السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الثامن والخمسون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

صرخات_أنثى...حبيبتي_العبرية.. 
الفصل_الثامن_والخمسون.
ترقبت لحظة مس يدها بالماء المعتج بالنيران فلم تشعر بقطراته ولا بيد هذا اللعېن تحيطها أبعدت كفها الرقيق عن وجهها لتتفحص الجزء الأمامي للسيارة فوجدت بابها مفتوح على مصرعيه وأحدهم يلقي بالسائق أرضا ويكيل له اللكمات القاسېة.
ارتعش جسدها پعنف وحاولت فتح الباب الموصود جوارها ولكنه لم يفتح ومع محاولاتها المستميتة تمكنت أخيرا من العبور خارجا.
كادت أن تلوذ بالفرار من ذلك الشارع المظلم ولكنه توقفت فور أن تمعنت بظهر المستلقي فوق الرجل تعرفت على جاكيته الأزرق المميز مرددة بهمس منخفض 

_سيف!
ناله لكمة أخيرة أفقده بها الوعي ووقف يجذب كتبه الملقاة أرضا وقبل أن يمر إليها ركله ببطنه بعنفوان.
اقترب منها يسألها وهو يتفحصها بلهفة 
_حاجة وقعت عليكي! طمنيني!
نفت بهزة بسيطة من رأسها بينما البكاء يفترسها وعينيها لا تفارق مقعد السائق الذي انتزعت المياه جلده المتين لحظة سحب سيف له للخارج فسكب محتوياته عليه متخيلة ماذا كان سيصيبها إن لفحتها تلك المياه الحاړقة.
اجتاحها فكرة الفرار من كل ما يحيط بها استدارت زينب وأطلقت لساقيها العنان تاركة سيف يراقبها بدهشة فانحنى يجمع أغراضه وكتبها وحقيبتها الملقية أرضا أسرع خلفها يناديها وكأنها باتت صماء لا تسمعه من مسافته القريبة منها.
قبض على معصمها يوقفها صارخا بها 
_ممكن تقفي وتكلميني مستحيل بعد اللي حصل ده أسيبك تروحي لوحدك أنا هوصلك.
هزت رأسها پجنون وكلمات يمان تسيطر عليها كالتعويذة السحرية 
_لأ... لأ...إبعد عني... متقربليش تاني هيقتلني!! 
وتابعت وهي تنفض كفه عن ذراعها 
_ابعد عني!!
ارتعش جسدها لدرجة خيل لها بأنها لن تقوى أن تتقدم خطوة أخرى فجلست على مقاعد المرور المنجرفة بجانب الطريق تنحني بجسدها على ذراعيها تبكي بحړقة ولسانها يهمس 
_مش عايز يسبني في حالي ليه!! الحب مش بالعافية! أنا محبتهوش ولا قادرة أحبه قلبي اختار شخص غيره هيفهمها ازاي!!!!!
جلس سيف على مقربة منها وتغاضى عما مروا به وما سيخوضه لاجلها وبالاحرى لا يعنيه حتى وإن قتل تستحق أن يهدر روحه لاجلها فشاكسها ببسمته وسؤاله المخجل 
_مين الشخص اللي اختاره قلبك
رفعت عينيها إليه مندهشة من ابتسامته ونظراته المتغزلة بها غير مبالي بما مروا به منذ قليل!
أزاحت زينب دموعها بأصابعها ونهضت تتجه إليه تقابله بجلسته 
_سيف أنت لازم تبعد عني يمان مبعدش زي ما توقعنا كلمني فيديو على موبيل السواق اللي ركبت معاه يمان محاصرني ومش هيتخلى عني بسهولة.
نهض قبالتها يهدر منفعلا 
_ولا أنا هسيبك يا زينب والكلب ده مهما حاول يفرقنا مش هديله الفرصة ينجح بده
رفعت كفيها تحتضن وجهها تردد پبكاء 
_لو اتاخرت كان شۏهني.
رق قلبه لها فوقف عاجزا عن احتوائها بين ذراعيه عساها تستمد الأمان منه ولكنه مازال يحافظ على مسافته بينهما قائلا بحب 
_زي ما حميتك دلوقتي هحميك منه عيني هتكون دايما عليك.
وتابع وهو يراقب وجهها بعشق بعدما أبعد كفيها 
_لو محاولاته نجحت ترعبك بالشكل ده فأنت بتحقيقله اللي هو عايزه يا زبنب انسيه وفكري في اللي إنت عايزاه وأنا أوعدك إني هكون جنبك ومش هتخلى عنك أبدا..
