز بعد بكره وقبل ما ارد او أستفهم لقيته بلكني تاني!!!!!
تعالت ضحكاته صاخبا وقال بمرح
عشان كده مكتئب ومالي الفيسبوك منشورات كآبة عن غدر الاصدقاء!!
ضحك آيوب هو الاخر وقال 
شوفت يا دكتور!! أنا حقيقي مش فاهم غلطت في أيه خليه يكلمني عشان أصالحه حتى لو مغلطتش هخده على قد عقله!
والله انتوا الاتنين نكتة بتفكروني بنفسي وانا في الثانوي!! عموما حاضر لما هرجع بليل هتصل بيك وهخليه يكلمك 
تسلم يا دكتور يوسف وبعتذر لو عطلتك 
لا يا حبيبي انا تحت أمرك إنت وتفاهة سيف أخويا  
ضحكوا معا وأغلق يوسف هاتفه فاذا بالممرضة تخبره 
السيدة فريدة بالخارج تريد رؤيتك سيدي 
اندهش من الأمر ورغم غرابته الا انه قال 
ادخليها 
طلت فريدة بجاذبيتها ورقتها المعهودة تجلس قبالته بكل عنجهية وقبل أن تمنحه فرصة الترحاب بها قالت
في موضوع مهم عايزاك فيه يا يوسف وبتمنى يكون بينا ميعرفهوش مخلوق!! 

وقفت سيارة الأجرة أمام منزل الشيخ مهران تراجل منها يونس الذي يجلس بمقدمة السيارة حاملا فارس الذي غفى على ذراعيه بعد ان قضى الليل برفقة يونس بعدما اكدت له الطبيبة خروج خديجة في صباح اليوم التالي فظل بالاستقبال حتى انتهت من محلولها الاخير 
هبطت الحاجة رقية تساند خديجة التي تتألم بخفوت ېمزق قلبه دون رأفة بحاله يود لو يحملها بين ذراعيه ولا يتركها تخطو خطوة واحدة تزيد من جرحها 
صعدت للطابق الاول بصعوبة وبطئ حتى ولجت لغرفة آيوب بمساعدة رقية وسدن التي اندفعت اليهما بلهفة وحزن على حال تلك الفتاة التي سبق لها رؤيتها 
ظلت سدن برفقتها وخرجت رقية تشير لصبيانها فاجتمع آيوب ويونس حولها فصفقت بيدها بطريقة كوميدية 
يلا يا جميل منك له مشفش واحد فيكم هنا آيوب هدخل ألملك هدومك في شنطتين بلاستك وتطلع في ايد أخوك على فوق 
زم شفتيه ساخطا 
اخرتها بتطرد بشنطتين بلاستك! 
واستدار ليونس يلكزه بعنجهية 
عشان تعرف أنا مضحي عشانك ازاي!
ردد بنزق 
يا شيخ اتلهي ما انت هتطلع تقرفني فوق بكتبك ومذكرتك!!
لف يده حول كتفه بسعادة 
وده أهم ما في الموضوع زي مانت عارف امتحاناتي على الابواب ومحتاجلك عن أي وقت يابو فارس 
منحه نظرة محتقنة وقال بسخرية 
هات الهدمتين بتوعك وحصلني 
أوقفه الشيخ مهران مبتسما 
مش هتأخد الاستاذ فارس ولا مش محسوب من صنف الرجال أنا عن نفسي هنزل الدكانة ومنها للمسجد 
اتجه يونس إليه ينحني على الاريكة التي يغفو عليهاطبع قبلة عميقة على خده وهو يردد
بابتسامة جذابة 
راجل وسيد الرجال كمان 
وحمله واتجه لعمه الذي ربت على كتفه بحب 
ربنا يحفظهولك ويباركلك فيه يا حبيبي 
قبل جبينه باحترام 
ويباركلنا في عمرك يا عمي 
أشار لآيوب فحمل الأغراض من والدته ولحق به للأعلى  
مضى علي بين الطوابق مباشرا عمل الاطباء وفريق التمريض برضا تام عن اختياره إلى ان تفاجئ بأخيه يجلس على مقاعد الانتظار المعدنية المتطرفة بانحاء المركز 
رؤيته بالمركز كان مفاجأة صاډمة إليه فدنى إليه يتساءل باستغراب 
عمران بتعمل أيه هنا
مازالت الصدمة تستحوذ على معالمه فاستدار يتطلع لعلي بنظرة مطولة وكأنه يحاول بها استكشاف من يتحدث معه فتابع علي بقلق 
مالك
خرج عن صمته يخبره ببسمة بلهاء 
أمك 
تابع الاخير بدهشة 
مالها 
اجابه بنفس الابتسامة الحمقاء 
حامل!
جحظت أعين علي پصدمة وهو يراقب عمران الذي مازال يجلس على المقعد المعدني كأنه فقد القدرة على استخدام ساقيه استغل عمران صدمة اخيه وألقى اليه قنبلة أخيرة بسخرية
وجاية تسقط عند يوسف من ورا عمك! معطلها جوه على أمل إني أدخل أقنعها وأنا من الصدمة قاعد محلك سر اقعد جنبي بسرعة 
جلس علي جوار عمران يحاول استيعاب ما ألقى عليه منذ الصباح فضحك عمران ساخرا 
يعني أنا المفروض أعمل أيه أدخل اقولها سبيه وهربيه مع ابني!!! ولا همشي ازاي أنا!! هشيل ابني اللي مستنيه كمان كام شهر على ايدي واخويا على الايد التانية ولا هعمل أيه بالظبط!!! 
والټفت بجسده لعلي يصيح به بعتاب 
انت السبب قعدت تقولي نساعد عمك يتجوزها وادي النتيجة هنبقى مسخرة يا علي!!!!
وتطلع امامه يردد بهمس منصدم 
ازاي مفكرتش في الکاړثة دي! 
وصاح في اخيها بتعصب 
انت ساكت ليه ما تتنيل تقولي هنهبب أيه ولا هنمنعها ازاي من قرار التخلي عن البيبي يوسف مبطلش رن عليا وانا بقالي ساعة مرمي قدام مكتبه معنديش الجرأة اوجهه هو شخصيا! 
وحينما لم يجد رد فعل من اخيه هزه بقلق 
علي مالك 
وبتخمين قال 
انت زعلان انك بدل ما تستقبل خبر حمل فاطمة جالك خبر أمك من حيث لا تحتسب!! انت دكتور نفسي وقادر تساعد نفسك فساعدها وانجز خليها تقولي هنعمل ايه نتصل بعمك نجيبه ويعرف بمصيبتها ويطلقها ونخلص ولا نعمل ايه
يتبع

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات