رواية مريمه الفصل الثالث والاخير بقلم رغدة
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
مريمه
بقلمي رغده
البارت الثالث
بلهفة لم تخبو وشوق تعاظم دلف لمنزله وما أن أغلق الباب حتى اختطفها بين احضانه بذراعيه القويين يبث بضمته كل ما يحمله من شوق وحنين وعشق دفين فاض بأضلعه منذ سنين ولم يجد ملجأه الا بين احضانها
تشبثت به كالغارق الذي وجد قارب نجاته وسنده وأمانه
فاجهشت بالبكاء الممزوج بين الألم والحب بين التعب والإرهاق وبين الراحة والأمان وهي بين اضلعه لتتحد دقات قلبيهما كأنهما روح واحده وقلب واحد مقسوم بين جسدين اعياهما الفراق وفرقهما الظلم والماضي الأليم
وزع قبلات متفرقه على وجهها وهو يمعن النظر لها فرأى تعب سنوات وألم الأيام وقهر الفراق قد ارتسم على ملامحها التي يعشق
تأملته بحنين وشوق جارف فلم ترى سوى معشوقها الذي كأنه لم يفارقها لسنوات ما زال يحمل بين طيات ملامحه جمال ودفء وشاعريه
أعاد احتضانها وكأنه ېخاف ان تنسلت من بين يديه وتصبح سراب كما كانت بأحلامه
دلف يوسف للمسجد بوقاره المعتاد وتبعه اهل البلدة كل منهم يهمهم بكلماته غير مدركين هم بحضرة من
تلفت يوسف حوله ودارت عينيه يتأملهم بعينين يكسوها الڠضب والحزن لما تحمل هذه النفوس الضعيفه من اټهامات وافكار مشينه مشوهة
طلب يوسف منهم الجلوس فجلس الجميع وقد تهافت الناس حتى امتلأ المسجد بزواره ومنهم من لم تطأه قدمه من قبل ولكن كان لدى الجميع تساؤلات عن الإمام وما حدث له وعن هؤلاء الغرباء الذين بسطوا هيبتهم بمجرد وجودهم
دلف المسجد ووزع نظراته على القوم الذين عابوا وقذفوا اهل بيته بالموبقات واتهموها بالباطل
كانت عينيه شديدة الاحمرار من الڠضب فرآه يوسف فتقدم نحوه وحثه على التقدم معه