رواية صرخات انثى الفصل الستون بقلم آية محمد رفعت
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
اعاده نشر الفصل في الالبوم
صرخات أنثى حبيبتي العبرية!
الفصل الستون
تجمد محله فور سماعه ما قال فلجم صمته وتطلع له بصمت يحاول به استيعاب ما نطقه للتو وردد بتلعثم
أيه اللي بتقوله ده يا يونس!!
انحنى بجسده لدرج الخزانة الأخير يجذب حزمة الكتب الإسلامية ثم دفعها قبالته على المكتب قائلا بابتسامة صغيرة
بيعملوا أيه دول في درج المكتب يا إيثان
رمش بتوتر هادرا
عادي يعني إنت عارف إني انسان فضولي حبتين فآآ
اتسعت ابتسامة يونس الخبيثة قائلا
يعني إنت بتثقف نفسك بأكتر من 28كتاب!! على بابا يالا!!
هتفضحنا يا أخي!!! ما تطلع تنشر الخبر بره في الحارة
رمش بعدم استيعاب وپصدمة تساءل
إنت أسلمت فعلا يا إيثان
أطاح صډمته فور نطقه لغزا جديدا
مش بالظبط كده
نهض قبالته مرددا من بين اصطكاك أسنانه
هو لغز!! ما تنطق بتهبب ايه بالكتب دي كلها!
مرر يده على طول شعره ممسدا رقبته وعقله يبحث عن حجة مقنعة فهمس بمكر
لقيتها
وتنحنح يرفع من صوته بعنجهية
مش أنا كنت بحضرلك مفاجأة بس إنت خرجت من السچن على غفلة ومكملتش للأسف
أممم والله! ده على أساس إني كنت في السعودية بعمل عمرة وراجع!
وحرر ذراعيه ليجذب الاخير من تلباب قميصه بعصبية بالغة
متلفش وتدور عليا وقولي الحكاية أيه
انحنى خلف يده هامسا پغضب متخفي خلف نبرته المتوسلة
السلسلة هتتقطع يا يونس كريستينا أمي هتبهدلك
ترك قميصه ومد يده ينتشل سلساله فتفحصه متسائلا بخبث
عيار كام دي يا إيثو
انتصب بوقفته يجيبه باستغراب
21 ليه
نزعها عنه وأخذ يلهو بها بين لائحته بمكر
تلزمني صاحبك مزنوق في قرشين
وتركه واتجه لغرفة المكتب الداخلية فلحق به يصيح بانفعال
وضعها بجيب جاكيته الجلدي وتمدد على الشازلونج الجانبي مستندا برأسه على ذراعيه
مستكتر في صاحبك حتة سلسلة يلبسها!
كشړ عن أنيابه پغضب
من أمته والرجالة عندكم بتلبس سلاسل ودهب يابن الشيخ مهران
تحررت ضحكة صاخبة منه فنهض يستقيم بجلسته تجاهه يلعب على أعصابه بحذاقة
شوفت ده انت حتى دي مش فايتة منك!! هتقول الحقيقة ولا آ !!
تنهد بنزق واتجه بخطواته المتهدجة يجلس جواره بصمت قاطعه يونس بملل
هنفضل قاعدين نبحلق في خلقة بعض كده كتير! انجز يابا زمان الواد نازل!
عايز أيه يا يونس مانا اتزفت وقولتلك بحب بنت الشيخ عثمان
تلاشت معالم المرح عن وجهه فأمسك ذراعه وهزه پعنف
يعني أيه!!
واسترسل پصدمة وڠضب عاصف
أوعى تقولي إنك عايز تدخل الاسلام عشان تتجوزها! إنت مش هتخدع ربنا يا إيثان!!
صاح به يوقفه عما تردد له
حيلك حيلك الموضوع مش كده
كز على أسنانه بغيظ
هتنطق ولا آ
أسرع بالحديث بحرج عما لفظه إليه
دي الطريقة الوحيدة عشان أشوفها لانها واقفة في مكتبة بتبيع الكتب الدينية فكل اسبوع بتحجج وبروح اشتري منها كتابين تلاتة عشان أشوفها!!
وزع نظراته المنصدمة بينه وبين الفراغ وبصعوبة استجمع كلماته
طيب سيبك من النص الاول للمصايب اللي بتعملها ونيجي للنص التاني معلش يعني في السؤال أنا وإنت وهي وناس حارتنا الجميلة دي عارفين انك مسيحي أيه وضعك قدامها وإنت بتشتري الكتب دي أفهم!
ابتلع ريقه بتوتر وتسلل يبتعد عن مجلسه مرددا
مهو آآ مهو آآ
شعر بأنه أرغمه بالفيلم الهندي الذي يجيد تمثيله فنهض يتجه إليه يحاول محاصرته حول الطاولة والاخر يفر من أمامه فهدر يونس منفعلا
مهو أيه
توحشت ملامحه بشكل ړعب إيثان فالقى قنبلته إليه مرة واحدة
في الأول كنت بقولها بشتريهم هدية لآيوب وكانت منبهرة بيا جدا وبأخلاقي وبعد ما سافر عشان جامعته اضطريت أقولها اني بشتريهم ليك عشان وإنت في السچن محتاج كتب دينية تسليك في محنتك السودة دي مع إن محدش كان يعرفلك طريق جرة ولا إذا كنت عايش ولا مېت عشان كده ندرت إنك لما تخرج أهديك بيهم واعملك مكتبة صغيرة هنا ولو كنت مېت كنت هطلعهم رحمة ونور على روحك!!!
قست تعابير يونس مشيرا على ذاته باستنكار
رحمة ونور عليا أنا!!
هز الأخير رأسه مؤكدا بوقاحة
أكيد عليك إنت إحنا معندناش الكلام ده!!!
احتشدت أوردته من فرط العصبية وكلما حاول أن يمسك به ركض للجانب الأخر من الطاولة المربعة فجذب يونس حزمة من دفاتر الحسابات ودفعها تجاهه انحنى أسفل الطاولة ليتفادى ما قڈف إليه فإذا بآيوب يظهر على عتبة الباب يتلقف نصيب إيثان مما دفع إليه
تأوه پألم والتف ليتفادى فارس الضړبة وقال پخوف لعلمه تلك حالة ابن عمه جيدا
طيب يا حبيبي ابنك اهو لبسته وخلتهولك برنس أتوكل أنا على الله وأشوفك بكره لو خلقك يسمح
كلبش إيثان جسد آيوب الهزيل مقابل جسد الاخير الضخم هاتفا بهلع
على فين يابن الشيخ مهران!! هتسبني مع المتوحش ده لوحدينا ده حتى ميصحش!!
تململ بين ذراعيه المحتجزة جسده العلوي هاتفت بحنق
سبني يالا يخربيتك مش قادر أخد نفسي!
تمسك به باصرار فدفعه آيوب للخلف قائلا پغضب
أوعى يا أخي بتتحامى فيا وإنت شبه درفة الدولاب!!
جحظت أعين إيثان الذي يتابع يونس المنحني خلف باب الخزانة المطولة ينتقي يدا خشبية يد مكنسة أرضية مقشة بعناية فائقة وحينما وجد غايته استدار ليجده يختبئ خلف آيوب ويدفعه تجاهه ابتلع آيوب ريقه الهادر بصعوبة
اهدى يا يونس مش كده انتوا كبرتوا على جو المقشات والكلام ده!
بهدوء مخيف هتف
ميل في جنب يا آيوب
استدار برأسه لإيثان الذي همس له
أوعا تسيب مكانك يالا فاهم!
عاد يتطلع ليونس الذي يلاعب عصاالمقشة بين يديه والشړ يتراقص بين مقلتيه كسطوع الشمس رفع آيوب يده يحاول استجداء عاطفة ابن عمه
في أيه يا يونس العمال بره يا حبيبي لو شافوكم وانتوا طايحين في بعض كده هيستهيفوكم!!
بنفس ذات الهدوء قال
ميل على جنب بدل ما تتروق معاه يا آيوب!
بنفس الهدوء قال إيثان
أوعا
محاولة أخيرة لجئ لها آيوب فقال
مش ده صاحبك اللي وقف أسد في دهرك وإنت غايب!!
همس له ايثان بضيق
متفكرهوش باللي فات هيفتكر اللي قولته من شوية وهيزود العيار!
مرر يونس عصاه واتجه لفارس الذي يراقب ما يحدث بدهشة دث يده بجيب سرواله الجينز ثم حمل ورقة من النقود من فئة العشرون جنيها أهداها للصغير قائلا بابتسامة نجح برسمها على ملامحه الشريرة
روح اشتري عصير وشبسي قبل ما نمشي يا فارس
التقط الصغير المال وغادر بسعادة فما يحدث داخل الغرفة لا يعنيه بتاتا بينما ردد إيثان پذعر
وزع الواد! يبقى ناوي على نية سودة!
لف رقبته له يسأله بارتباك
إنت هببت أيه حوله كده
ببراءة بلهاء قال
ولا حاجة كنت ناوي أطلع رحمة ونور على روحه بذمتك غلطت
اتسعت حدقتيه پصدمة وخاصة حينما استرسل ايثان
خليه يديني سلسلتي يا آيوب أمي مش هتدخلني البيت! آ آآآه!!
ابتلع باقي جملته فور هبوط أول ضړبة على ظهره مستغلا انشغاله بالحديث مع آيوب فصړخ