السبت 23 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع والخمسون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

شهادة ابنك الاصلية مع الشيخ مهران وهو بنفسه اللي مطلعها ومحتفظ بيها كان ييحميك وبيحمي ابنه التاني في نفس الوقت لانه مش من المنطق انه يوقفه في حرب بيلعب القذر فيها على الطرفين هيكون بيقدم ابنه التاني للمۏت يا يونس.
نهض يخفض ساقيه عن الفراش فأصبح يجاور آيوب استدار بوجهه له ومنحه ابتسامة هادئة جعلت الاخير يتهلل أساريره لظنه بأنه سيقاطعه بعد معرفته بأنه يعلم بالحقيقة.
رفع يونس ذراعيه يحيط به آيوب المتعلق برقبته مربتا بقوة على كتفه ثم أشار له 
_شيل الكانيولا هروح أبص على خديجة.
أومأ له وانتزاعها منه برفق مسددا قطنه صغيرة توقف نزيفه المؤقت فتركهما ورحل من الغرفة التي تحيط بعدد من المرضى.
نهض آيوب يمسك يد آدهم بفرحة 
_مش عارف من غيرك كنت هعمل أيه أنا كنت شايل هم اللحظة دي أوي آدهم أنت ملاكي الحارس!
تحررت ضحكاته تباعا فراقبه الاخير باستغراب كبت ضحكاته مرددا 
_آسف.. بس الجملة دي اتقالتلي كتير قبل كده من شمس!
وتابع ببسمة صغيرة وهو يربت على كتفه 
_كل مرة تبالغ وأرجع أقولك انك اخويا! يلا ألحق اروح انا قبل ما مصطفى يلتهم التورتة لوحده ووقتها هجري بيه طول الليل بالمستشفيات!
شاركه الضحك قائلا 
_لازم يأكلها كلها مش عمايل ابن الشيخ مهران ولا أيه!!
تلاشت ابتسامة آدهم وحل الۏجع بين سكنته منذ أن علم بحقيقته وانقطع عن قوله لتلك الجملة ما أبشع أن يكون أخيك قبالتك وأنت عاجز عن ضمھ عاجز عن أن تبوح له بحقيقتك!
أفاق من شروده على هزة يده وسؤاله 
_آدهم روحت فين
منحه ابتسامة صغيرة وقال 
_معاك يا آيوب... همشي بقى ولو احتاجتني متترددش وإتصل.
هز رأسه بتأكيد فاستأذن آدهم بالانصراف على الفور. 

