الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية مريمه الفصل الثالث والاخير بقلم رغدة

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الحال وساد الصمت من طرفهم بل واطرقوا رؤوسهم أرضا حين دلفت امرأة إلى القاعه وكشفت عن وجهها واعترفت انها تلك المرأة وبرأت الإمام حين سردت ما حدث بالماضي ودفاعه عنها وكيف وقع والد همام وماټ
مهما حاول همام تبرئة والده الا أن الحق أحق والشهود والوقائع اثبتت غير ذلك ولهذا انصاع صاغرا لما حكم به الكبار والشيخ يوسف
وذلك بتعويض مالي لعائلة همام من الإمام وهذا المال تكفل به يوسف و تحويل الإمام للقضاء للبث في القضيه وما يتم الحكم به هو النافذ ولا يحق لعائلة همام التعرض له ثانية ولا لأولاده بالمستقبل
وفعلا اقتاده عناصر الشرطه إلى المركز وتمت إجراءات القضيه وتحول للمحكمة ليتم الحكم عليه بسبع سنوات كحق عام نافذة منذ تلك اللحظه
وهنا تم الحكم وتم التنفيذ واقتادوا الإمام إلى سجنه وعاد يوسف إلى بلدته لينفذ وعده ودفع ما يعتبر فدية لقاء تلك الحاډثه
ومرت الايام والسنوات وكل بحاله مشغول ونسي يوسف الإمام وما انساه الا الشيطان ولو كان يعلم ما يحدث مع زوجته منذ البدايه لما وقف ساكنا ولكان أتى بحقها فورا ولكن الله له حكمته فسبحان الله
نظرت له مريم بعينين باكيه وقالت الحمدلله الذي من علينا بوجوده وحنكته وحكمته والا ما كنت الان هنا وما كنت انا أنعم بهذه الراحة وهذا الامان بوجودك
سكتت هنيهة واستطردت قائله ولكن كيف أتى معك هنا 
ضحك الإمام بخفوت وقال ألم اقل لك ان لله في خلقه شؤون وهو المدبر لكل امر
هزت رأسها للأمام فقال لقد ساقني القدر اليه دون أن ادري ودون اي تدابير فالعربه التي استقللتها مع بعض الرجال المفرج عنهم مبكرا بسبب حسن السلوك توقفت في بلدته ويال المفاجأة حين رأيته يمشي امامي فلم استطع الا أن انزل سريعا والقي عليه التحيه واشكره على كرمه ولطفه
فوجدته باسم الاوداج مرحبا بي بحرارة جمة واقسم الا اخرج من البلدة الا بعد ان يستضيفني
وليريح قلبي ارسل ابن شقيقه لهنا ليحضرك ولكن يال العجب فما ان وصل وسأل عنك حتى صدم من كلام الناس وقذفهم لك بالسوء
فعاد سريعا ليخبرنا
فأتينا سريعا وأرسلت عبدالله الى الشيخ الذي عقد قراننا وانا ادعوا ان يكون الله من عليه بالعمر المديد ليظهر براءتك 
تنهدت بعمق وهبطت دموعها وهي تتذكر معاناتها التي عاشتها لسنوات ونظرة الناس لها وهمهماتهم اذا مرت بهم 
وما حطم قلبها مرارا نبذهم لفلذة كبدها وحرمانه من اي حق له كطفل ومنعه من حضور الدروس بالكتاب واختلاطه بابنائهم
شعر بدمعاتها تبلل صدره فرفعها قليلا ونظر بعمق لعينيها 
وقال لا اريد ان ارى هذه الدموع مجددا هل تسمعينني واعدك ان اعوضك عن كل ما ضاع من عمرك واعيد لعينيك رونقهما سنحيا حياة نستحقها نحن وابننا ولن ادع اي مكروه يمسكم
احتضنته مستشعرة بما فقدته لسنوات فبحضوره زال الهم والخۏف الذي استبدها لسنوات وحل محله الامان والسکينة وراحة البال
بعد سنوات كان يجلس الإمام أمام المسجد تحت الظل يهدهد صغيره الجديد وعلى ميمنته يجلس ابنه البكر ويلتف حولهم صبية بأعمار مختلفه يستمعون للأمام وهو يسرد عليهم قصص الأنبياء
خرجت فتاة من المنزل ووقفت مقابله وقالت بصوت رقيق ابي اتسمح لي ان انضم لكم
قهقه الإمام وأشار لها بيده فاقتربت منه فاجلسها على قدمه وهو يقول بود وهل تحتاجين للاذن
اومأت برأسها وقالت لقد أخبرتني والدتي انني كبرت وعلي ان احسب خطواتي واستأذنك بكل امر لتوجهني لما يرضي الله
مسد رأسها المغطى يطرحه صغيره رغم صغر سنها وقال والله ما نطقت الا بالحق ووالله ما رزقني الله بها الا كل خير وراضاني بها
خرجت من ذكرياتها واحلامها التي ڠرقت بها الليل بطوله حين نادتها حفيدتها وقالت جدتي تعالي لنتناول الطعام معا لقد حضرت امي الإفطار
رفعت رأسها عن سريرها ونظرت لتلك العباءه المعلقه الخاصة بزوجها المرحوم فخطت نحوها وتلمستها واستنشقت عببرها ودعت له بالرحمه قبل ان تغادر غرفتها
تمت بحمد الله

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات