رواية حلم الطفولة الفصل الثاني عشر والاخير بقلم نورهان زكي الجبروني
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
تتعرضين لمواقف كثيرة ستحزنين فيها وخفت عليك من الصدمات التي ستتعرضين لها وكنت خائڤة أن يصيبك مكروه بعد مۏت العم سمير من شدة حزنك عليه .. كنت أحاول إبعادك عن كل هذا بهدوء دون أن تشعري وكأن الأمر كله كان مجرد صدفة .. لذلك اتفقت مع دينا أن تفعل أي شئ يجعلك تكرهين الرسم وتبتعدين عن هذا الطريق لأجلك أنت يا حبيبتي .. ولكن بعد أن أخذت دينا منك اللوحات وصدمت وذهبت إلى المستشفى لمت نفسي على ما فعلت بك وفكرت كثيرا إلى أن أخبرتيني أن هناك حفل تكريم لدينا لذا طلبت منك الذهاب إلى هناك لعل هذا يسعدك ويجعلك تتحسنين قليلا..
ما ذنبي أنا إن أحببت الرسم أو ما شابه ذلك ! .. ما الخطأ في هذا !
لقد مررت بالكثير والكثير من المشاكل بسبب تخطيطكم لحياتي كل مرة لم تريدون أن أحقق ما تريدون وليس ما أريد أنا !
أن أصير رسامة مشهورة هذا حلم طفولتي الذي حاربت كثيرا لأجله أكنتم تظنون أني سأتركه بسهولة بعد أن وجدت فيه راحتي!
وعمي سمير.. لقد كان لي الأب والصديق وكان دوما معي في كل تجاربي كان يساعدني وينصحني ويستمع لي وبعد كل هذا ألا يستحق أن أحبه ! .. يكفي أنه سبب حبي للرسم من البداية .
لم أستطع إكمال الحديث من شدة التعب ثم نظرت إلى محمد الذي كان حزينا جدا ولا يدري ماذا يقول فقط ينظر إلى بعينين مليئتين بالدموع !
ثم قلت آسفة على تحدثي بهذه الطريقة السيئة أما عن زواجي فبعد إذنكم هذا قراري أنا .. دعوني أختار شيئا بإرادتي لمرة واحدة في حياتي..
الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
قال محمد كل هذا لا يهمني يا رحاب أريدك أنت .. والمړض لن يكون عائقا لنا سنكمل حياتنا معا وسأنتظرك حتى تنهي تعليمك وأعيد بناء المنزل لنعيش فيه .
ووافق أبي وأمي على ذلك .
فرحة والداي بي أنستني ما فعلوه معي وشعرت بالرضا لأنني أسعدتهم.
تمت خطبتي أنا ومحمد قبل إنهاء دراستي بسنتين..
وعندما أنهيت دراستي تزوجنا وعشنا في المنزل الجديد .. وجعلت من القبو متحفا لعرض اللوحات
كانت حياتي سعيدة مع محمد وكان مثالا للزوج الصالح .
وبعد سنة من زواجنا..
رزقنا بتوأمين بنت وولد أسميتهما سمير ودينا .. كان محمد أبا حنونا أيضا وأحضر لي خادمة تعينني في أعمال المنزل بسبب أشغالي الكثيرة .
زرنا قبر عمي سمير وأخبرناه أنه قد صار جدا أخيرا وأحفاده يحبونه .
لن أنسى عمي سمير ودينا أبدا بل كنت أزورهم باستمرار وأدعوا لهم سافرت أنا ومحمد وأجريت عملية جراحية في قلبي وحالتي تحسنت جدا ..
مرت الأيام ورزقت بطفلة جميلة كنت سأسميها لقاء نسبة لجدتها ولكن محمد قال لي دعك من أسماء المۏتى سأسميها باسم حبيبة قلبي رحاب !
قلت له مبتسمة سأعلمها الرسم إذا !
فضحك محمد وضحكت معه وبالفعل أسميتها رحاب وعلمت أطفالي الرسم منذ الصغر وكنت دائما أحكي لهم قصتي فأحب كل منهم اسمه وما فعله صاحب الاسم الحقيقي.
لقد عوضني محمد عن الألم الذي عانيته في صغري وخفف عني الكثير ووقف بجانبي حتى تعافيت من المړض بفض الله وتحمل تكلفة العملية والعلاج والسفر للخارج وكل هذا لأجلي ولأنه يحبني حقا .. يا حظي الجميل يا محمد !
سعادتي الآن لا توصف فحلم طفولتي قد تحقق أخيرا وصرت غنية من ورقة وأقلام .. وهذا يعني الكثير فلا يوجد شئ مستحيل في هذه الحياة والصعاب تهون أمام من يقف ثابتا ويحاربها بالصبر والإخلاص والعزيمة وطالما هناك حياة فهناك أمل ..
والسلام..
الكاتبة_نورهان_زكي_الجبروني
تمت_بفضل_الله...