بحث عنها بين أسرة المرضى حتى لمح الحاجة رقية تجلس على مقعد خشبي يقابل الفراش وتقرأ بصوتها العذب بالمصحف الصغير وتتمدد هي بشحوب تام شاردة بالفراغ ودموعها تنهمر على الوسادة.
تواثبت دقات قلبه بدف يعلمه جيدا مالت برأسها للجانب الاخر وفور أن رأته حتى أزهرت وجوم تعابيرها وهمست بصوت كان مسموعا 
_يونس.
أغلق عينيه بقوة مستمتعا بصوتها الذي يشفيه من آلامه رويدا رويدا ليتها تنطق إسمها خمسون مرة أو خمسمائة حتى تدمل چروحه بأكملها.
الآن بات أمام فراشها عينيه موضوعة أرضا لا تتطلع إليها اختزل الحزن تعابيرها وهي تظن أنه لا يحبذ رؤيتها فإذا به يردد 
_ازاي سايباها قاعده من غير نقابها يا مرات عمي!
نهضت عن المقعد تجيبه بابتسامة هادئة 
_يابني دي لسه خارجه من العمليات وانت عارف إنها عندها ضيق تنفس فقولت اسيبها تستريح شوية ولما تفوق ألبسهولها.
قال ومازالت عينيه أرضا 
_طب لو سمحتي لبسيها.
انحنت للكومود الصغير جوارها تلتقط نقابها 
_حاضر يا حبيبي..
وبالفعل عاونتها على ارتدائه ثم جذبت حقيبتها البلاستيكة وقالت 
_خليك معاها يا يونس هخرج ألحق آيوب قبل ما يروح أقوله يحط حلة المحشي في التلاجة لتحمض!
بالرغم من صعوبة ما يتعرض له الا أنه رغما عنه اضحكته بساطة زوجة عمه التي لا تتفانى بالتفكير عن أصغر ما تنجزه رآها تخرج من العنبر بأكمله فتحرك للمقعد بآلية تامة.
أدمعة أعين خديجة وهي تراقبه باشتياق وترقب لاول كلمة تنتظر أن يأخذ أول خطواته إليها فوجدته يرفع رأسها إليها ويردد بصوت الحنون 
_حمدلله على سلامتك يا ست البنات.
اتسعت ابتسامتها ودموعها تنهمر دون توقف لا تعلم فرحة بسماعها لقبه المحبب لقلبها أم حزنا على ما أصابهما.
باغتته حينما تمسكت بيده المسنود على الكومود هاتفة بعاصفة دارمة من الحب 
_يونس.
اقشعر جسده بأكمله يعلن حالة الطوارئ لنجدة قلبه المسكين سحب كفه سريع قائلا بتوسل
_عمري ما أقبل أشيلك ذنب زي ده يا خديجة انت لسه على عصمة راجل غيري فعمري ما أقبل أعمل فيك كده.
وتابع بضيق مما فرض عليهما 
_وجودي هنا في حد ذاته غلط بس والله ما قادر أمشي من غير ما أطمن إنك بخير.
يا ويلها من تلك الآلآم التي اسټنزفت روحها الهالكة أيخاف عليها لتلك الدرجة ولم تترك له ما يدفعه لذلك.
انخرطت خديجة بموجة من البكاء اڼهيارا سحبها من خلفه لدرجة جعلته ينتفض عن مقعده مقتربا منها يتساءل بفزع 
_مالك حاسة بأيه اهدي طيب هنادي للدكتور حالا مټخافيش.
ما كاد بالرحيل الا وأمسكت يده توقفه هامسة بندم وۏجع 
_سامحني يا يونس.. سامحني على ضعفي وقلة حيلتي قدامه.. بس مكنش عندي حل تاني.
عاد لمقعده يجلس ويتطلع لها بينما تخبره پبكاء 
_هددني لو مرفعتش عليك القضية هيسقطني وجاب ستات شكلها بشع كنت ھموت تحت ايدهم لو موقعتش على الاوراق.
إلتاع قلبه وذرف دموع الخزي والۏجع بينما تتابع وهي تميل بوجهها الباكي على كفه فأغرقته بالدموع 
_مكنتش عايزة أفرط في الحاجة الوحيدة اللي فاضالي منك يا يونس آآ... أنا.. أنا بريئة من اتهاماتك آه أنا مخونتكش أنا مش وحشة يا يونس أنا مش رخيصة أنا عملت كل ده عشان أحمي ابني علشان احميه.
رفع يده الاخرى وكاد بأن يضم وجهها ولكنه أخفضها حينما تذكر بأنها ليست زوجته فانحنى أسفل فراشها يحاول سحب يده الاخرى ولكنها تزيد من تمسكها به وهي تصرخ بۏجع 
_لأ.. لأ.. مش هتمشي يا يونس هتسمعني وهترجعني ليك تاني أنا معتش قادرة أستحمل أعيش مع الشيطان ده ثانية واحدة إنت أملي الوحيد متبعدش عني تاني متسبنيش يا يونس أرجوك.
_أبوس ايدك متسبنيش!! 
قالتها وهي تقبل كف يده فاڼهارت دموعه وقال وهو يسند جبينه على فراشها هامسا بصوت مبحوح 
_كفايا يا خديجة ارحميني عشان خاطري! أنا عاجز ومش عارف أتعامل معاكي.
ورفع عينيه الغائرة إليها يخبرها 
_مينفعش أقرب افهمي! 
تعمق بها الحزن والۏجع فبات وجهها يشمل كل العتاب له فأسرع يستكمل 
_آدهم قالي إنه هيقدر يخلصك منه في وقت قليل بعد ما عدتك تخلص هنتجوز على طول.
وتابع وهو يتطلع لها بحب فشل بكبته 
_اللي ملحقناش نعيشه هنعشه من تاني وابننا معانا يا خديجة... ولحد ما ترجعي تقفي على رجليكي وتنتهي شهور العدة هجهزلك الشقة بعفش جديد عشان يليق بيك يا ست البنات.
وتابع يمازحها 
_بس المرادي مش هخاف يطلع حاجات أحدث لإنهم ٣ شهور مش سنين الدراسة.
ضحكت حينما فهمت مغزى ما يقصد بحديثه تذكرت كم كان حزينا كلما طرح لمحلاته أجهزة عصرية كان يود الاحتفاظ بها لشقتهما ولكنها تعود وتخبره بأنها مازالت بالثانوية فمن المؤكد بأن الشركة ستطرح الاحدث.
تخاذلت السعادة داخلها وتطلعت له بنظرة منكسرة جعلته يطالعها باهتمام لمعرفة ما ستقول فتركت كفه ورددت
_لا مش هينفع تتجوزني... لأ.. أنا منفعكش!
اندهش مما أصابها وتساءل باستغراب 
_أيه اللي بتقوليه ده يا خديجة
تصاعدت شهقاتها باڼهيار تامة وهمست بصوت مذبوح 
_أنا اټشوهت يا يونس!! مينفعش تتجوز واحدة مشوهة!
اعتصرت قلبه بين أضلعه يا الله ما الذي اختبرته تلك المرأة بالتحديد يزداد واردة أوجاعه وتزداد الفاتورة ويده مغلولة عن السداد فابتسمت وهي تستكمل بدمعة تخزلها 
_ده كان تمن اخلاصي ليك ولحبك ده دليلي الوحيد إني كنت بعافر لأخر يوم قضيته مع الحقېر ده وآ..
ترجى بانهزام تام 
_كفايا أرجوكي كفايا متزديش ۏجعي بالله عليك اسكتي.... المۏت أهون ألف مرة من
اللي بسمعه ارحميني يا خديجة!
أمسكت يده بقوة وقالت 
_خلاص مش هتكلم.. مش هقول حاجة عن اللي فات بس متسبنيش... متمشيش وتبعد عني تاني يا يونس... سامحني وخليك جنبي.
وتعمقت بالتطلع له

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات