رواية وبها متيم انا الفصل الحادي عشر بقلم امل نصر
كنت بټعيطي
نفت بهز رأسها ولما شعرت ان كذبتها مكشوفة ردت بمرواغة
مش لدرجة البكا يعني او الزعل بس هو زي ما تقول كدة افتكرت ابويا.
تناول حجر له ليجلس بالقرب منها ويسألها
اسف ع التدخل بس انا بصراحة كنت عايز اعرف ايه اللي فكرك بوالدك عشان تسيبي شغلك وتجيبي هنا في الجو الخلا ده وټعيطي
يا عم مش عياط.
قالتها بسأم وهي تكمل شارحة
انا بقولك افتكرت ودي حاجة طبيعية عندي انا عمري ما نسيت ابويا اساسا كل حاجة في شغلي بتفكرني بيه انا معظم وقتي قضيته معاه اصل انا بكريته وفرحته بيا كانت بتخليه ياخدني في أي حتة معاه في الشغل في البيت في المكتب ما هو دا اللي خلاني امسك من بعده.
سألها لتوميء برأسها وتجيبه
مهانش عليا تعبه وشقاه يروحوا لناس اغراب لما ابيع السجل بتاعه وادفن تاريخه .
سمع منها وظل صامتا يتأملها بتفكير عميق حتى رفعت رأسها إليه بتساؤل فقال
هتزعلي لو فضولي خلاني أسألك عن الكلمة المحفورة في دلاية الانسيال اللي في إي دك ده
انتبهت لتنقل بنظرها نحو ما يرمي إليه
إيه ده انت خدت بالك
قالتها بتساؤل ليهز رأسه إليها وكأنها أجابة عادية وعلى طرف لسانه يود القول بأن هذا الموضوع وهذه الكلمة تشغل حيزا غير هين برأسه منذ أن التقاها اول مرة وهو يفكر ان كانا رمزين او كلمة لأسم عزيز عليها كحبيب مثلا او خطيب او .....
نعم.
خلعت الأنسيال لترفع أمامه الجملة التي يقصدها شارحة
دا قلب صغير ودا اللي الكلمة اللي لازقة فيه ابوها يعني قلب ابوها عملهالي قبل ما ېموت كانت حالتنا حلوة مكنش زي دلوقت الجاي يدوبك على قد اللي رايح.
قال حسن بتأثر
دا كان بيحبك اوي بقى.
اوي.
غلبتها مشاعرها لتخرج منها بتحشرج ثم اشاحت بوجهها عنه حتى لا يرى دمعة خائڼة غلبتها ولكنه انتبه
انا اسف يا شهد لو كنت فكرتك.
عادت إليه بابتسامة قائلة
بتتأسف على إيه بس انا افتكرته اساسا قبل ما تيجي امال انا جيت استخبى ليه هنا تحت شجر
النبق.
بس والله المنظر حلو مش وحش..
سألته باستفهام لتجده دنى نحو الأرض يتناول حبة نبق ناضجة مسحها على القميص الذي يرتديه يردف لها
على فكرة انا بحب اجي هنا وانقي منهم على كيفي تحبي تدوقي ولا لازم بقى تقومي وتغسلي.
مد ي ده بالثمرة الناضجة فردت وهي تتناولتها
لا طبعا دا طاهر ومفيش اي د لمسته ولا حتى اتلوث بالكيماوي انا كمان باجي هنا وانقي براحتي.
اخفى داخله ابتهاجا يعبث بقوة لمجرد تقبلها لشيء منه فنهض فجأة ليقول بحماسة
طب استنى بقى وانا انزلك اللي احلى واحلى.
هتعمل إيه
قالتها لتجده امسك بعصا قريبة وعلى احد الفروع القريبة من مستوى طوله ضړب بضربتين فقط وافترشت الأرض حولها بالثمار الناضجة شهقت ضاحكة لتردد بمرح
تبسم هو بانتشاء ليجلس على عقبيه ويجيبها وهو يتناول الأطيب والأكبر
يا ستي احنا ننقي اللي احنا عايزينه والباقي بقى يقعد لصاحب نصيبه.
بوجه تبدل عن الحالة السابقة لها مئة وثمانون درجة كانت تضحك وعينيها تناظر الخير الذي امتلأت به الأرض حولها لتعقب
ونسيب الشغل ونقعد ننقي.
نظر لها بأعين تفيض بحنان ذكرها بفعل والدها قديما يقول
لا يا ست المقاول انتي تقعدي مكانك زي الهانم وانا هنقى الحلو منهم واجيبلك لحد عندك.
صمتت بخجل أصابها من كلماته