تعمق بعينيها الساطعة بحبه وعينيه تضمها داخلها بحنان فنطق بترقب وخوف 
_موافقة نواجه الحقېر ده وإنت مراتي وعلى ذمتي يا دكتورة
رفرفت بأهدابها الثقيلة من دموعها بارتباك تركته وتوجهت للمقعد مجددا فأغلق عينيه بحزن على حالتها لا يعلم إن لم يلاحظ نظرات هذا السائق الوضيع وانجراف السيارة عن طريق منزلها ماذا كان سيحدث لها
أفاق من شروده على صوتها الذي تحرر أخيرا 
_مفيش داعي إننا نعمل فرح ولو هنكتب كتابنا يكون في السر عشان ميحسش بينا.
ابتهجت معالمه بفرحة فاتجه يجلس جوارها متسائلا بضيق 
_مش عايزة فرح!!
هزت رأسها تنفي اقتراحه فتابع باستغراب 
_ليه يا زينب
اجابته پبكاء وهي تحاول السيطرة على رعشة ذراعيها 
_مش عايزاه يعرف بحاجة يا سيف كده أفضل أنا هبلغ قراري لعلي وإنت كلمه ورتب معاه.
ردد بحزن 
_بس أنا مش موافق على قرارك ده يا زينب إنت مش ناقصك حاجة عن البنات عشان معملكيش فرح وآ..
قاطعته بحزم 
_سيف من فضلك أنا مش عايزة أعمل فرح مش هقدر أكون مبسوطة وأنا عارفة إنه في لحظة ممكن يبوظ الفرح أو يعمل أي شيء يخليه أسوء ذكرى ليا.. أنا عايزة أكون معاك فخلينا نتمم كل حاجة في السر.
تفهم سبب خۏفها وبعد تفكيرا وجد أنه الحل الأنسب فازدرد ريقه هادرا 
_زي ما تحبي المهم تكوني مرتاحة وسعيدة.
وتابع بهدوء 
_يوسف كان واخدلي شقة جنبه في العمارة اللي اتجوز فيها هو ودكتورة ليلى هي جاهزة بس ناقصها شوية حاجات.
رددت دون مبالاة 
_مش مهم هنبقى نجهزها مع بعض بعد الجواز.
وأي سعادة ستطوف به بعد سماع اصرارها ورغبتها بالبقاء معه منحها ابتسامة جعلتها لا تود ترك ضمة عينيه العاشقة تطالبه بأن يكون لجوارها ېحطم تلك الحواجز لتصبح زوجته.
رافقها حتى المنزل وأصر على مقابلة علي وعمران وأخبرهما على ما حدث ورغبة زينب بأن يتم الزواج سريعا بسرية تامة فاتفقوا على أن يتم الزواج بعد ثلاثة أيام من الآن بعد أن تأكد علي من رغبتها في ذلك. 
بقيت الحاجة رقية برفقة خديجة وعاديونس وآيوب للمنزل صعد متلهفا للقاء ابنه جذب مفتاح المنزل من ابن عمه ليفتحه سريعا وولج يناديه بلهفة 
_فارس!
إلتقطت أذنيه صوت الشيخ مهران يرتل القرآن الكريم بصوته الخاشع فاتبعه حتى وصل لغرفة الضيافة ومن خلفه آيوب فوجده يجلس أرضا ومن أمامه آديرا وفارس يستمعون إليه بانصات تام.
تنحنح يونس بخشونة وتراجع للخلف فور رؤيتها بينما استكمل آيوب طريقه للداخل بابتسامة تسللت إليه فوقف يتابع أبيه وهو يبدأ بأول دروسه عن الدين الاسلامي لها وللعجب يراها تنصت باهتمام وانبهارا تام عينيه غائرة بدموع وابتسامة لا تفارق شفتيها.
وفور أن انتهى من حديثه المسموع لها عبر السماعة قالت بتردد واضح 
_سيدي الشيخ كيف أثق إن دينكم هو الدين الحق 
وبارتباك استكملت 
_أنا لا أقصد اھانتك ولكني أخشى أن أكون مخطئة حسنا أن أشعر براحة غريبة من اتخاذ قرارا مثل هذا ربما لإنني تأثرت بأيوب وربما لرغبتي بالالتحاق بالدين الذي ماټ عليه أخي وقد تحمل ظلم عمي ليبقى عليه ولكن آآ..
قاطعها الشيخ مهران وابتسامته البشوشة لا تفارقه 
_فاهم يا بنتي عشان كده هجاوبك بآيات من القرآن الكريم قال تعالى إن الدين عند الله الإسلام آل عمران 19. وقال تعالى ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين آل عمران 85.
فالإسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين وإن اختلفت شرائعهم وأحكامهم فإنهم متفقون على الأصل الأول وهو التوحيد والإسلام فمثلا
أخبر الله عن نوح عليه السلام وأمرت أن أكون من المسلمين يونس 72.
وأخبر عن إبراهيم عليه السلام إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين البقرة 131.
وأخبر عن موسى عليه السلام يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين يونس 84.
وأخبر عن حواريي المسيح وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات